سلماً أو حرباً اقتربت نهاية سيطرة الحوثي على صنعاء وتعز والحديدة، والمسألة مجرد وقت لن يطول. وقد لا يرغب فخامة الرئيس عبد ربه منصور البقاء طويلاً رئيساً لليمن بعد تحرير صنعاء من قبضة ميليشيا ايران الحوثية خصوصاً وأن الوضع السياسي مابعد الحوثي سيكون مختلف ومتدهور لعدة اسباب في مقدمتها تربص الاحزاب وخلاياها النائمة والنشطة لجمع الغنائم على حساب اليمن، والحكومة والرئاسة منهكة اصلاً ولها اعداء كُثر بالداخل وعدم رضى من الشعب، ومع هذا فقد قامت بأعمال كبيرة لمصلحة اليمن سيحفظه لها التاريخ.
الجنرال عبدالرحمن سوار الذهب رئيس السودان السابق
والاحزاب والتجمعات والكُتل السياسية اليمينة الحالية المنضوية تحت خيمة الشرعية، الصادق منها والمخادع، وتلك التي خارج ولاء الشرعية، هم جميعاً نسخة من اقرانهم بالمشهد العراقي بعد إطاحة صدام حسين، لا يحملون أي هم وطني استراتيجي حقيقي، بل ينتظرون ساعة طرد الحوثي وهزيمته وعودة الرئيس هادي والحكومة الى صنعاء أو عدن وساعتئذ سيبدأ فصل جديد من الفوضى والتقاتل والاتهامات، وسيدعي كل حزب بأنه هو من حرر اليمن بسلاحه! وبالتالي فهو الأحق بالسلطة ونهب المال، وهؤلاء لا بد انهم قد حددوا ولاءاتهم الخارجية كل على حده ما بين قطر وايران وتركيا والاخوان وضاحية بيروت الجنوبية وربما دمشق وميليشيات ايران بالعراق والقليل منهم سيبقى محايد، وهذا ما فعلته احزاب الخراب بالعراق حتى وصل الى الهاوية ليفقد الأمن والسيادة، فالطائفية والحزبية والمصالح الضيقة والتبعية وتحكيم السلاح الميليشياوي لحل الخلافات الداخلية أعمت بصائرهم وابصارهم في هاتين الدولتين وليبيا، ومستقبل اليمن سيكون وضعه اشد واسوأ مالم يتم تداركه برؤية التحالف ولو بالضغط الشديد. ولو قامت واشنطن بجمع معارضة العراق وساسته الوطنيين وجيشه السابق بعد اختفاء صدام وضغطت عليهم لتشكيل حكومة وطنية عراقية برئيس قوي بدلاً من تنصيب برايمر وحل الجيش لما اصبح العراق تابعاً لإيران ولما حلت به كوارث سيعاني منها طويلاً. واليمن يجب منعه من هذا المصير.
هذه ليست المرة الأولى ولو تكون الأخيرة التي ننادي التحالف بإجبار الشرعية اليمنية على اختيار جنرال يمني يقبل به التحالف كرئيس قادم لليمن ويحيط به طاقم قيادة وطنية مختارة غير حزبية، ليوحد هذا الرئيس القوات المسلحة والأمن العام والقبائل ومناطق الشمال والجنوب تحت علم اليمن مستخدماً قوة الدولة ونظامها، حتى يتعافى اليمن ويقف على قدميه ويقترب من مستوى ديموقراطية احزاب قبرص أو جنوب افريقيا وحينها لكل حادث حديث.
الجنرال محمد ضياء الحق رئيس الباكستان السابق
إن من يتمنى الخير لليمن فعليه توصيف الوضع كما هو، وليس عيباً أن يقال أن اليمن مابعد الحوثي بدون جنرال قوي رئيس للجمهورية، ومستقل من تبعية الاحزاب وسرطاناتها سيقع في نفس مصير العراق بعد اطاحة صدام، ومن يعتقد بغير هذا فهو واهم، ويجهل اليمن، ويتجاهل نهج احزابه وطريقة تفكيرها.
