عقدت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة ممثلةً في إدارة الإشراف التربوي (قسم العلوم الشرعية) اللقاء الثالث لقسم العلوم الشرعية بعنوان ( مواطن الحصانة الفكرية في مقررات العلوم الشرعية) وذلك يوم الخميس الموافق ١٤٣٨/٥/١٢هـ وذلك بحضور مساعدة مدير عام التعليم للشؤون التعليمية آمنة الغامدي .
نفذت اللقاء مشرفات قسم العلوم الشرعية بقيادة رئيسة قسم العلوم الشرعية خضراء الشنقيطي تحت إشراف مديرة إدارة الإشراف التربوي لمياء بشاوري التي رحبت بجميع الحاضرات من معلمات العلوم الشرعية والمشرفات ومديرات المكاتب وتقدمت بالشكر إلى قسم العلوم الشرعية على جهودهن الفاعلة في هذا اللقاء ، كما وضحت بأن هذا اللقاء يحمل موضوعاً مهماً وقوياً وإن التوعية عنه يعد مطلباً ضرورياً حيث أن الحصانة الفكرية تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية الحصانة الفكرية للنشء وبيان الخطر المترتب على إهمال الحصانة الفكرية لهم سواء على مستوى الأسرة أو المدرسة أو المجتمع والتأكيد على أهمية الرجوع للكتاب والسنة والطرق العلمية السليمة للحصانة الفكرية والنهوض بالأسرة ورفع مستوى الوعي بأهمية الحصانة الفكرية للنشء ، مشيدةً بالدور التوعوي للمؤسسات التعليمية ودور المعلم باعتبار أن التعليم ركيزة أساسية في ترسيخ الأمن الفكري لدى الناشئة ، ويخطئ من يعتقد أن دور ومهمة المؤسسات التربوية والتعليمية مقتصرة على تعليم القراءة والكتابة دون العمل على تعليم الطلاب ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية، ولاشك أن أول ما يحتاجونه هو الأمن الفكري حيث لا حياة لهم بدونه ، ، كما يجب أن يعي كل منا دوره في محاصرة هذا الفكر الضال المضل،
ومنوهةً إلى عظيم دور المعلم حيث أنه يتحمل عبء أكبر لأنه سيكون لاعباً مهماً في غرس قيم لم تكون موجودة لدى الطالب وتعديل سلوك مذموم ، مبينةً أهمية توفر المعلم القدوة الحسنة أمام أنظار الطالب حتى يحتذي بحذوه ويسير على خطاه.
استهدف اللقاء ٢٤٤ معلمة علوم الشرعية لجميع المراحل وذلك بهدف ترسيخ قيم الحصانة الفكرية لدى الناشئة وتدعيمها في أداء معلمات العلوم الشرعية وتأصيل العقيدة الصحيحة والوسطية والاعتدال وترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به ديننا الحنيف وتبصير معلمات العلوم الشرعية بآلية توضيح المفاهيم في المقررات الدراسية وتحصين أفكار الناشئة ضد التيارات الفكرية الضالة المشبوهة وتربية الفرد على التفكير الصحيح القادر على التمييز بين الحق والباطل والنافع والضار .
هذا وقد استهل اللقاء بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها كلمة إيمانية ألقتها المشرفة التربوية آمنة العبدلي عقبها كلمة رئيسة قسم العلوم الشرعية خضراء الشنقيطي التي رحبت بالحاضرات على حضورهن الفاعل، مبينةً بأن هذا اللقاء أتى من منطلق التأصيل والتركيز على حماية العقول الناشئة بالحصانة الفكرية وجعله هدفا أساسيا لمعلمات العلوم الشرعية ، كما أبانت بأن الحصانة الفكرية وقائية أكثر من كونها علاجية ويتوجب على المعلمة دفع الضرر العقلي لتلافي مخاطرها ، موضحةً بأنه تم وضع الخطة والبدء بها منذ الفصل الدراسي الأول من خلال عقد الورش التربوية وتوزيع المقررات الدراسية لتحديد الموطن الحقيقي للحصانة الفكرية في كل موضوع والذي يتحقق من خلال طرح المعلمة في الحصة الدراسية والتركيز على توضيح المفاهيم وجمع المصطلحات المحققة للحصانة الفكرية ، داعيةً إلى أهمية فتح باب الحوار الهادف مع الطالبات وتوعيتهن بأهمية الأمن الفكري وتعزيز مباديء الحصانة الفكرية في نفوسهن .
