دعا صاحب السمو الامير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة السابق الى تخصيص وقف استثماري يصرف ريعه على الكشافة وبرامجها وعلى مشروع رسل السلام كما اقترح تأسيس مركز عالمي لتدريب شباب الكشافة وغيرهم من مختلف دول العالم على الانقاذ والتعامل مع الكوارث تستفيد كافة دول العالم من خلال التعاون بين الكشافة ومركز الملك سلمان للإغاثة وان يقام المركز في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمنطقة مكة المكرمة التي شهدت انطلاقة المشروع الرائد للكشافة “رسل السلام” .
جاء ذلك خلال مشاركته امس بالجلسة الرئيسة في المؤتمر الكشفي العالمي الكشفية والعمل التطوعي الذي انطلق في الرياض برعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، حيث بدء الامير فيصل حديثه بعبارة ” رسل السلام ” رسالة محبة وعطاء ورحمة ، نبعت ثم إنتشرت وأوصلت ما تحمله هذه الأرض المباركة وإنسانها من مشاعر تجاه من يحتاج في أي أرض ، ولأي سبب كان ، دعوة تواصل غرد صداها بكلمات من قلب محب لأخيه الإنسان ، مهما كان أصله أو عرقه أودينه ، دعوة نبعت من أرض الحرمين الشريفين في وقت كنا أحوج ما نكون إلى تلك الدعوة ليحملها شباب الأمة رسالة سلام ومحبة وعون لا يرجى منها سوى وجهه تعالى خدمةً للإنسان والإنسانية ، وواصل حديثه عبر الشاشة : لقد كان عام ٢٠٠١ بداية لمفهوم كبير ، من إنسان أكبر مكانة أخيه الإنسان وحاجته فوق كل شئ ،واضاف انه عندما إلتقي المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأبنائه الكشافة وممثلي الكشافة العالمية ، شاركهم همومه بما يدور في عالم هم مستقبله ، وهم من سيؤسس لمفاهيم سامية تأملها فيهم عندما خاطبهم قائلاً : أنتم رسل السلام في هذا العالم ، وأنتم من سيحقق رسالته . نبع من هذه الرسالة تبني جمعية الكشافة العربية السعودية في عام ٢٠١١ لمفهوم ” رسل السلام ” ،وتحويل الدعم الذي اقترح من حكومتنا الرشيدة من هدية السلام إلى برنامج ” رسل السلام ” ، وتمت موافقة المقام الكريم بتدشين هذا البرنامج تحت رعايته ـ يرحمه الله ـ وبحضور ملك السويد الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي الملك كارل قوستاف السادس عشر ، في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بمنطقة مكة المكرمة بمحافظة ثول . توافق التدشين بدعوة مجلس إدارة الصندوق وأعضاء زمالة بادن بأول من الداعمين للكشافة للاجتماع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ، وبحضور مئات الكشافة من دول العالم وآلاف السعوديين وكانت تظاهرة عالمية أسست لهذا المفهوم الكبير ، وأضاف سموه أتذكر عندما حضرت الجامبوري في عام ٢٠١٠ بالسويد وتشرفت بدعوة كريمة من جلالة ملك السويد لتناول طعام الغداء في مقره الصيفي ، وبعد أن قدمت لجلالته بإسم خادم الحرمين الشريفين مجسم ساعة مكة المكرمة ودعوة لحضور تدشين برنامج رسل السلام في منطقة مكة المكرمة ، شاركنا عدد من الكشافة العالميين ، وعند سؤال أحد الكشافة السويديين ماذا يعني لهم برنامج رسل السلآم كشباب كشفي . أجاب وبدون أي تردد قائلاً : لقد أعطانا سبب ، ( it gave us a cause) . هنا وبعد سنوات ومشاركة الكشافة من جميع مناطق العالم بما يزيد على سبعمائة مليون ساعة عمل تطوعي ، نسمع القول أنه منذ أن أسس السير بادن باول الحركة الكشفية العالمية ، لم يطور ويحرك ويجمع شباب العالم برنامج كشفي كبرنامج ” رسل السلام ” فالحمد لله والشكر له سبحانه وتعالي أن سخر لهذه الرسالة الصادقة النقية من يحملها بقوة وأمانة وبعمل إنساني تطوعي شريف وكريم ، ويوصلها لمن هو في حاجتها في أي مكان من عالمنا . فبما أن هذه الدعوة قد غرست بذورها في هذا البلد المعطاء ، فيجب أن نحمل مسؤولية استدامتها وتقديم ما في وسعنا لتطوير قدراتها لتوصيل رسالتها . وهنا أري شقين أساسيين لتدعيم برنامج ” رسل السلام ” :أولا: بما أنها نبعت من منطقة مكة المكرمة ، وبما أن من مهام الكشاف السعودي الذي نفتخر بها هي خدمة زوار وحجاج بيت الله الحرام ، والمشاعر المقدسة .فانه يجب أن يقام مقراً دائماً ومتطورا في مكة المكرمة لاستضافة كشافة العالم الإسلامي ، وتعريفهم بروح الرسالة الإنساني التطوعي ، ومشاركتهم على أرض الواقع مع زملائهم الكشافة السعوديون مهام خدمة إخوانهم المسلمين والتعرف عليهم ، كذلك الاطلاع على ما قامت به دولتنا أعزها الله وحماها من مشاريع عملاقة خدمتاً لراحة وسلامة إخواننا المسلمين من حجيج ومعتمرين ، و لأن مسؤولية الكشاف تتطلب التدريب على المهام التي يقوم بها وتطوير قدراته فلابد من مركز عالمي يفسح المجال لكشافة العالم من التواجد لفترات يتدربون فيها على المهام التي توكل إليهم ، كذلك التعرف على بعضهم البعض ، وتطوير لغة الحوار فيما بينهم . وليس هناك أنسب من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالتعاون مع مركز الملك سلمان للخدمات الإنسانية لإقامة صرح يعرف العالم بِنَا ، ويوصل رسالة “رسل السلام ” التي نبعت من أرضنا وبأمل إنساننا . واختتم حديثه بدعوة صادقة إلى قيادتنا الرشيدة مكنها المولى وأعانها ، وخص الزملاء في وزارة التعليم وفقهم الله ، وتماشيا مع توجهات القيادة بتحول يقودنا إلي رؤيا نشارك فيها بناء مستقبل وطن وأمة ، والتي تؤكد على دور مؤسسات المجتمع المدني في مسيرة التنمية المستدامة ، المسارعة في إعلان جمعية الكشافة السعودية كجزء من تلك المنظومات .