كل الأشخاص الناجحين قدّموا أفضل ما يمكنهم في إطار الظروف التي وجدوا أنفسهم بها دون أن ينتظروا الشهر أو العام التالي حتى تتحسن الظروف، لأنها لم تكن في الحقيقة إلا وسيلة للتسويف فليس هناك أبدا وقت مثالي ولكن قد يكون هناك وقت مساعد.
إن إحدى الخدع المتعلقة بالتغيير هي أن علينا أن نعرف كيف نقوم به وسط كل الأحداث التي تجري من مشكلات الحياة ومسرّاتها، كما علينا أن نجعل التغيير من ضمن الأولويات التي تقع على رأس قائمة المهام والمسئوليات. لذلك من المهم للغاية أن نكون متأكدين أنه شيء نرغب حقا في القيام به ثم بعد ذلك ننظر إلى العقبات بوصفها فرصا للتعلّم، فلنكن ناضجين بما يكفي للقيام بالأمر رغم كل المعوقات وكما يقول المثل: ” ما دامت هناك إرادة فهناك طريقة ” وبما أننا على مشارف شهر رمضان الكريم، شهر التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل الذي فيه تكون ثورة تصحيح جميع المسارات الحياتية فهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك. كما أنه اختباراً عمليًّا نتعلم فيه كيف نهذب من سلوكياتنا وأفكارنا ونعيد النظر في بعض العادات السيئة، كذلك فيه تقوى الإرادة الذاتية وحسن المراقبة لله في كل الأعمال فهو شهر الطاعات والامتناع عن أي معصية كانت، إذن هو فرصة مناسبة ومساعدة للإقلاع عن التدخين الذي يسبب للإنسان المرض ويهدد صحته في الوقت الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم “صوموا تصحوا”، فإذا ما قررت هذا العام الاقلاع عن التدخين مع اول يوم في رمضان فابدأ قبل شهر رمضان بفترة بسيطة وذلك بالتخفيف التدريجي لتتفادى بعض أعراض انسحاب النيكوتين مثل: صعوبة التركيز، العصبية، الاكتئاب، الصداع، الدوخة. ومثل هذه الأعراض الجسدية قد تستمر تقريباً من ثلاثة الى عشرة أيام، وتبدأ شدتها تتناقص تدريجياً، إلاّ أن الأعراض النفسية هي ما قد تأخذ وقتاً أطول من ذلك قد يصل الى أشهر أحياناً.
وبالنسبة للمرأة التي ترغب في الإقلاع عن التدخين كتغيير جذري في حياتها عليها البدء من الأن بالنظر في تاريخ الدورة الشهرية لديها كعامل مساعد. نعم، حتى لو كان الأمر يبدو غريباً فثمة رابط بين الاثنين. هذا ما أشارت إليه دراسة أميركية حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة بنسلفانيا الأمريكية إلى وجود علاقة بين نجاح المرأة المُدخنة في الإقلاع عن التدخين وموعد الدورة الشهرية. أثبتت الدراسات أن تدخين النساء يعرضهن لمخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، بنسبة أكبر 25% مقارنة بالرجال، ونظرًا لأن الأبحاث الطبية السابقة توصلت إلى أن النساء يجدن صعوبة أكبر في الإقلاع عن التدخين وضعت دراسة جامعة بنسلفانيا نصب أعينها إيجاد الوقت المساعد كي تقلع المرأة عن هذه العادة القاتلة. واكتشف الباحثون أن التقلبات الطبيعية للهرمونات الجنسية التي تحدث على مدار الدورة الشهرية تؤثر على قرارات المرأة المتعلقة بمكافأة نفسها من خلال التدخين، ففي بداية الدورة الشهرية تعمل منبهات التدخين بقوة داخل دماغ المرأة ما يجعلها تدخن بشراهة أما مع نهاية الدورة الشهرية فيقل عملها كثيرًا ما يثبت ذلك أن ثمت علاقة بين الاشتهاء للتدخين وبين الهرمونات. ونصحت الدراسة في نهايتها جميع النساء اللاتي تردن الإقلاع عن التدخين بضرورة اختيار الوقت المساعد والذي أشارت النتائج إلى أنه يقع في نهاية الدورة الشهرية، فعلى المرأة الراغبة في الإقلاع عن التدخين أن تعد نفسها تدريجيا للتخلص من التدخين حتى تكون أقوى وأشد عزيمة وثباتا في شهر رمضان المبارك والذي بنهايته ستتلاشى الرغبة بالتدخين تدريجياً بإذن الله لأن الجسم يكون قد تخلّص تقريباً بشكل كامل من ترسبات النيكوتين ولا يبقى إلا أن يتحلّى الشخص ببعض العزيمة لإلغاء التدخين بشكل نهائي من حياته والتمتع بصحة جهازه التنفسي، وانتظام الدورة الدموية وضغط الدم ، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان والسكتة القلبية أو الدماغية، والتي يعتبر التدخين سبباً مباشراً لها.
31/03/2018 6:14 م
لا يوجد وقت مثالي للبدء
بقلم: سميحة يماني
بقلم: سميحة يماني
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6395905.htm