افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبحضور نائب رئيس إدارة التراث الثقافي الوطني في الصين السيد هو بنق، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد لي هواشي، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين تركي الماضي، اليوم الأربعاء معرض “كنوز الصين”، الذي يستضيفه المتحف الوطني بالرياض.
وقد ألقى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كلمة في حفل افتتاح المعرض أكد فيها أن المملكة بما تكوَن لديها من خبرات وعلاقات ممتدة مع الجامعات ومراكز البحوث العالمية المرموقة أصبحت من الدول الرائدة عالميا في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي وتطوير الموارد البشرية العاملة في مجال التراث والآثار، وذلك في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي يشمل منظومة من المشاريع المتكاملة والمتطورة.
وقال: “قطاع الآثار في المملكة منذ تأسيسه قبل 50 عام وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله كان معاصرا ومتابعا وداعما له، والهيئة عندما استلمت القطاع عام 1429هـ كان قطاعا منتجا حقق الكثير من الانجازات العلمية والبحثية والمتحفية بإشراف أساتذة وعلماء آثار أفاضل، وبأيدي مواطنين سعوديين مخلصينيحملون الأمانة، والهيئة التي وثقت فيها الدولة لتكون المكلفة بحماية أحد أهم مقومات الوطن وهو تاريخه الحضاري، بنت على الإنجازات الكبيرة للآثار الوطنية وعززتها في مجال الكشوفات الأثرية وجهود الحماية واستعادة القطع الأثرية الوطنية، وإنشاء منظومة جديدة ومتطورة من المتاحف، إضافة إلى مشاريع تطوير المتاحف وعلى رأسها المتحف الوطني الذي يعد من منجزات الملك سلمان وافتتح في ذكرى المئوية.
وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية تتميز بمكانتها المحورية والاستراتيجية وكونها في قلب العالم الإسلامي، وموقعها الجغرافي البالغ الأهمية حيث كانت عبر التاريخ ملتقى للحضارات، ومحطة مهمة لطريق الحرير التاريخي الذي تعمل الصين حاليا على خطة لتطويره والاستفادة منه سياحيا واقتصاديا.
واعتبر سموه أن معرض كنوز الصين يمثل نقلة مهمة للعلاقات الخاصة والمميزة بين البلدين الصديقين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية واللتين هما دول عظيمة بتاريخها الأصيل وحضاراتها العريقة، وتتميزان بعلاقات وطيدة في مختلف المجالات منها التراث الحضاري، مبينا أن علاقات البلدين تاريخية وقديمة منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، والمملكة حرصت على علاقات ممتدة ومتوازنة مع الشرق والغرب.
مشيرا إلى أن المعرض امتداد للتعاون المتميز بين المملكة والصين في مجال الآثار والمتاحف والحضارات الانسانية والتي كانت انطلاقتها المهمة بتنظيم إحدى محطات المعرض العالمي الناجح معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي نظمته الهيئة في المتحف الوطني بالعاصمة الصينية بكين، وافتتح في 20 ديسمبر 2016م برعاية معالي السيد لو شو جانج وزير الثقافة الصيني، وتشرفنا جميعا برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، لحفل اختتامه في 16 مارس 2017م.
كما يأتي في إطار اتفاقية التعاون بين المملكة و الصين في مجال الآثار والتي تشمل التعاون في الأبحاث الأثرية ومعارض الآثار والأنشطة المتحفية، وهناك أعمال التنقيب التي ينفذها حاليا الفريق السعودي الصيني المشترك في موقع السرين في محافظة القنفذة، في إطار الاتفاقية وضمن البعثات الدولية السعودية العاملة في التنقيب الأثري في مناطق المملكة، والتي تم العثور خلالها على عدد من القطع التي تظهر التواصل بين الحضارات الصينية وحضارات الجزيرة العربية.
واعتبر سموه أن المعرض يمثل اطلاقا لتلاقي حضارتين عظيمتين واقتصادين كبيرين، ولا يمكن أن تكون هناك شراكة اقتصادية وسياسية إلا بوجود تلاقي حضاري وإنساني وفهم كل شعب للخلفيات الحضارية والثقافية للشعب الآخر.
