بسحنته العربية الخليجية محمد العرب المراسل التلفزيوني (الحربي) لقناة العربية يغطي حالياً جزء من المعارك العسكرية باليمن فأصبحت معلومات القناة موثوق بها لدى المشاهد العادي والرسميين وغيرهم، والمتابع للعرب وهو يرسل تقاريره وصور المعارك المباشرة من جبال اليمن قد يتذكر بعض المراسلين سابقاً لقنوات عربية أخرى كتيسير علوني وغيره خلال الحرب الأمريكية على افغانستان والعراق بعد احداث 11 / 9/ 2001م، وحينها لم يكن هناك أي مراسل ميداني مستمر من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي حسب معلوماتي. ودوماً أكرر أن عاصفة الحزم ليست فقط عمليات عسكرية لإعادة حكم الشرعية باليمن بل هي مشروع كبير وتحول استراتيجي في حياة دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي وفي قناعاتهم وتفكيرهم، وحتى الآن خلقت العاصفة واقع مختلف ولن يتم معرفة جميع ابعاد هذا التحول الإستراتيجي قريبا بل سنراه تدريجيا في السنوات القادمة. والحقيقة أن المراسلين الحربيين لتغطية أي عمليات قتال والتواجد في مناطق الحروب وتحت القصف ليسوا مجرد اشخاص يتم تكليفهم بعمل صحفي او نقل تلفزيوني عادي، وإنما هم أشخاص صقلتهم ظروف عملهم الإعلامي القاسية التي تصل الى حد المغامرة والهلاك، وإضافة الى تلك الظروف العملية الميدانية التي تصنع المراسلين الحربيين هناك ثلاثة محركات دافعة تقف خلف نجاحهم وصمودهم، أولها الإمكانات التقنية واللوجستية والفنية التي تمتلكها المحطة أو الوكالة الإعلامية التي يعملون لحسابها، والثاني الضمانات بالحد المقبول لتوفير الأمن الميداني للمراسل وطاقمه، أما الثالث فهو المحفزات والإمتيازات العالية التي يحصل عليها المراسل نظير عمله الشاق وإحتمال أن يتعرض للموت هو وطاقمه.
وما يهمنا هو إن القوات المسلحة السعودية وجيوش مجلس التعاون الخليجي والأردن مطالبة وبقوة بالتفكير المنطقي عاجلا الذي يؤدي الى التنسيق مع محطات تلفزيونية صديقة محترفة او مع بعض المحطات المحلية -مع انها عاجزة حالياً-،لغرض تدريب مراسلين حربيين (مدنيين) وتمكينهم من العمل بالمناطق الملتهبة على الحدود، وإعطاءهم الفرصة لتغطية جميع المناسبات العسكرية والتمارين المختلفة، مع السعي لحصولهم على تدريب متقدم ودورات في البقاء على الحياة في الظروف الخطرة من خلال وكالاتهم الاعلامية… وهنا أقول واثقاً إن أي جهد أو محاولات بخلاف ذلك بهدف إيجاد مراسلين عسكريين (مراسل حربي) من منسوبي جيوشنا النظامية هو مضيعة للجهد والوقت وعبث نتيجته محكومة بالفشل، والسبب بكل بساطة هو ان هناك فرق بين أن يكون لديك اعلام عسكري جيد بطواقم عسكرية في التشكيلات العسكرية تستخدم الإعلام وتتعاطى مع تأثيراته وتتصدى لهجمات العدو الإعلامية وتخطط للحرب النفسية، وبين المراسلين الميدانيين لتغطية العمليات الحربية التي تتطلب حجم هائل من المعدات التقنية الإعلامية والفنية والإتصالات، والعربات المتنقلة بمواصفات خاصة، والتأمين على كل ذلك في مثل هذه الظروف.
محمد العرب مراسل قناتي العربية والحدث هو عربي خليجي بحريني، يتابعه الناس منذ التقرير الأول لمحطته من الحدود السعودية الجنوبية وفي العمق اليمني فكان يصعد بسرعة، ولا يزال مستوى تغطيته يتطور ليصل الى الثقة المهنية المطلوبة التي نراها والتي جعلت المشاهد والمهتم ومراكز المعلومات يتابعون تقاريره وتغطياته ويستخدمون الصور التي يرسلها وطبيعة الأرض التي يتواجد عليها لأي غرض كان.
