النزاعات المسلحة تبدأ معاركها الصعبة بعد توقف العمليات العسكرية، والحرب ماهي إلا أحد أهم وسائل السياسة التي تسعى الى تحقيق الاهداف والغايات الوطنية.وحملة عاصفة الحزم هدفها النهائي منع الخطر المُهدد لحدود المملكة ومواطنيها وعن دول مجلس التعاون الخليجي، وضمان استقلال اليمن وعدم سيطرة إيران عليه على غرار لبنان والعراق(.) واليمن كدولة لم يعد لسياسة دول مجلس التعاون الخليجي القديمة فيه مكان بعد اليوم، ومن العبث بل ومن الخطر الكبير ان تنتهي الحرب دون وجود استراتيجية أمنية طويلة الأمد تتعامل مع الواقع الجديد باليمن لمدة 50 سنة قادمة سواء كان اليمن يمن واحد او يمنين، وهذه الاستراتيجية الأمنية المعني بها جميع أجهزة ووكالات الاستخبارات التي يجب أن تلعب الدور الرئيس والحاسم والدائم لضمان نجاح كافة الاستراتيجيات الأخرى على ارض اليمن منذ هذه اللحظة، كيف؟ بداية وبكل وضوح لا بد من القول وبلا خجل أن اليمن بلاد غالبية سكانها منعزلين عن العالم ولا يرغبون مسايرة التطور المدني وسيبقون كذلك، والمقصود هنا اهل الشمال والشمال الشرقي الذين يمثلون الثقل السكاني ،ومن المعروف أن الجهل والتدين الشكلي والتخلف المعرفي هو طابع تلك المناطق إضافة الى العنصرية القبلية وتقديس السلاح حيث يعتبر إمتلاك رشاش عيار خمسين مثبت على جيب بدفع رباعي قمة المجد لدى الفرد والقبيلة! واليمني الشمالي بشكل عام لا يوثق به كثيرا حتى داخل مجتمعه، وولاءاته تتغير في لحظات بحسب من يدفع له المال أو يسيطر على عقله، لكن سيهيمن عليه كلياً من يتمكن من الجانبين أي دفع المال وغسيل الأدمغة بأسطورة الزعيم!هؤلا القوم بغالبيتهم يتوفر لديهم السلاح،لكنهم بلا ارادة حقيقية ويحبذون التبعية والإنقياد خلف رمز سياسي يقودهم نتيجة لجهلهم ونتيجة لنمط حياتهم اليومية المُهدر نصفه في تحشيش القات، وهذا مافهمه قديما وحديثا المخلوع علي عبدالله صالح فأستعبدهم!، هل هذا الكلام رغم مرارته تهجم على الأشقاء اليمنيين ؟ كلا..بل هذا هو توصيف للواقع المشُاهد، والوضع لم يعد فيه متسع للمجاملات أوالتضليل الانشائي وخداع النفس وظلم الأوطان وتجاهل الحقائق مما سيؤدي الى نتائج كارثية اخطرها تهيئة الفراغ اليمني الهائل للإرهابيين الدجالين في إيران، وإذا كنا بعون الله ننجح كل يوم بإبعاد الثورة الارهابية الخمينية من السيطرة على اليمن، وإذا كانت الحرب ستضع اوزارها قريبا بإعلان الانتصار وتثبيت حكم اليمن بإرادة ابناءه وليس بثورة الخميني الارهابية، لكن، ولكن هنا تحتها خط أحمر هذا النصر وهزيمة الانقلابيين لا تعني النهاية فالخمينيون لديهم خطط جاهزة للتغلغل السريع بأرض اليمن، ووالله! وبالله! ان هذا هو الذي قد خُطط له من جديد بطهران وضاحية بيروت الجنوبية منذ قيام عمليات عاصفة الحزم! ومن لم يصدق ذلك فهو لا يعرف سياسة القوم واستماتتهم في تنفيذ استراتيجياتهم السرطانية، وبكل صدق اقول ان من ينكر ذلك فهو بحاجة الى تثقيف بأبجديات ثورة الارهاب وفكر الملالي، ومن هنا يجب على المخططين والمفكرين الاستراتيجيين باستخبارات عاصفة الحزم وغيرهم(سعودية اماراتية) إعداد مشروع بخطة شاملة تتضمن مايلي:
السعي لتوطين عشرات الآلاف من السعوديين والإماراتيين الملائمين بهدف الإستقرار بعوائلهم والعمل في جميع المجالات الاستثمارية الصغيرة والأعمال التعليمية والتدريبية والدينية والثقافية باليمن،ومن ثم دعمهم ودعم أعمالهم،وهم متوفرين(يوجد من يتمنى ذلك)ولديهم نفس مشتركات التقاليد واللهجات والموروث الشعبي، أما الغرض فهو حفظ الأمن الوطني الخليجي من خلال تواجدهم هناك ،ومن المهم التذكير بأنه لايوجد على الإطلاق افضل وأنجع من المصادر البشرية المُقِيمة على الارض لخدمة الأمن لوطني لأن هذه العناصر تتفوق عملياً على كل تقنيات العصر التكنولوجية،والتفاصيل