الكثير منا يتساهل وربما يحتقر ويهمّش معلم الناس الخير لايخفى على أحد منا فضل ومكانة "المعلم" لكني أرى أنه في الآونة الأخيره أصبحت صورته مُمزّقه في نظر محدودي العقول، لابد أن يكون المجتمع على مستوى عالي من الإدراك والوعي أنه لايمكن لعالم أو حتى لرواد الفضاء أن يصل لدرجة من العلم من غير المرور بمراحل دراسية من تحت يد ذلك المعلم الذي بذل قُصار جهده حتى يُخرّج أجيال ترتقي بهم الأمم ، التعليم مهنة أساسيّة في كلّ الحضارات وعلى إختلافها، يكفينا تشريف الله لمثل هذه المهنه بأن أرسل الله الأنبياء ليعلّموا الناس، وجعل العلماء ورثةً لهم فهم صُنّاع العقول، وعلى عاتقهم تقع المسؤوليّات الجِسام.
ويكفينا التشريف العظيم لمكانة ذلك المعلم حين ذُكِرَ لرَسولِ الله ﷺرجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِﷺ؛( فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺإنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهل السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ) لاأعتقد أن هناك قول يبين عظمة ومكانة معلم الناس الخير بعد قوله هذا ﷺ .
حدث بالأمس مايُدمي له العين ويحزن له القلب في فُقدان أحد مُعلّمي الناس الخير ممن شهد له زملاءه وطلابه بالخير وحُسن خلقه ومروءته وأثره الطيب طيل سنوات خدمته، كان بيننا معلم يعلم الناس الخير في أحد القرى التابعه لمدينة أبها وما أن تناول وجبة إفطاره على عُجالةٍ من أمره لضيق الوقت وذهب مسرعاً لآداء أمانته وواجبٍ كان على عاتقه، لكنها وافته المنيّه قبل إنتهاء ذلك الدرس والفضيله التي كان يبثّها ويزرعها في نفوس طلابه بعد مرور 20عاماً له في السلك التعليمي يُعلّم الناس الفضيله ويغرس مكارم الأخلاق بين المجتمعات، وعلى أثره خرّج أجيال ، رحم الله روحاً لقت ربها في موقف مُشرف، ذلك المعلم وغيره آلاف المعلمين ممن قطعوا آلاف الكيلو مترات والبعض قد تغرب عن أسرته وأهل بيته وهم بأشد الحاجة له، في سبيل توفير لقمة العيش والعيش بكرامة ورد القليل من جميل هذا الوطن الذي مهما فعل الشخص وبذل قصار جهده وافنى عمره لن يستطيع الإيفاء بحقه .
اتمنى وآمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يعي المجتمع بمكانة المعلم والإبتعاد عن الإنتقاص والمُحبطات والإنتقاد الذي في غير محلّه ، المعلم لم يصل لهذي المرحله إلا وهو أهلاً لها وماوضُع إلا في المكان المناسب لقدره ومكانته
من أفنى شبابه وعمره بتعليم المجتمعات وغرس فيها مكارم الأخلاق والحث على قال الله وقال رسوله ﷺ لايستحق منا إلا أن نقف له إحتراماً وتقديراً وإجلالاً ..
شكراً بحجم السماء لكل معلم يقف ساعات يومه ويتحدث ويُعطي ويؤدي أمانته على أكمل وجه وإلى أن يجف ريقه وأعلم أن شكري هذا لن يفيه حقه ..
علينا واجبات كـ مجتمع تجاه ذلك المعلم يجب أن لانتغافل عنها وأن نضعها في قائمة الحُسبان من إحترام وتقدير وإجلال لكل من حمل هذه الأمانه وأدّى الرساله وقاد أجيال، ويجب أن يكون المعلم في أولى المراتب في المجتمع من غير تحقير لغيره من المهن ولكن لأنه عندما نرتقى بالمعلم فهذا يعنى الإرتقاء بالعلم والمجتمع والأجيال واذا ارتقت النفوس ارتقت المجتمعات، وإذا ارتقت العقول بأفكارها طابت الألسن بكلماتها ، ولايسعني إلا إن أقول كما قال أبو الطيب المتنبي فيه بيته الشهير (وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مُرادها الأجسام) .
