ودعت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ظهر اليوم “مسفر بن عبدالله بدران” مدير المعهد الصناعي الثانوي بجدة ، وأحد أقدم مدراء المعاهد التجارية والصناعية الثانوية في المملكة ، والذي تقاعد بعد خدمة مشرفة قضاها في خدمة التدريب التقني والمهني من خلال إدارته للعديد من المعاهد التجارية والمعاهد المهنية ومراكز التدريب الفني والمعاهد الصناعية بالمملكة .
وحضر الحفل الذي أقيم على مسرح المعهد الصناعي الثانوي بجده نائب محافظ التدريب التقني المساعد مدير عام شئون المتدربين المهندس محمد أبا حسين ، ومدير عام التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة فيصل بن عقيل كدسة الذي شكر بدران على ما قدمه من جهود متميزة وعمل دؤؤب خلال رسالته التي أداها خدمة للوطن والتدريب التقني قائداً وموجها ، مكللاً جهوده بالرؤية الناجحة ، والرسالة الصادقة ، ومتوجاً حياته بالرقي والإخلاص والثقة ، مواصلاً ابداعه انجازاً تلو الإنجاز ، مضيفا أنه وما يزال أثره باقيا في نفوسنا وستظل مكانته تتوج ما سطرته من اُسلوب وفلسفة إدارية ناجحة جعلته يحقق الكثير من نماذج صناعة القدوة من حيث الأداء والتنظيم والمحافظة على الوقت ، مشيرا الى انه سيظل مرجعا في التدريب التقني والمهني .
وقال “كدسة” مخاطبا بدران الذي بدأ عمله في التدريب التقني منذ 30 عاما : “ها أنت الآن تحط رحالك لتعلن مرحلة أخرى من حياتك مليئة بالعطاء ومتألقة بالوفاء ، لتأخذ قسطا من العمل الدؤوب الذي أحببت وكان لك تاجاً يراه كل من عمل معك”
عقب ذلك ألقى المهندس إبراهيم السفياني مدير المعهد الصناعي الثانوي بالطائف قصيدة إنشادية من تأليف المهندس محمد حمود الغامدي .
وكان للمهندس سعيد عبدالقادر الغامدي مدير المعهد الصناعي الثانوي بجدة ، والمكلف مؤخرا بإدارة المعهد خلفا لبدران كلمة قدم فيها الشكر والتقدير لمدير المعهد السابق ، معددا خصال وسمات بدران التي ساهمت بتميزه وتميز المعاهد التي أدارها ، راجيا له حياة سعيدة في مستقبل أيامه .
واستمتع الحضور بمتابعة فيلما بعنوان ” نجاح رجل” من اخراج المدرب محمد عيضة المالكي استعرض حياة “بدران” منذ عام 1405 في القطاع الخاص قبل ان ينتقلدللتدريب التقني عام 1409 ويواصل حتى الان ، وسيرته الوظيفية التي تميزت بالتخطيط والتنظيم والتعاون والتكاتف وصناعة القيادات وتوظيف الموارد البشرية بالشكل الصحيح، وإدارة المعاهد والعناية بها حتى أضحت صروحا شامخة . وكان أخرها إدارته للمعهد الثانوي الصناعي بجده.
واختتم المحتفى به مسفر بن عبدالله بدران الحفل بكلمة شكر الله تعالى فيها ،مثمنا جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله ودعمها للتدريب التقني والمهني ونشره على مستوى محافظات المملكة ، قائلا :
” ها هو قطار رحلتي يصل الى اخر محطة مهنية ، لكنها بداية جديدة لحياة ملؤها حب الوطن والاخلاص” ، وأضاف الى ان مشواره الحياتي والمهني أكسبه الاحترام المتبادل بين الجميع ، داعيا الى نشر ثقافة التسامح والحب والتقدير بين المدربين والمتدربين ، وأكد ان زملائه يحملون له الأثر البالغ في مشوار الطموح ، وحمد الله تعالى بختام فترة عمله ، موجها شكره وتقديره لمن سانده في أداء دوره في ميدان العمل المهني الشريف.
وقال اخيرا “أغادر هذا المكان وقلبي متعلق به ، بكوادره السعودية ، بأبنائه المتدربين ” موجها للمدربين رسالة طالبهم فيها بتقديم كل الخدمة للمتدربين كأنهم يقدمونها لأبنائهم حتى يخرج جيلا يسير بنا الى تحقيق الرؤية 2030 .
ووجه ” بدران” لوالده “عبدالله” الذي كان مفاجأة هذا الاحتفاء قائلا : ” والدي أنت مثلي الأعلى في الحياة منك تعلمت المثابرة والاجتهاد في العمل والإرادة والابداع والخبرة المكتسبة” ، مشيرا الى انها اوصلته بكل فخر الى ماهو عليه” .
كما وجه “بدران” رسالة لوالدته رحمها الله خالطته الدموع حينها ، مؤكدا انها كانت نبراسا أضاء حياته بدعواتها له ومحبته وتشجيعها له حتى لاقت ربها داعيا لها بالرحمة والغفران . موجها رسالته لزوجته التي وقفت بجانبه وتحملت الغربة والانتقال من منطقة الى أخرى مسئولة في بيتها وفِي تربية اولادهم .
كما قدم بدران شكره وتقديره لزملائه في العلاقات العامة والاعلام والأنشطة وكافة الإدارات على مشاركتها في هذا الاحتفال . مشيدا برسالتهم نحو أبناء الوطن والعمل على إبراز الوجه الحقيقي للتدريب التقني .
واستمتع الحضور بحضور شيلة وداعية للمحتفى به وسط مشاركة المدربين والمتدربين الذين عبروا خلالها عن سعادتهم بالفترة الجميلة التي قضاها بدران في خدمة الوطن .
عقب ذلك تلقى “بدران” العديد من الهدايا التقديرية من الحضور والأصدقاء والمدربين والمتدربين بمشاركة أسرته وأقاربه الذين حرصوا على حضور هذا الإحتفاء . وفِي ختام الحفل تلقى “بدران” إهداء من زوجته شريكة النجاح وكان عبارة عن سيارة قدمها له أبناؤه .