إن الموروث القديم للمنطقة الشرقية والمهن التي كان يعمل بها أبناء المنطقة تنقل صفحات من الماضي تحاكي الجيل الحديث والذي يعتبر نافذة مفتوحة تنبعث منها عادات أصيلة وتقاليد عريقة وصفات مميزه تمثل أبناء المنطقة الشرقية وتاريخهم العريق تتلاقى فيه الثقافات المتعددة التي تمتد الى عصور ما قبل الزمن الحديث لتجعلنا شهوداً على مراحل زمنية مختلفة.
من قهوة أبو حيان، كانت الانطلاقة الأولى للزوار لارتشاف القهوة، فجلسات التراث القديمة والمقاهي الشعبية أعادت مظاهر حياة البسطاء فيها، وأتاحت فرصة للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي في ظل وجود “الدكاك” و”المركاز” ليجلسوا فيها ويحتسوا الشاي المطعم بحبات الهيل والقهوة العربية وتذوق الأكلات الشعبية. فيقصد كافة الزوار المقهى مقصدا لمن يدخل الى أروقة المهرجان لاحتساء الشاي الساخن والقهوة المميزة التي تجوب رائحتها المكان والأكلات الشعبية.
أبو حيان الذي يجوب بين الزوار ويروي لهم تاريخ القهوة في المنطقة الشرقية يقول “قهوتي قادرة على رواية التاريخ، فأنا لم أتكلم إلا أن قهوتي أعادت أمجاد الماضي العريق، فما يميز قهوة المنطقة الشرقية الهيل والزعفران والشيبة وهي نبات عطري، وحب الأهالي للشاي جعلني استعيد طرقه القديمة، فالشاي اللومي والكركي وغيره من أنواع الشاي، حازت على محبة الزائرين، لتلذذهم بالطعم التراثي وتمسكهم بتقاليدهم، وكان للجاليات الأوروبية والعربية حضورا واسعا في مقاهينا الشعبية، فلم يأتي وفدا إلا وتعرف على الشاي والقهوة والمأكولات الشعبية والحلويات، وكان الزي الشعبي الذي نرتديه، تعبيرا عن تاريخ المنطقة الشرقية”، وما إن تبدأ في ارتشاف القهوة إلا وتسحرك طريقة تقديمها والفناجين التي تشرب فيها المزينة بالرسومات الجذابة ما يجعل الزائر يقع أسيراً بين الماضي والحاضر.
ويختم قوله “كنت بائع بسطة لإبريق شاي واحد، وأمانة المنطقة الشرقية وضمن مهرجان ” ليالي شرقية” قدمت كل الدعم لتوسعة العمل، وحصلت على ترخيص قهوة متنقلة، والان أصبح لدي مقاهي وموظفين، والمهرجانات أيقونة تقدم كل وجوه الدعم للفلكلور والتراث الشعبي، وهذه وجهة سياحية استثمارية حديثة ستحقق نقلة نوعية”.
أم عبد العزيز وهي بائعة للشاي والقهوة تقول” المهرجان لاسيما المقاهي به أعاد ذاكرتي لأيام الطفولة وذلك من خلال تجسيده لنسخة طبق الأصل عن الجلسات القديمة، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافًا من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية، وإذا أحس الزائر بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والقهوة والشاي والكرك والزنجبيل.
وتضيف أم عبد العزيز إن خلطات القهوة والبهارات تزدهر في الأعياد والمناسبات والمهرجانات و الطلب على خلطات القهوة بكثرة خاصة في المهرجانات، نتيجة لافتقاد الجيل الحالي لأصالة النكهات الشعبية العربية فلا يتقن الجميع صناعتها ولكن كبار السن من يتقن إعدادها بمهارة فالقهوة العربية والتمور في جلسة مريحة، وحكايات قديمة، تمنح الراحة النسية والهدوء”، وإذا أحس الزائر بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والتوت والقهوة والشاي والكرك والزنجبيل.