عاصفة الحزم لإعادة الشرعية باليمن مشروع استراتيجي كبير جاء لتحقيق أهداف وضرورات الأمن الوطني السعودي والأمن القومي العربي بأكمله، وانتصار وإغاثة لشعب عربي مجاور احتلته ميليشيات انقلابية مسلحة مذهبية عميلة لثورة إيران الإرهابية.
والجيش الوطني اليمني الشرعي وتشكيلاته المختلفة تم انشاؤها وإيجادها من العدم والنهوض بها بتخطيط وفكر وتمويل ودعم وتدريب وحماية من السعودية والإمارات المتحدة والتحالف العربي حتى اصبح هناك جيش يمني مُدرب يتفوق على بعض جيوش الدول العربية. وتم تأهيل هذا الجيش ليصبح على أفضل المستويات الممكنة وبفارق نوعي كبير عن مستوى ميليشيا الحوثي وفلول سيء الذكر المخلوع علي صالح.
والتحالف العربي قيادةً ومخططين وقوات مشتركة يقومون بعمل نوعي كبير وناجح ولهم جهود جبَّارة بلا كلل لإفشال مشروع ايران باليمن وقد حدث بعون الله، فهم يقاتلون عملياً وينفذون عمليات مراقبة شاملة لليمن وكل ذلك بالتوازي مع بناء وتأسيس جيش يمني محترف وقوات أمن داخلي من نقطة الصفر حيث يدربونها ويسلحونها ويقدمون لها الإمداد الدائم حتى اصبحت في وضع جيد وجهوزية قتالية تمكنها عملياً من التغلب على الإنقلابيين. ولن نتحدث عن مركز الملك سلمان الإغاثي وجهوده باليمن فذاك مشروع سعودي كبير آخر.
وفي المقابل ما الذي يجب أن يقوم به الجيش اليمني وهو بهذا الحجم وبهذا المستوى ويقاتل على ارضه التي يعرفها، وينطلق من استراتيجية قيادته السياسية الواضحة التي هدفها المعلن دحر ميليشيا الحوثي وحرس صالح الجمهوري وهزيمتها واخراجها من صنعاء عاصمة اليمن؟.
وبطبيعة الحال فهذا الجيش الوطني وقدراته لا نقارنها بجيش اثيوبيا أو السنقال مثلاً مع ان جيش الشرعية اليمني يمتلك تقنياً واستخبارياً ولوجستيا افضل مما يتوفر للجيشين المذكورين، وإنما المقارنة هُنا هي بين هذا الجيش اليمني الوطني وبين ميليشيا الحوثي وتسليحها التي كان بعضها تحت إمرة وقيادة الجنرال علي محسن نائب رئيس الجمهورية الحالي، ومع ما يمتلكه المخلوع من بقايا كتائب وسرايا أوجدها لحراستة منذ كان رئيساً لليمن، وكل ذلك دون إغفال للدعم التسليحي الايراني الخارجي للإنقلابيين عبر التهريب، لكنه بكل المقاييس لا يقارن بدعم التحالف العربي لجيش الشرعية.
ومن هنا ومع التحية والإجلال اقول للتحالف العربي وهو بارقة الأمل لكل العرب، ارجوكم أن تفكروا بعاصفة حزم ناعمة أو ماحقة ضد فساد وتخاذل وخيانات محتملة قد تكون موجودة في قيادات سياسية أو عسكرية قيادية يمنية عليا أو حتى ميدانية في صلب الجيش اليمني، يتلاعب بهم الحرس الثوري والمخلوع، ويتخذون من الجغرافيا اعذاراً واهية لتبقى الحالة كما هي، مد وجزر، ويتأخر الحسم الذي هو برأيي في متناول اليد ويمكن الحصول عيه مع تضحيات مقبولة بل وعادية جداً يقدمها جيش الشرعية مقارنة بأهمية الهدف الأكبر وهو حرمان ايران من حكم اليمن بالوكالة وإعادة الشرعية الى صنعاء. وأقول أيضاً للتحالف العربي العتيد ليس صحيحاً كلام أي قائد أو مسؤول يمني يدَّعي ان ظروف الطبيعة وصعوبتها وسيطرة ميليشيا الحوثي على مناطق الحزام القبلي حول صنعاء هي العائق الذي لا يسمح بحسم الجيش الوطني للمعركة وتقدمه على الأرض صوب صنعاء، فهذا الكلام لا صحة له، والدليل أن هذا الدعم الجوي القريب والإستراتيجي الذي يقدمه التحالف للجيش اليمني واسناده بالنيران وبالاستخبارات وبكل متطلبات القتال الأخرى بينما هذا الجيش يقابل مجاميع لعصابات حوثية يستخدم بعض عناصرها للقتال في الجبال بنادق قديمة جداً كندية وانجليزية وبلجيكية (أم وحدة وأم خمس وغيرها بحسب الصور!) وبنادق الكلاشنكوف، وسلاحهم الأخطر هي الألغام، مع ان لديهم اسلحة ميدان مختلفة ولكن كل ذلك لا يقارن بما لدى الجيش الشرعي.!.
