الجيران قبل عقدين من الزمن كانوا اكثر مودة والتصاقاً ببعضهم. كان العم مفلح وعائلته قريبين جداً من عائلتنا نتقاسم كل شيء حتى لحم الجزور الملفوف بأكياس بُنية اللون، ولا يمكن أن ينقضي نهار واحد دون أن نرى بعضنا خاصة في حقول الزراعة ووقت الظهيرة تحت ظل شجر التين أو النخيل. والملاحظ حالياً أن الجيران القدماء تباعدوا إلى حد المقاطعة أو التجاهل مع أنهم بنفس أماكنهم القديمة، وحتى في يوم العيد زيارتهم أصبحت مجاملة وخاطفة لرفع العتب ليس إلاَّ. العم سعد والعم علي كانوا نقيضين أحدهما سريع الحركة شديد الدقة لا يترك لنا مجال للخطأ مع أنه يلعب معنا ولحيته بيضاء، والآخر وسيع صدر كما يقال ولا يلومنا حتى ونحن نخطئ، واقصى مايمكن أن يقوله استحوا.. درسونا وعلمونا بانضباطهم وشهامتهم وأدبهم الكبير وتنوع ردود افعالهم. ليتنا نقترب منهم وهم في هذا العمر المتقدم ونعيد لهم شيئاً من الجميل قبل فوات الأوان فأغلبهم رحل.
أخي العزيز السقف البعيد اتفق معك أن الموضوع قليل الدسم مع أن كل من علق عليه قدموا معلومات أهم من الموضوع نفسه، وحسبي أنني احاول أن اكتب شيء للقراء الطيبين كعصف ذهني قد يأتي بالمفيد. واعتذر لضيق الخيارات والوقت، وحديث السحر جاء هذه السنة اكراما للصحيفة ولقراءها رغم كثرة لأحداث التي تهم بلادنا. ويسعدني أن تقترح عناوين وأحاول أن اكتب تحتها إن استطعت.
أخي محمد الجابري لقد طرحت والأخ سعيد القحطاني والسقف البعيد معلومات مهمة جداً عن طريب الوادي الشهير وكل القرى لها تاريخ وحكايات، واتفق معك أنني شاهدت أثر لأساسات بيوت بالحدباء واعتقد أنه تم تجريفها وهي قديمة جداً. وليس المهم من الأقدم والأكثر أهمية بل توثيق تاريخ اندثر لطريب. ومجمع طريب القديم حالته لا تسر أحد، بل مؤسف أن يصبح محرابه نفايات. والأخ الجابري طرح معلومات جديدة فلنبحث عنها ونسأل.
نعود للجيران، فأتمنى أن نزور ونتعهد أولئك الطيبين الذين عشنا تحت رعايتهم ولهم علينا فضل ولا يزال بعضهم أحياء. أخيراً أرجو ممن انتقص كرامة أي إنسان لأي سبب كان أن يعلم أن الله تعالى عدل ومن عدله سبحانه أن لا أفضلية لأحد بغير التقوى وما تجاوز ذلك فالحساب دقيق وقريب.
تقبل الله منكم إلى لقاء.
اللواء طيار ركن (م) عبدالله غانم القحطاني
حديث السحر: الجيران القدماء
06/06/2017 3:47 ص
2
39544
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6351315.htm
التعليقات 2
2 pings
محمد الجـــــــابري
06/06/2017 في 4:42 ص[3] رابط التعليق
الطيبين يحرصون على تعهد كبارهم والانذال من استغنوا ببهارج الحياة الزائله وتنكروا او اهملوا تقدير الكبار سواء اكانوا من الاهل والارحام ام من الجيران ..والحمد لله الناس باقي فيهم خير والطيّب امثال كاتبنا يذّكر من اهمل او انشغل او تناسى ..كاتبنا المحترم لم اره يوما الا بالاسم لكنني اجله لسببين:-
الاول- رسميته نحو وطنه ربطا بعمله السابق وثقافته المبنيه على اطلاع وفطنه ب كاريزمـا الواثق من نفسـه .
والثاني- اهتمامه باهله وديرته وتناسي المديح والنفيخ الكاذب من هواة الظهور.. وكم اسعدني حين يتودد للقراء برعاية شيبانهم .
ادعوا الله العلي القدير في هذه الليلة المباركه ان يحمي جنودنا البواسل في الثغوروينصرهم ويبلّغ كاتبنا المرابط الانسان السوي ذو اللفتات الانسانيه الجميله والخصم العنيد لكارهي بلاده مبتغاه.. اللهم امين
تحياتي
(0)
(0)
سعدالعابسي
06/06/2017 في 3:39 م[3] رابط التعليق
ضاق فضاء الزيارات عندما أصبح لا يستطيع أحد أن يقف على باب جاره و يزوره إلا بتنسيق مسبق بالجوال و المواعيد الطويلة حتى لو لم يكن هناك أي شغل أو عارض تخيل جيران في عمارة وحدة لمدة سنتين لم يدخل اي منهم بيت الآخر بحجة الأشغال كفانا الله شرها موضوع جميل جداً و الأجمل كاتبه بوركت أبا منصور
(0)
(0)