النداء الصادق موجه للتحالف الكبير ولفخامة رئيس الجمهورية اليمنية ونائبه لإخذ زمام المبادرة لمصلحة شعب اليمن المكلوم وإعداد رئيس جمهورية جديد لليمن وتهيئته وتدريبه وطاقمه من اللحظة ليجمع اليمنيين خلفه ويتمكن من السيطرة على القوات المسلحة ويمنع عرقنتها (ميليشيات العراق)، وبدون هذا سيكون اليمن بعد طرد الحوثي اخطر منه في زمن الحوثي وما قبل الحوثي.
اليمن القادم برئيس قوي يتم اختياره وتأهيله سيقود الجميع بلباس الجيش ويوحد القوات ويخرجها من الحزبية، ويمنع تكرار تجربة العراق وليبيا والصومال، وسيوحد جهود الاحزاب ويمنع تَسَّلُّحها ويَحُول دون تبعيتها للخارج وبغير ذلك سيعود الحرس الثوري الارياني في اليوم التالي بزخم أشد واساليب مختلفة ومعه عناصر من كل الاذرع الايرانية الخارجية بالمنطقة بمن فيهم داعش والقاعدة حتى وإن هُزمت ايران امريكياً، وارجو تصديق هذا الكلام، فهو ليس بتحليل او توقع، بل هو الواقع الذي يدركه الكثير.
الفريق محمد حسني مبارك رئيس مصر سابقاً
كيف سيكون اليمن بعد غياب التحالف لإعادة الشرعية؟، هل نتوقعه دولة مستقرة آمنة تنمو كسلطنة عمان في الشرق وجيبوتي من الغرب؟ الإجابة كلا، ولا يمكن ويستحيل ذلك اذا تركت الاحزاب المهترئة ذات الولاءات المالية الخارجية والعقائدية الاجرامية تتحكم بالبلاد، والحال كذلك فاليمن ذاهب نحو الإحتراب والخراب كما في العراق ولبنان؟. وكيف هو حال العراق وليبيا وسوريا الآن؟، اليست عقلية احزابها الميليشياوية هي نفس ما يوجد باليمن. لكن كيف تعافت مصر وشرق ليبيا؟.
ما يجب قوله للتحالف العظيم الذي تقوده السعودية وللشرعية اليمنية المحترمة هو أن القوى السياسية الحزبية والطائفية اليمنية هي الآن أشد عداء وكراهية لبعضها من ذي قبل، وولاءتها الخارجية قائمة سراً وسيتم توظيفها لمصالح الخارج لتدمير اليمن نكاية به وبالتحالف وبالسعودية تحديدا والامارات، كما فعل العراقيون تماماً والليبيون.
إن جيش يمني وطني اعده التحالف وسلحه ودربه ومعه الشرعية المحترمه، غير معقول أن يتم تسليمه قريباً للأحزاب التي لا تؤمن بالدولة ولا بسلطتها وقوانينها وعلاقاتها الخارجية؟، ويبقى الحل هو تجهيز رئيس قادم وتدريبه واطقمه الادارية والاستشارية لقيادة الجيش واليمن وضبط الاحزاب وشطب الارهابي منها، وبغير هذا سيكون هناك يمن بجنوب الجزيرة كنسخة من العراق بمآسيه في شمالها. وساعتها لن ينفع الندم، وعندها لا فائدة من إطفاء الحرائق وسط قوة رياح الخلافات الداخلية العميقة وتشرذم الجيش بناء على الإنتماء المناطقي والقبلي. نأمل بيمن آمن.
التعليقات 3
3 pings
ابو مهدي
15/05/2018 في 2:55 م[3] رابط التعليق
ابداع ومنطق وخبرة تؤتي ثمارها .. شكراً سعادة اللواء ، وضعت يدك على جرح يحتاج العلاج قبل تلوثه واستفحاله.
(0)
(0)
محمد عبدالكريم
16/05/2018 في 10:25 م[3] رابط التعليق
سعادة اللواء / أنت صاحب رؤية مستقبلية ومتحدث بارع فقد عرفتك عن قرب أثناء عملك في قاعدة الملك عبدالله فجميع الأحداث التي تقوم بتحليلها أوالتعليق عليها نجدها قد تحققت علي أرض الواقع ،،،، شكراً سعادة اللواء علي هذا التحليل المنطقي
(0)
(0)
مسفر قضعان العايذي
17/05/2018 في 4:40 م[3] رابط التعليق
العميد طارق صالح .رجل المرحله والله أعلم وأحكم .
(0)
(0)