مرة أخرى أناشدكم بالتحالف وأنتم المبدعون أن لا تصدقون حكاية عوائق الألغام وحقولها بهذا التضخيم من قِبل الشرعية، فاليمن أرض واسعة وهناك مسالك بديلة ومتنوعة وهناك قوات محمولة، ومن يريد تحرير بلاده فليستميت ويدفع الثمن ويستغل الظروف المواتية.
ارجوكم في قيادة التحالف ومع التقدير والامتنان لجهودكم أن تستبعدوا بالتنسيق أو بأي وسيلة قيادات الجيش الوطني الذين لا يحققون نتائج قتالية ناجحة وملموسة يومياً على الأرض ولا يحتفظون بما كسبوا، مع التقدم المستمر نحو حزام صنعاء. أناشدكم أن تُفَعِلُون الإستخبارات البشرية بشكل كثيف ومهني ودائم لمعرفة اسباب عدم قيام وحدات الجيش الوطني الشرعي سابقاً وحتى الآن بعمليات حاسمة في جبهة نهم وشمال شرق صنعاء وشرق تعز وغيرها والاحتفاظ بمواقعهم تلك.
إن الدلائل وبعض التقارير تقول أن قبائل منطقة حزام صنعاء شرقاً وشمالاً متذمرين من خذلان الجيش الوطني لهم، فهم جاهزون للإنضمام للشرعية والتوجه نحو اسقاط صنعاء ربما دون قتال بإنهيارات متوقعة وسريعة للإنقلابيين، لكن بشرط أن يتقدم الجيش الوطني إلى تلك القبائل ويسيطر على مواقعهم وعلى الطرق والمسالك التي تخترق مناطقهم الى صنعاء لحمايتهم من انتقام الحوثي.
إن سياسة التناوش من بعيد والتسويف والتأخير التي يقوم بها الجيش اليمني هو شيء غريب ومُعيب ويستدعي التأكد من حقيقة بعض آمريه السياسيين والعسكريين، ثم محاسبة الفاسدين منهم او المتخاذلين، وأخشى أن يُكتشف ما هو اعظم من ذلك في اوساط هذا الجيش وأجهزته! أوليس الصراع باليمن هو مع الفكر الإيراني الأرهابي واساليبه الماكرة التي تستخدم التغلغل والتجنيد والتخريب. ارى أن هناك وجه للشبه مع ما حدث في كردستان العراق حين تمكن قاسم سليماني من اختراق بعض كتائب الُكرد التابعين للحزب الديمقراطي (الطالباني) في قوات البيشمركة فانسحبوا وخذلوا السيد مسعود البرازاني فعادوا لنقطة الصفر.(هذا توصيف للحالة فقط وإلا فنحن مع وحدة العراق الكاملة).
إن كل هذه الإحتمالات لا تتناقض ابداً مع ما ذكرته عن محدودية قدرات الحوثي القتالية، فالسر ليس في قوتها أو في نوعية تسليحها أو سيطرتها على مناطق جبلية حاكمة، بل ربما السر يكمن في تعطيل قرار الجيش اليمني الشرعي (إختراق) لإفشال تقدمه وتبقى صنعاء تحت سيطرة الحرس الثوري الايراني ويبقى التواصل قائم بسفارات العالم هناك كسلطة الأمر الواقع وبإشراف وإدارة ايران، وإطالة الحرب لتثبيت دور طهران في اكثر من مكان!. أما ميناء الحديدة الذي عبره تم تهريب صاروخ ايران الذي تم اطلاقه نحو الرياض، فهو ميناء ينعم بأمن وهدوء واستقرار لا تتوفر في ميناء عدن ولا حتى في مرفأ ومطار بيروت التي يحتلها حزب الله!.
