تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير بالتعاون مع أمانة المنطقة إلى تطوير ٤ مسارات سياحية في مدينة ابها تربطها بالمناطق المحيطة بها والتي تمتع بإمكانها تساعد على نجاحها.
وجاءت الخطوة الأولى بإنهاء دراسة تطوير مسار وسط المدينة، تزامنا مع احتفالات فوزها بلقب عاصمة السياحة العربية ٢٠١٧ م، إذ يعمل المسار على إثراء تجربة الزائر، حيث يوفر تجربة فريدة للزوار للتعرف على أهم المعالم الأثرية والسياحية والتراثية والطبيعية التي تزخر بها أبها، وتعمل على إطالة مدة إقامته فيها.
كما يعمل المسار على التخفيف من حدة الموسمية من خلال تحسين الخدمات السياحية على طول المسار، وتطوير منتجات سياحية متكاملة ومتنوعة (ثقافية، بيئية، متنزهات، ترفيهية، رياضية، التسوق، استجمام) للارتقاء بالخدمات السياحية المقدمة للزوار، حيث أن هوية المسار: تاريخي، ثقافي، طبيعي، بيئي، ترفيهي، تسوق، تراثي، موروث ثقافي شعبي.
ويبلغ طول المسار الكلي حوالي 7 كم، أما جغرافيا المسار الرئيسي فتبدأ من متحف عسير، وتشمل: أسواق الجمعية، حي البسطة، مسجد الملك فيصل، أبها الجديدة، السد، الطريق الدائري، مركز الزوار، ممشى الضباب، الجبل الأخضر، حديقة أبو خيال، ممشى السد، سوق الثلاثاء، المفتاحة، الانتهاء في متحف عسير.
ويأتي اختيار متحف عسيرالإقليمي كنقطة انطلاق لعدة أسباب منها: وقوعه في وسط المدينة، استغلاله كمركز جاهز لتقديم المعلومات، وتوفر الخدمات المختلفة، مجاورته لقصر أبو ملحة وقصر الشدا وقربه من أسواق الجمعية، تشجيع الزوار لزيارة المتحف.
ويقسم المسار إلى عدة مناطق رئيسية، فالمنطقة (أ)، تضم: المتحف، قصر أبو ملحة، مسجد الملك عبد العزيز، قصر الشدا، أسواق الجمعي، المكتبة العامة، الجسر العثماني، حي البسطة، أما المنطقة (ب): مركز الزوار، حديقة أبو خيال، المطاعم، المدينة الترفيهية، المنطقة (ج): ممشى السد، سوق الثلاثاء، المفتاحة، مركز الملك فهد الثقافي.
ويعتمد خطة التطوير على تطوير: بنيته التحتية، ترويجه، إدارته، بجانب إشراك المجتمع المحلي، ومن بين سلسلة القيمة المضافة: المعلومات والمبيعات، وسائل النقل، الوصول، الإقامة، أماكن الجذب والفعاليات، المغادرة، ما بعد الزيارة.
أما أهم محطات المسار، فتضم:
البسطة
البسطة بأبها أحد الأحياء القديمة، وهو حي تراثي تتكون من مجموعة مبان وقلاع أثرية قديمة يعود بعضها إلى العهد العثماني، تتوسطها ساحة عامة وبعض المحلات التجارية التقليدية القديمة، وتقع على ضفاف وادي أبها وسط المدينة ويربطها بالضفة الأخرى من المدينة جسر عثماني قديم أنشئ منذ عهد الدولة العثمانية.
ويعود تسميتها بهذا الاسم لتواجد أماكن البيع و(البساطين) الباعة، حيث اشتهرت البسطة بسوقها الذي تتنوع فيها محلات الحرف اليدوية والحلي المصنوعة محليا والسجاد والملابس والأواني الخزفية والمشغولات النسوية، وكان في ذلك الوقت متنفسا للمتسوقين، وكانت الناس تجتمع صباحا ومساء في ساحة ميدان البسطة ويبسطون حتى سمي الحي بذلك الاسم.
ومن بين التحديات لهذا الموقع حاجته لإعادة تأهيل وترميم المنازل التي لا زالت قائمة، وتبدو الفرصة سانحة لإعادة تأهيل البيوت القديمة واستغلالها كاماكن جذب وتطوير نزل تراثي أو مقهى تراثي بجانب الحفاظ على الحرف التقليدية الموجودة، ودعم أصحابها، وكذلك استغلال البيوت كمتاحف صغيرة أو مطاعم تقدم الطعام العسيري التقليدي، إضافة إلى إنشاء حديقة نباتية مجاورة للحي.
أبها الجديدة
موقع اقتصادي وسياحي هام على مساحة تصل إلى حوالي 400 ألف متر مربع تم إنشاؤه؛ ليكون معلمًا سياحيًا فريدًا.
ومن المواقع التجارية والمهمة والاقتصادية التي تطل على بحيرة السد على مساحة 150 ألف متر مكعب، تضم 35 لعبة عالمية، إضافة لـ 16 مطعمًا ومقهى تقدم خدماتها للزوار والحدائق الخضراء العامة، كما يوجد على أطراف بحيرة السد مكان للجلسات العائلية والأفراد، وكذلك عدة منتجعات سكنية، وحديقة ومركز ترفيهي للألعاب المائية، وكذلك مركز للمعارض الخاصة ومشروع تلفريك «العربات المعلقة، وهي عبارة عن 48 عربة تنقل أكثر من 1500 سائح في الساعة إلى الجبل الأخضر وجبل أبو خيال بطول 5 كلم، كما يحيط بالمكان فندقان و280 شقة سكنية و50 فيلا.
