حين يقف المشاهد أمام أعمال هيلة المحيسن ذات التسعة عشر ربيعاً فمن الطبيعي أن يشعر بالذهول من لوحاتها الفنية التي لم تُرسم باليدين وإنما بأنامل قدميها وبأنواع الفن التشكيلي في لوحات فنية لا تقدر بثمن وفي حالة أقرب إلى الخوارق كونها لا تملك أطرافاً علوية.
تقول هيلة أنها ولدت بلا يدين وعاشت مع اسرتها بشكل طبيعي وتغلّبت على الكثير من العقبات بقوة الإرادة وبمعية والدتها التي وضعت هيلة بين عينيها خوفاً على الفتاة الصغيرة من الوقوع في أي خطر، ومرت بها أوقات مختلفة عاشتها منذ أن أدركت وضعها إلى أن دخلت في عالم الفن التشكيلي الذي انكبت عليه فترات طويلة لتنغمس في عالم لا تكاد تخرج منه إلا وهي تكمل اللوحة التي بدأتها.
يلفت ركن هيلة نظر زوار مهرجان “حكايا مسك” الذي يقام في مركز معارض الظهران بالمنطقة الشرقية منذ يوم الأربعاء الماضي ويختتم اليوم السبت، وذلك بكثرة من يقفون ليروا ما تصنعه بأصابع قدميها معجبين بمهارتها الخارقة التي يستحيل أن يتقنها إنسان كامل الاطراف بيديه إلا أن يكون ذو مهارة عالية.
وتعرض الفنانة التشكيلية هيلة المحيسن اللوحات التي رسمتها في ركنها خلال فعاليات مهرجان “حكايا مسك” وتشير إلى أن كل اللوحات المعروضة هي للبيع إلا لوحةً رفضت المساومة عليها، وهي عبارة عن جسم لحوت وكأنه تحول إلى جزيرة حيث يمكن لمن يشاهدها أن يراها لوحة ابداعية ومعبرة وكأن هيلة قذفت في تلك اللوحة كل معاني الحنان والحب والصبر ومشاعر الخوف والفرح، وبسؤالها عن عدم عرضها للبيع قالت : “اللوحة لأمي”.