لقد تحدثت مع بعض اليمنيين وسألتهم لماذا لا يتم قيام عمليات محدودة بميناء الحديدة للإزعاج ولفت نظر العالم مرة واحدة كل شهر وبتكلفة زهيدة ( 1000 دولار فقط) لعملية صغيرة كتفجير عبوة بدائية بأحد الأرصفة او المرافق، ينفذها أحد الرجال الوطنيين من سكان مدينة الحديدة او العاملين بالميناء دون اعتراف الشرعية بها، وتكون رسالة قوية للأمم المتحدة…، فيأتي الجواب بكلام لا معنى له وبالنهاية يقول بعضهم هذا صحيح ومنطقي ولكن مانعرفش! والبعض يقول هناك ضغوط سياسية، والبعض الآخر اقرأ عيونه تقول لي أنت لا تفهم شيء دعنا هكذا فنحن مرتاحين!. إذاً لماذا ايها التحالف العربي العظيم تتحمل تبعات هدوء ميناء التهريب الإيراني بالحديدة وأنت التحالف الناجز والأمل لكل العرب ولا تنقصك الحيلة ولا المقدرة ولا الذكاء ولا الإمكانية والأساليب المناسبة لمعالجة اتباع الحرس الثوري وذراعه باليمن بنفس أمصالهم القاتلة التي يستخدمونها ضد العرب في كل مكان؟!. وهل يخفى انه لا مكان للأخلاق والمبادئ والمُثل في أي حرب ضد ثورة الخميني واذرعها!.
يفهم الناس مواقف لندن وباريس وواشنطن غير المعلنة التي لا ترغب في الحسم والنجاح الكامل للتحالف وقيادته، بينما هم يوجهون التهم للتحالف سراً وعلانية، لكن ماذا لو كان جيش الشرعية مخترق، وما هو تفسير تقدمه ثلاث خطوات ثم التراجع ثلاثمائة للخلف! ألم يحصل ذلك مراراً بكل معركة يخوضها للسيطرة على نقيل بن غيلان وغيره؟.
ماهو تفسير توفر أمن فريد وغريب ودائم للحوثيين بميناء التهريب الإيراني بالحديدة؟، وما هو سر عدم تكليف قيادات عسكرية يمنية جديدة في ظل تقهقر وتخاذل القيادات الحالية وبعض قادتهم السياسيين. أتمنى على التحالف مرة اخرى أن يتم إستبدال قادة الميدان بالجيش الوطني اليمني بغيرهم من الوطنيين الفاعلين اصحاب المبادأة والشجاعة والمنازلة الذكية، الذين يحققون نتائج ايجابية وليس اصحاب المصالح وربما الخيانات التي اسسها المخلوع في قبائل اليمن وفي تشكيلات الجيش والأمن العام السابقة. اليس هذا الحجم الكبير من التساؤلات مثار للتفكير والشكوك؟.
إن هذا الوضوح الشديد يأتي في سياق مراقبة وقراءة عن بعد لعثرات وتخبط الجيش اليمني الشرعي وخلود بعض قادته للراحة وربما أن لسان حالهم يقول (عمك جمل ويتحمل) ولماذا نستعجل! متحججين بمواقف سياسية عليا أو بصعوبات جغرافيا الميدان الغير مبررة والغير مقنعة والتي لا يجب تصديقها في ظل استمرار الحوثي بالمناورة والمواجهة خارج صنعاء والقتال على اكثر من جبهة في آن!.
أخيراً لكم تحالف الحزم اعظم التحايا وأصدق الدعوات والولاء. وسيبقى الملك سلمان والتحالف العربي المجيد ورجال عاصفة الحزم وإعادة الأمل شمس ساطعة تضيء طريق العرب وتعزز آمالهم وثقتهم لقرون قادمة، والتاريخ سيقول لإحفادنا من بعدنا عن هذه العاصفة والتحالف العربي شيء اعظم وأهم وأصدق مما نراه حالياً.
25/11/2017 4:34 م
إلى التحالف العربي مع التحية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6378776.htm