سد أبها
افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، عام 1974م. وتطل بحيرة سد وادي أبها على موقع سياحي مهم وهي أبها الجديدة بجميع مرافقها السياحية والترفيهية.
ممشى الضباب
هذا الممشى مطل على طريق عقبة ضلع الرابط بين أبها وسهول تهامة باتجاه جازان وجدة، يتميز الموقع بتغطية الضباب له وقد تم انشائه على حافة جبلية لممارسة رياضة المشي ومتنفس للأهالي والزوار.
ويعد هذا المشروع الأضخم من نوعه في المنطقة، وهو عبارة عن ممشى معلق يحتوي على 2 بوفيه وألعاب أطفال وجلسات عائلية حيث يبلغ عرض الممشى 14 متراً وبطول يصل إلى 7 كلم،
متحف الراقدي
متحف خاص لمالكه محمد علي الراقدي وتم إنشاءه في عام 1421هـ، تكون المتحف من تسعة أقسام، هي: النحاسيات، الملابس والفضيات التراثية النسائية، المطبخ القديم وحرف يدوية وأدوات زراعية، المجلس العسيري القديم، الجلسة التهامية، القرية العسيرية وفن العمارة (البناء بالحجر)، أعمال صاحب المتحف، الجلسة الساحلية، بيع القطع والمنتوجات التراثية والشعبي.
جبل ذرة (الجبل الأخضر)
أعلي القمم الجبلية في وسط المدينة، حيث يمكن رؤية جميع أنحاء المدينة من هذا المنتزه، ويمكن من خلاله مشاهدة أبها بالكامل يشتمل على مطعم وكوفي شوب وتلفريك.
زين هذا الجبل بمدرجات زراعية خضراء وهي تحيط به من كل اتجاه اضافة الى الاضاءة الخضراء المحيطة بكامل الجبل والتي استقى منها هذا الاسم.
سوق الثلاثاء
من أهم الاسواق الشعبية في المنطقة، ويمثل شرايين المدينة، وفيه تجد كل المنتجات الشعبية من المنطقة كالعسل والتمور والحبوب وكذلك منتجات حرفية من المنطقة, وسمي بسوق الثلاثاء لأنه كان في القدم يعقد في يوم الثلاثاء من كل أسبوع وإلى الآن لا يزال يوم الثلاثاء مميز، ولكن السوق يعمل طوال الأسبوع من الصباح أإلى المساء.
يعتبر من أقدم الأسواق الشعبية في منطقة عسير، وسمي بهذا الاسم نسبة ليوم انعقاده وهو يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ويعتبر سوق بأبها من الأسواق القديمة التي رجح التاريخ ابتداء العمل فيه من عام 1250هـ، في حي مناظر بأبها بجوار قرية المفتاحة لإنشاء سوق الثلاثاء الشعبي الجديد بمدينة أبها، وبعد استكماله من جميع جوانبه تم افتتاحه في يوم الثلاثاء السابع من الشهر السادس للعام 1416هـ وهو بمساحة تقدر بحوالي 14953م2 على شكل بيضاوي مقسم إلى ممرات للمشاة وبسطات مفتوحة .
ويطمح من خلال السوق إلى إيجاد إدارة للسوق تعمل على استدامته وجودة المنتج ونظافة الموقع وتوفير عربات/ طاولات عرض يتم تأجيرها بأسعار رمزية، وتوحيد الأرمات والأبواب ودهان الواجهات الخارجية، وتوفير مواقف للزوار، وإنشاء مطعم ومقهى، وتوفير دورات مياه، فضلا عن فعاليات وانشطة أسبوعية مرافقة للسوق.
قرية المفتاحة
هي إحدى أجمل القرى السياحية بالمملكة اختطت بأوائل القرن الثاني عشر الهجري على ضفاف وادي أبها بالجزء الغربي من المدينة، ونظراً لموقعها المميز تم اختيارها لتكون مركزاً ثقافياً يجمع كل المبدعين في المجال الثقافي والفني.
وهذه القرية مقامة على أحدث الطرز المعمارية التــي تســــتمد أصالتها من تراث وحضارة عسير، وتعد نموذجا فريدا من نوعه في المملكة، وهي عبارة عن مجموعة من المباني المتلاصقة على امتداد الممرات الداخلية والخارجية والتي تم بناؤها بالأساليب التقليدية للبناء في مدينة أبها، حيث الفتحات الصغيرة والجدران السميكة واستخدام (الرقف) لحماية الجدران الطينية من الأمطار وتوفير الظلال على واجهة المبنى.
تشتمل القرية على قرية المفتاحة التشكيلية ومسرح المفتاحة وسوق الثلاثاء الشعبي وأيضاً مركز الملك فهد الثقافي الذي يعتبر أول مشروع من نوعه في المملكة خصوصا فما يتعلق بالقرية التشكيلية التي تعنى بالفنون التشكيلية والفوتوغرافية والصناعات التقليدية المحلية التي تستقطب محبي الفنون لممارسة وعرض أعمالهم الفنية.
ويأمل لديمومة فعاليات وانشطة وبرامج طوال العام واستغلال مسرح المفتاحة، وإنشاء فندق أو نزل سياحي تراثي في القرية، إضافة إلى مطعم ومقهى تراثي واستغلال بعض المباني الموجودة.