اذا كان محمد العرب هو المراسل الميداني الخليجي الأول الذي ينقل الحدث من ساحات الحرب فكرموه رمزياً بإنشاء مركز تدريب اعلامي بإسمه (مركز العرب) خاص بمجلس التعاون الخليجي والأردن يكون مقره بقناة العربية وتحت ادارتها ومواصفاتها وقد يتطلب الأمر المساهمة في تمويل ذلك المركز، وفي المقابل ستجني جيوشنا النجاح الكبير خلال التغطيات القادمة أو الحروب والأزمات بالمنطقة وخارجها وخلال الحرب القائمة التي ستطول ضد الإرهاب، فإن نجحنا في ذلك وسننجح بعون الله فسنجعل الإعلام الدولي المؤثر يأخذ الخبر والمعلومة والتحليل من افواهنا نحن ومن تحت الشماغ العربية التي تلف رؤوس مراسلينا كما يفعل محمد العرب حالياً وليس من تحت عمائم ايران ودجاليها وحشودها الكاذبة.
أمامنا مهام طويلة، والتفكير خارج الصندوق فيه الكثير من الحلول الناجعة، بكلفة اقل وزمن أقصر .فقط من يعلق الجرس؟!.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الجـــــــابري
24/03/2017 في 12:10 م[3] رابط التعليق
انصفت الرجل وفعلا الحق ما تقول وياما خارج الصندوق من درر يتناساها العرب
اقتراح من خليجي ناصح ربما اضاف له بعضا من الاعلاميين الناجحين امثال “نديم قطيش”
*مركز محمد العرب للاعلام العربي* سيسقطب كل الرموز الخليجيه الفاعله في مجال الاعلام الصادق
تحياتي
(0)
(0)
سالم مناحي العابسي
25/03/2017 في 12:14 ص[3] رابط التعليق
الاعلام سلطه لايمكن تجاهلها فكم من كفه قلبت في ميزان العدل بسبب الاعلام وايضا لابد من اعلامنا مواجهت السم الذي يبثه ثعابين الاعلام المعادي
(0)
(0)
مختلف
25/03/2017 في 8:11 ص[3] رابط التعليق
أولاً : فيه مثل يقول (( أعط الخبز لخبازه ))
مهما حاولنا خلق أشخاص يتقنون فن مهنة الإعلام من السلك العسكري فلن يصلوا لإحترافية وإتقان صاحب المهنة الأساسي ، فمهنة الإعلام مهنة مدنية لها مسارها الخاص التعليمي ولها طقوسها المادية والإنتاجية والتنسيقية والمناخية التى لن يستطيع الجو العسكري توفيرها ، فالأشجار ذات الإنتاج المتميز لا تناسبها كل البيئات ولا كل الظروف .
ثانياً : الإعلام هو أداة حرب خارجية قوية جداً تدار فيها الحروب ، فبعض الحروب يهزم فيها أحد الطرفين إعلامياً قبل أن يهزم ع أرض الواقع ، فالإعلام يلعب دور هام في قلب موازين الحرب ورفع الروح المعنوية للجيش ناهيك عن أن المصداقية والإحترافية في نقل الحدث يخلق تصوراً حقيقياً للمشاهد وهو مايوجد الثقة بين المشاهد وناقل الحدث ، بل يصبح جهة رسمية معتمدة للمشاهد يستقي منها الحقائق ، فالشعوب الآن لم تعد تلك الشعوب القديمة الذي تنجرف وراء كل خبر ، بل أصبحت تبحث عن منابع الحقائق حتى وإن كانت مرة ، وتهمش الإعلام الذي يتبع التدليس والتلفيق وبث الإشاعات التى تخلق في كثير من الحروب لقلب الحقائق وتأليب الرأي العام وخلق الروح المعنوية العالية للجيش المنكوب وبالمقابل هدم الروح المعنوية العالية لجيش الطرف الآخر .
دام لنا قلمكـ أبو منصور ،، ودام لنا نبعك المخلص ،،
وننتظر جديدكـ ..
(0)
(0)
مختلف
25/03/2017 في 12:19 م[3] رابط التعليق
هناك نقطة سقطت سهواً
الإعلامي المدني ربما تمتعه بالدبلوماسية الدولية أضمن وأقوى من كونه إعلامي عسكري ضمن دائرة الحرب ، فقد يكون هناك نقطة إختلاف في الدبلماسية بين كونه إعلامي مدني وإعلامي عسكري يملك أسرار عسكرية لأحد الطرفين في الحرب .
(0)
(0)
مراقب
30/03/2017 في 2:29 م[3] رابط التعليق
قنواتنا الإعلامية للأسف تدرك تماما دور المراسل الحربي لم نواجه من هجوم إعلامي عنيف إلا أنها فضلت إذاعة المسلسلات التي تحث على الرذيله والبرامج الهابطه والدعاية والإعلان والوطن آخر اهتمامهم.
ولو وجدت قناه تواجه الهجوم بهجوم فأنا متبرع أن أكون مراسل حربي لها بشرط توفير الدعم خاصة وإني بكالوريوس في الإعلام وعسكري سابق
(0)
(0)