اسموه بالشاي العدني، وهو مشروب خليط يفتقد لمواصفات الشاي الحقيقي أو الحليب المعروف، وربما اخترعه العدنيون سابقاً وسوَّقه الاذكياء من اصحاب مقاهي المشروبات بالمملكة، ويذكرنا هذا المشروب المظلوم بتسميته شاي بحكومة عدن {الحكومة الشرعية التي نؤيدها جميعاً وبقوة} او هي تشبهه. وبداية فالتحالف لإعادة الشرعية بمسؤولياته الكبيرة وبإستراتيجية اعماله الدائمة والمنظمة وبأهدافه المُعلنة وبقيادته الثابتة بكل قوة، وبنجاعة عملياته، ثم بتحقيقه لأعظم مكتسب حتى الآن وهو كسر ايران في اليمن في طريق النصر، تمهيداً لطردها من اليمن العزيز، ومع هذا كله فالكثير من المتابعين والمهتمين والداعمين بأقلامهم وفكرهم وحضورهم ومحاضراتهم المستميتين ولا يزالون بمواقفهم تأييداً لشرعية اليمن، يرون أن آداء الشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً وإدارياً مخيباً للآمال بل ومحبط للشعب اليمني نفسه، الكثير يقول هل يُعقل ان تتاح فرصة تاريخية كهذه التي تشكل فيها تحالف عسكري سياسي تقوده دولة ذات مصداقية وصاحبة مبادىء بهدف نصرة شعب مجاور أُحتلت عاصمته وشُردت حكومته وشعبه ليقوم هذا التحالف بإنقاذ تلك الحكومة وترميم وضعها وتحرير عاصمتها المؤقتة، ومع هذا كله لا تتمكن هذه الحكومة من التفاعل بالقدر الذي أتيح لها ولا تستطيع بإحتراف استغلال فرصة تاريخية قد لا تتكرر ولم تتوفر لأي حكومة مشابهة لحكومة اليمن بالعالم! يقول البعض انظروا حكومة الشرعية فقد بنى لها التحالف جيش نظامي من الصفر بكامل تسليحه مع التدريب، ومع ذلك بقي العدو بصنعاء بعيداً عن عمليات هذا الجيش ويحتل بأمان عاصمة الوطن وميناءها الرئيس، وتعز تتأرجح. بل اصبح الكثير من الناس يتساءلون وبشكل مؤلم ومُحرج، فيقول بعضهم هل ميليشيا ايران الحوثية باليمن اقوى وأشجع من شرعية اليمن برجالها وقادتها ومفكريها ومنظريها وجيشها؟! ولكن يقول اخرون ان الشرعية هي من الذكاء بمكان فهي تعلم انها مؤقتة وسيصبح في حكم المؤكد أفولها بعد طرد الحوثي من صنعاء بفترة قصيرة وبالتالي لماذا الإستعجال طالما أن التحالف لم يقصر بشيء، وعش يومك بهدوء والغد احداثه غيب يعلمها الله، واليمن ليس بأهم من حكومته المؤقتة وشتاتها!، وهناك من يشير وهذا ملاحظ الى أن تيارات اليمن السياسية ورموزها بداخله وفي خارجه لا تجد منهم فريق واحد يتفق مع الآخر من أجل قضية اليمن الحالية بل الجميع تقريباً ينهش في الآخر ويقلل منه ويدَّعي انه هو صاحب القوة والمكانة القبيلة والجهوية وبإمكانه لوحده فقط لو دعمه التحالف بالمطلق أن يدخل صنعاء في رابعة النهار! وهنا يتضح غياب الهم الوطني ومصلحة شعب اليمن ليحل مكانها تقديم مصلحة الجهة والحزب والقبيلة، مع ان المُدعي لذلك عاجز، وهذا واقع مؤلم. والبعض من العارفين بالشأن اليمني يستغرب حجم هذا التجني والظلم والجحود لليمن من بعض ابناءه، لكن هذا البعض يقول الا يعلمون ان التحالف وتحديداً دول مجلس التعاون الأعضاء يفهمون كل هذه الأمور ويقرؤون اصحابها جيداً حتى وهم يكيلون الثناء لهم في الاجتماعات والمناسبات وأمام العدسات؟. أحد كبار السن الأميين سأل ابنه قائلاً كم عدد جيش حكومة الريس هادي فقيل له حوالي مائة وخمسون الف مقاتل، فقال وكم عدد رجال عدو الله الحوثي؟ فقيل له حوالي خمسين ألف وفيهم الأطفال والمُجْبرين بالقوة، فقال لإبنه يا ولدي من كانت قلوبهم متخالفة حتى وهم أكثر من جند سليمان عليه السلام فلا تستغرب أن يهزمهم عدوهم الأضعف منهم، لكن يا ولدي أخبرني لاحقاً بعد ان تجد الخبر وقل لي منهو الأشجع والمستميت من الطرفين في سبيل قضيته، وإذا وجدت الخبر اليقين فحينها سأعطيك رأيي؟!. ولا تنسى يا بني أن الشاي العدني خلطته عشوائية ومُلفقة ولا يرقى بمذاقه ومفعوله الباهت للقهوة العربية. أخيراً يتساءل الكثير ويقولون هل صنعاء تريد الحوثي بن الخميني أم تنتظر رجال اليمن الوطنيين لا غيرهم لإنقاذها؟.. والجواب على ذلك قد نجده في تبريرات النائمين المتلونين الرسميين والعاطلين والمتفندقين الآملين بإختطاف الكعكة كاملة متى ما حانت الفرصة ومجاناً بلا أي ثمن على أمل أن يعطيهم التحالف الفرصة والتتويج!. هذا الفكر موجود لا يجب ان نستغربه. ولكن وللحق هناك في الشرعية شرفاء كُثر يعلمون أن التاريخ سجل خطير، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس. أما بعض الأعضاء والقادة والمسؤولين الضعفاء فبترهم يعتبر رحمة باليمن وشعبه وضربة مؤلمة برأس الحوثي.
التحية والتقدير للتحالف ولرجاله ومفكريه وقادته، وكم خيبتم امال ثورة ايران الارهابية في كل مكان، وكم مرغتم أُنوف اتباعها بالتراب. والنصر قريب. وما النصر الا من عندالله العزيز الحكيم.
21/02/2018 9:20 ص
شاي عدني..!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6389705.htm
التعليقات 1
1 pings
فهد ال كدم
21/02/2018 في 2:15 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
اخي ابو منصور الاسباب الحقيقيه في عدم اقتحام صنعاء حتى الان هيا
ضغوط أمريكيه في عدم حسم الأزمة في اليمن عسكريا لسببين
1-ضغوط اسرائلية على امريكا لاقتراح محاولة حل الأزمة اليمنية سياسيا بهدف منع إنتصار التحالف عسكريا وعلى رأس التحالف السعودية
2-ابتزاز أمريكا ودول الغرب دول التحالف العربي سياسيا وماديا مثل بيع الأسلحة وغيرها
(0)
(0)