جميعنا له أهداف في الحياة يحاول جاهداً تحقيقها والكثير منّا ينجح في الحفاظ عليها ومنّا من يخفق، ومن هذه الأهداف التخرج والحصول على الشهادة، العمل والحصول على راتب، والزواج وإنجاب الأبناء وما شابهها.
إن كل هذه الأمور ماهي إلا نجاحات يسعى إليها الإنسان فيحصل عليها لينعم بالاستقرار المادي والمعنوي، ولا شك أن هذا الأمر مطلوب ولكن التحدّي المنشود هو أكبر من مفهوم النجاح بمعناه العادي بل هو من أهم التحدِّيات التي علينا مواجهتها والتغلب عليها ألا وهو تحدّي الإنسان لصراعاته النفسية التي تدفعه دفعا لارتكاب الأخطاء واكتساب العادات السيئة وتغيير سلوكه إلى الأسوأ ، وهنا علينا أن نتأمل قول الله تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” (أية 11 سورة الرعد) ومن منطلق هذه الآية الكريمة لابد أن نسعى جاهدين لتغيير بعض السلوكيات الخاطئة المكتسبة والتي هي مصدر لصراعات نفسية نتغلب عليها تارةً وتغلبنا تارةً، وغالبا ما يلجأ لها الإنسان عندما يتعرض لمختلف ضغوط الحياة فهو يهرب دائما للبحث عن مخرج يلجأ إليه ومن هذه المخارج ( تعاطي التبغ بجميع أنواعه ) غير مدرك أن التدخين ما هو إلا مخرج من المخارج الوهمية التي ما إن يصل إليها حتى ينحدر به إلى قاع ليس له قرار، ولو أنه تحت ضغط تلك الظروف لجأ إلى الله عز وجل لما خاب ظنه ولتغلب عليها وانتصر فقد قال الله تعالى في محكم آياته ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ” (أية 2 سورة الطلاق) وقال ” سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ” (أية 7 سورة الطلاق).
ولأن التدخين مرتبط ارتباطا نفسيا بالشخص المدخن وجب علينا أن ننوه أن التدخين يسبب اضطرابات نفسية فالمدخن عادةً يكون شخصية عصبية لا تتحمل المسؤولية ولا تستطيع أن تركّز لفترات طويلة وتعجز كذلك عن العمل لفترات متواصلة فهو يحس بالإنهاك والتعب والإجهاد من أقل مجهود كما أنه شخصية تعاني من التوتر الدائم.
علينا أن نعي أن اللجوء للتدخين لمواجهة المشاكل والضغوط تفكير غير عقلاني وأسلوب غير صحيح لمواجهة المشاكل وهو إن دل فإنما يدل على ضعف شخصية المدخن والقصور في التنشئة الاجتماعية وسوء توافق مع البيئة.
وقد أكدت دراسة امريكية أن الذين يدخنون بمعدل 20 سيجارة يوميا تكون احتمالات الطلاق لديهم أعلى بمعدل 53% عن غير المدخنين وأرجعت الدراسة ذلك إلى أن الشخصية المدخنة تكون في العادة عصبية، عدوانية وتميل إلى القلق والتوتر فلا تستطيع تناول حل المشاكل بهدوء ورَويّة كما أن المدخن لا يدرك عاقبة التدخين إلا متأخر ولهذا نجد أنه لا يترك التدخين في الغالب إلا إذا حدث له مرض وطلب منه طبيبه ترك التدخين إذا أراد الشفاء.
ومن خلال العرض السابق اتضح أن التدخين أسلوب سيء للتوافق مع البيئة وطريقة مدمرة لصحة الإنسان إن هو سلك هذا الطريق للتغلب على المشاكل والأزمات التي يتعرض لها ومن المعروف أن التدخين إضافة إلى أثاره على الصحة النفسية للفرد يسبب أيضا العديد من الأمراض مثل الذبحة الصدرية وسرطان الرئة وعجز القلب وقرحة المعدة بالإضافة إلى الأضرار التي تصيب جميع أجهزة الجسم، فلنحافظ إذن على صحتنا النفسية والجسدية بعدم التدخين ومن أُبتلي به فعليه تركه.
17/03/2018 6:15 م
الصحة النفسية والتدخين
بقلم: سميحة يماني
بقلم: سميحة يماني
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6393411.htm
التعليقات 2
2 pings
Yahya dosh
17/03/2018 في 2:44 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله
مقال جدا رائع و مفيد
طرح المشكلة و اسبابها و علاجها
(0)
(0)
احمد
18/03/2018 في 8:24 ص[3] رابط التعليق
لاحول ولاقوة الا بالله التدخين دمار للصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية والضحية الزوجة والأطفال..
لقدأسمعت لو ناديت حياً**ولكن لاحياة لمن تنادي
(0)
(0)