ان الزيارة التاريخية لرئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترمب للمملكة تدل على قوة العلاقات التي تربط بين البلدين ورسالة واضحة لجميع المشككين في قوة السياسة الخارجية للمملكة وما تمثله من ثقلٍ سياسي عربي وإسلامي وعالمي وما تمتاز به قيادتها الرشيدة من حكمة في إدارة الامور ووضع الامور في نصابها دون الالتفات إلى الرسائل المسمومة التي يبثها اعدائها من الداخل والخارج , فقد ظهر جلياً خلال القمة السعودية الامريكية ثقة الولايات المتحدة في المملكة من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية والتي تعتبر امتداداً لصداقةً تعمقت جذورها لأكثر من 80 عام أسسها باني الدولة ومؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه وواصل على طريقة أبناءه البررة في تثبيت هذه العلاقة الاستراتيجية المبنية على الثقة بين البلدين .
قمة الرياض شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات وصلت الى 23 اتفاقية كان من أبرزها اقتصادياً توقيع اتفاقية تأسيس صندوق للاستثمارات في البنية التحتية وكذلك أعمال الحفر والتنقيب وانشاء شركة وطنية رائدة وكذلك في مجال التعدين واتفاقية التجمعات الصناعية وتصنيع اللقاحات الطبية ومجال تخزين المعلومات والنقل الجوي وتوليد الطاقة والاستثمار في التقنية والاستثمار في مجال البتروكيماويات وتأسيس مصنع للمملكة بالولايات المتحدة لإنتاج مادة الإيثلين وغيرها .
كل هذه الاتفاقيات جعلت الكثير من المتربصين يعيدون ضبط ساعاتهم وتوجيه انظارهم الى قمة الرياض والتي كانت نقطة تحول كبيرة في مسار العلاقات الثنائية التي تجمع المملكة والدول الخليجية والعربية والاسلامية بالولايات المتحدة حيث كان لقمة الرياض العالمية وجه آخر تجلى في اتفاق الجميع على محاربة التطرف والارهاب ووضع حدٍ للتدخلات الخارجية لبعض الدول المعادية للمملكة بشكل خاص وللدول العربية والاسلامية بشكل عام .
المملكة اعادت توازن القوى في المنطقة والالتمام الواضح والذي شهدناه من الدول الاخرى حولها شاهد كبير على ما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي على المستوى العالمي يجعل منها محط الانظار وذلك من خلال النظرة الثاقبة لقيادتها الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله والذي يحرص على رفاهية شعبه من خلال توفير سبل العيش الكريم لهم وكذلك ارساء فواعد الامن والامان لكل من يسير على ثرى هذه الارض الطيبة .
وطني شامخ بإذن الله تعالى ولن يستطيع أياً كان على وجه الارض المساس بسيادته وزعزت أمنه وإستقراره مادام دستوره الكتاب والسنة وديدن قادتها العمل الصادق والبذل والعطاء فهنيئاً لنا بقيادتنا الرشيدة والتي تعقد آمالها علينا جميعاً في ان نكون عوناً لها في مواصلة مسيرة البناء والعطاء فوطننا يستحق منا التضحية والعمل بكل صدق واخلاص لتبقى راية التوحيد خفاقة .