يعلمها الخبراء. وهذه الخطة يجب تطبيقها منذ الدقائق الأولى لوقف القتال بإدخال طلائع أولئك المواطنين الى صعدة ومأرب مبدئيا وصنعاء لاحقا وفق خطة واسعة، وأعلم أن هناك من سيقول هذا غير ممكن ،ناهيك عن انها رؤية ساذجة! فإن كانت كذلك فأرجو أن يقابل سذاجتها يأس وانسحاب ايراني من الساحة اليمنية وعدم تنفيذ مشاريع ايرانية بصعدة وغيرها مستقبلا، ولكن الحقيقة ان مجرد سكوت المدافع واستتباب الوضع السياسي نسبياً والأمن المجتمعي باليمن سيسعى العدو الارهابي بإيران فورا الى التغلغل باليمن اكثر من ذي قبل تحت جنح الظلام وبدون توقف وسيعمل تحت الأرض بغطاء العملاء خاصة بصعدة وكل الشمال والمدن الرئيسة، وسيتم تنفيذ التبشير الإثني عشري بوتيرة مجنونة وسيتم حفر المغارات لتكديس السلاح بشكل مختلف عن السابق وسيتم انشاء محطات حديثة للإتصالات مرتبطة بالحرس الثوري ومحطات أخرى اعلامية محلية مرتبطة بحسن نصرالله، وإقامة مستشفيات صغيرة مجانية!، وتعبئة السكان (جيراننا) الذين ذكرت صفاتهم في مطلع الكلام، والتركيز على تسليحهم وشراء مناطق كاملة في مدنهم وسلخ وجود المسلمين السنة من كل شمال اليمن!.
ايها الخليجيون اشتروا بأموالكم العقارات وسيطروا على المرافئ،ومحطات المحروقات والغاز باليمن وخاصة بصعدة وصنعاء وارسلوا قليل من مواطنيكم ليكونوا قوة لكم على الأرض، للمساهمة بالتنمية هناك والأهم انهم سيملؤون اغلب الفراغ ويصبح بعضهم اعينكم الدائمة التي ترى وتراقب وتخبركم اولا بأول، فالحرب مع ايران على ارض اليمن لم تبدأ بعد!! إنها حرب الاستخبارات وإيفاد الأتباع من العراق ولبنان وغيرهما الى اليمن لمصلحة جمهورية الارهاب بإيران! إمنعوهم فضلاً بتواجدكم باليمن.. طبقوا سياستهم وهذا سيكشفهم أمامكم وسيمكنكم من اللعب بنفس اسلوبهم فيفشلون بتواجدكم. هل هذا مُكلف؟ بالتأكيد هو مكلف، لكنه أقل كلفة من حرب ثمانية اسابيع فقط.
إن اليمن ارض تقبل من يتواجد عليها بشرط أن يعيش بنفس نمط حياة اهلها وبشرط أن يضع يده في جيوب واحتياجات السكان وليس بجيوب الزعماء ومشائخ الغدر الإنتهازيين!، أليست هذه الحقيقة؟ نعم هي كذلك وهي اخطاء جسيمة نرى نتائجها..وثورة القبيح الخميني تعي هذا الشيء جيدا وستطبقه بوتيرة أخطر، إن هذه الثورة الارهابية ترصد انفاسنا هنا على مدار الساعة من خلال مراكز البحث لديهم، فهدفها النهائي هو المملكة العربية السعودية وهي تعلم أنه لم يحبط مشاريعها في المنطقة إلا هذا الوطن وقيادته وشعبه وجيوشه العظيمة التي تتصدى للأعداء خارج الحدود وللإرهابيين في الداخل والخارج.
لن يُحبط العدوان على اليمن إلا من خلال ملأ الفراغ على ألأرض فعين العدو عليه ضمن تخطيط مسبق، ودول مجلس التعاون مطالبة ببناء نظام استخباري استراتيجي قوي وثابت بعناصره تابع لها باليمن.هذا ليس بسر نخجل منه بل هو استراتيجية كبرى لحفظ مستقبل اليمن والجزيرة العربية.
14/01/2017 10:16 م
وطنوا 100 ألف خليجي باليمن
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6319418.htm
التعليقات 1
1 pings
محمد الاحمري
15/01/2017 في 1:18 م[3] رابط التعليق
1.مقال جدير بالإهتمام… ومن يراقب خارج الساحة قد يشوف اكثر ممن هو في داخلها.
2.ايران لديها عقيدة فاسدة وحقد دفين يعودان الى ما قبل 14 قرنا، وقد شاهدنا بعض ساستهم وعلمائهم وهو يصرحون انه لا يهدأ لهم بال حتى يحتلوا دول الخليج ويحررون الحرمين… ليخرجوا المسلمين منها من عبادة الله الى الشرك بالله بتعظيم علي والحسبن رضي الله عنهما.
3.اذا كان الهدف من عاصفة الحزم هو تحقيق النصر وعودة الشرعية فقط… فقد خسرت حملتها.
4. على الساسة والمخططين العسكرين ورجال الاستخبارات في دول الخليج عمل خطط استراتيجية بعيدة المدى ،تحدث كل عشر سنوات على الأقل لضمان امن دولها وجيرانها…
(0)
(0)