وأضاف: “الصين دولة محورية مهمة كما هي المملكة، لذا هناك مجالات عديدة للتعاون في مجالات التراث الإنساني والثقافي، إضافة إلى المجال السياحي خاصة وأن السائح الصيني يعد من أهم السياح على مستوى العالم ونتطلع إلى استقطابه للمملكة بعد فتح التأشيرات السياحية في المستقبل القريب بإذن الله.
ثم ألقى نائب رئيس إدارة التراث الثقافي الوطني في الصين السيد ليو يازهو، كلمة أعرب فيها عن اعتزازه بإقامة معرض كنوز الصين في العاصمة السعودية وفي البلاد التي شهدت حضارات عريقة، منوها إلى أن معرض روائع آثار المملكة الذي أقيم في بكين كان من أنجح المعارض وعرف الصينين بتاريخ المملكة وحضاراتها الإنسانية العريقة.
وقال بأن معرض كنوز الصين يعرض للجمهور قطعا جميلة وقيمة من نوادر القطع الأثرية التي تبرز الحضارات الصينية عبر العصور.
واضاف تتمتع كل من الصين والمملكة العربية السعودية بتاريخ طويل وثقافة رائعة على الرغم من بعد المسافة بينهما، وعبر عن شكره للأمير سلطان على دعمه واهتمامه لإقامة المعرض.
وأكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد لي هواشي، في كلمته على أهمية المعرض في تعزيز العلاقات المتميزة بين المملكة والصين في مختلف المجالات، مبرزا التعاون الكبير بين البلدين في مجال الآثار والمتاحف والتنقيبات الأثرية حيث توجد بعثة صينية ضمن البعثات الدولية العاملة في المملكة في مجال كشوفات الأثرية، مشيرا إلى إقامة معرض روائع آثار المملكة في بكين عام 2016م والذي حظي باهتمام واسع من الصينيين وكان حدثا مهما للعلاقات بين البلدين بعد تشرفه بزيارة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني.
بعد ذلك قام سموه بقص شريط المعرض، ثم قام بجولة في المعرض الذي يضم 200 قطعة أثرية من كتوز الحضارة الصينة.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى 15 ربيع أول 1440هـ الموافق 13 سبتمبر حتى 23 نوفمبر 2018م، مجموعة من الآثار من الحفريات الأثرية والآثار التاريخية التي تم جمعها من عشرة متاحف صينية.
وتتنوع المعروضات بين الفخاريات، والبرنز، واحجار اليشم، والخزف، والذهب، والفضة، والميناء والعديد من الكنوز الصينية الأخرى.
ويهدف المعرض الى التعريف بنمو الحضارة الصينية وإظهار الحياة الاجتماعية والثقافة والفنون للحضارات الصينية خلال آلاف السنين.
ويأتي المعرض امتداداً للتعاون في مجال الاثار بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، وذلك في إطار اتفاقية التعاون المشترك بين المملكة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وجمهورية الصين الشعبية ممثلة في إدارة الدولة للتراث الثقافي الصيني، في مجال الآثار والتي تشمل التعاون في الأبحاث الأثرية ومعارض الآثار والأنشطة المتحفية.
وعلى هامش المعرض سيعرض المتحف الوطني السعودي نماذج من القطع الأثرية الصينية التي تم العثور عليها في التنقيبات الأثرية في مواقع مختلفة من المملكة والتي تمثل التبادل التجاري بين الصين وحضارات الجزيرة العربية، كما سيخصص ركنا للتعريف بأعمال التنقيب التي ينفذها حاليا الفريق السعودي الصيني المشترك في موقع السرين في محافظة القنفذة، ضمن البعثات الدولية السعودية العاملة في التنقيب الأثري في مناطق المملكة.
يشار إلى أن الهيئة وقعت اتفاقيات مع عدد من الدول التي أقيم فيها معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور ” لإقامة معارض للآثار في المتحف الوطني بالرياض، حيث ستشهد الفترة المقبلة عددا من معارض الآثار والتراث من مختلف دول العالم التي ستعرض في المتحف الوطني ضمن برنامج المعارض الزائرة في المتحف والذي يعد أحد مسارات برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تنفذه الهيئة.