ثم تقدمت المشرفة التربوية عيدة الحربي بورقة عن تأصيل الحصانة الفكرية من القرآن والسنة التي وضحت من خلالها بأن مفهوم الحصانة الفكرية يهتم بعقيدة التوحيد الخالصة وتنظيم أولويات التفكير وضبط تبادل المعلومات بين المسلم وغيره ،فهي احترازات سليمة في الإعداد والبناء الفكري القائم على ضبط القلب والعقل بضابط التفكير الإيجابي البناء والتبادل العقلي المعرفي والديني بالتوحيد بين المسلمين وغيرهم بتعزيز الثبات للوقاية من التيارات الفكرية المخالفة الوافدة التي تهدف إلى زعزعة الأمور وتغير قيم الحياة ، مبينةً بعض المفاهيم النبوية المؤثرة في تحصين الفكر الإسلامي على مدار العصور والأزمنة ،منوهةً إلى عظيم دور الأباء في تحصين أبناءهم من الفتن ، كما أشارت بأن الحصانة الفكرية هي أمانة المعلمات التي يحملنها على كواهلهن وذلك بغرس القيم في نفوس بناتنا المسلمات وحثهن على التمسك بكتاب الله والسنة وتربيتهن بما يرضي الله والتحاور معهن وتبيين فساد شبهات أهل الزيغ والهوى مع قوة الإقناع وأدب الحوار.
تلا ذلك ورقة بعنوان (لماذا العلوم الشرعية ؟) من إلقاء المشرفة التربوية جواهر العنقاوي التي استهدفت كلمتها البحث عن الحصانة الفكرية في مقررات العلوم الشرعية حيث تعد أنها منهج حياة وعليها تستند كل العلوم ، موضحةً بأن الفكر السليم الناضج هو أساس تكوين الشخصية السوية فضلاً عن المسلمة ، مبينةً بأن العلم الشرعي له عمق رأسي واتساع أفقي نظراً لتعلقه بكل شعب الحياة ومجالاتها العقدية والفكرية والثقافية والاجتماعية والمالية والسياسية والإدارية والقانونية وغيرها مما ينظم حياة الفرد والمجتمع والدولة ،مشيرةً بأن الحياة لاتستقيم إلا بهذا العلم الشرعي وأن مناهجنا في التعليم هي درع الحصانة الفكرية سواء بأسلوب مباشر أو غير مباشر مثل ماورد في منهج التوحيد .
كما عرضت مشرفات العلوم الشرعية إضاءات ونماذج من مقررات العلوم الشرعية فيما يخص النظام الفصلي من إلقاء المشرفة التربوية عيدة الحربي وفيما يخص نظام المقررات من تقديم المعلمة حياة منشي وأما المرحلة الابتدائية فقد سلطت الضوء عليها المشرفة التربوية جميلة المطيري ، وقدمت المشرفة التربوية مستورة السلمي إضاءتها عن المرحلة الابتدائية .
ثم عقبها ورقة بعنوان (خطوات عملية لترسيخ مفاهيم الحصانة الفكرية) قدمتها التربوية صالحة الرحيلي التي تطرقت فيها إلى مفاهيم الحصانة الفكرية ، منوهة إلى أهمية توضيح هذه المفاهيم للطالبة من قبل المعلمة توضيحاً سليماً وربط هذه المصطلحات والمفاهيم بالدرس ، مبينةً بأن الأمن الفكري من أهم عناصر الأمن الشامل التي يجب المحافظة عليها وحمايتها وأهمية سلامة الفكر والاتجاه لتقودنا الى استقامة السلوك ، وإن المعلم من أهم الركائز التي تعتمد عليها المدارس في بناء شخصية الطالب وتقويم سلوكه وتعديل فكره واتجاهه ، وهو الأداة الناجحة والمثلى لتقويم مسار وتصحيح هذه المفاهيم وإن مساهمته في تعزيز الأمن الفكري والتصدي للانحرافات الفكرية التي قد يتعرض لها الطالب يعتبر ضرورة ملحة ومطلب مهم .
فيما تم إثراء اللقاء بحوارات ومداخلات فيما بين الحاضرات ، واختتم بعد ذلك بدعاء وابتهالات لحماة الوطن .