حنان القحطاني
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفساً وعقولاً
(0)
(0)وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6422971.htm
التعليقات 32
32 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
هدى القحطاني
10/11/2018 في 5:58 م[3] رابط التعليق
مبدعه واتمنى لكي التقدم
هدى القحطاني
10/11/2018 في 5:58 م[3] رابط التعليق
نفتخر فيش ابدعتي
وعد القحطاني
10/11/2018 في 6:16 م[3] رابط التعليق
مبدعه بِسْم الله عليك
واصلي الإبداع والتميز ..قلم مميز ??
أم صبا
10/11/2018 في 6:33 م[3] رابط التعليق
كلام سليم .. المعلم هو نبراس يهتدي به الحائر في سبل الحياة .. أتمنى أن تعود مكانته كما كانت فهو يستحق ذلك .
Fatimah Alabdu
10/11/2018 في 6:33 م[3] رابط التعليق
سلمت يمناك المعلم فعلًا يستحق وقفة اجلال وتفدير واحترام تحية لصانعي الاجيال تحية لكل معلم ومعلمة
بارك الله فيك والى الامام دائمًا
السهلي
10/11/2018 في 6:34 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك والمجتمع بخير بوجود عقليات مثل عقلك تبارك الله استمرري وللامامممم ولك كل التوفيق والنجاح??????
فيصل الاسمري
10/11/2018 في 6:36 م[3] رابط التعليق
كتبتي وسطرتي اجمل الحروف لك منا كل التقدير والاحترام وزادك ربي من فضله ونعيمه
Aziza Alrashed
10/11/2018 في 6:37 م[3] رابط التعليق
كلام تربوي مؤثر .. الله ينفع به
ويبارك لنا فيك ?
ميعاد
10/11/2018 في 6:49 م[3] رابط التعليق
ابدعتي كاتبتنا المتميزه دائما ??
نورة يعن الله
10/11/2018 في 6:55 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك يااختي حنان
مقال رائع ويمس الواقع التربوي والتعليمي الذي نتعايشه
اشكر لك ذائقتك النثرية وافكارك الخلاقة
نفع الله بك .
عبدالرحمن الوادعي
10/11/2018 في 6:57 م[3] رابط التعليق
كلمات رائعه كروعتك راقت لي حروفك كثيراً
واستمتعت بالتأمل في مفرداتها ومعانيها الراقيه..سلم فكرك وقلمك
رجل من رماد
10/11/2018 في 6:59 م[3] رابط التعليق
جميلة حروفك واحساسك راقي جداا بيض الله وجهك وجه من رباك
مهره الرميح
10/11/2018 في 7:13 م[3] رابط التعليق
كلام في الصميم ياحنووووون الله يعطيك العافيه وان شاء الله إلى الإمام واصلي كتابه??
رحمه القحطاني
10/11/2018 في 7:17 م[3] رابط التعليق
مقال رائع وفي مكانه ولم ولن يقلل من قدر المعلم الاصغار العقول
بشرى آل صلفيح
10/11/2018 في 7:51 م[3] رابط التعليق
مبددددددعه مبدددددعه مبددددعه ننتظر جديدكك ي نبضي ?????????????????
بشرى آل صلفيح
10/11/2018 في 7:53 م[3] رابط التعليق
مبددددددعه مبدددددعه ننتظر جديدكك ي نبضي ?????????????????
عبدالله ابو محمد
10/11/2018 في 8:13 م[3] رابط التعليق
نعم لك الشكر وتقدير على مقالك الجميل والراقي فعلا كلام جميل ويسطر بماء الذهب فعلا وضعتي يدك على جرح يعاني منه المجتمع فلك الشكر على كل مقالاتك السابقه وان دل على شي دل على ثقافتك ووعيك الا محدود
عبدالله ابو محمد
10/11/2018 في 8:22 م[3] رابط التعليق
كلام جميل يكتب بماء الذهب وضعتي يدك على الجرح فعلا مقالك جميل جدا كمقالاتك السابقه وان دل على شئ دل على ثقافتك ووعيك الا محدود لك الشكر والتقدير .
روابي
10/11/2018 في 9:19 م[3] رابط التعليق
كلام مرتب ومنمق ماشاء الله عليش ي حنان
تُذهلينَني دائما ي مبدعه ?
ام ماجد
10/11/2018 في 11:28 م[3] رابط التعليق
مقال في الصميم أتمنى أن يكون له صداه ويغير الواقع الذي نلامسه
واصلي حبيبتي وفقكي الله وجعل التوفيق حلييييفك
فلوه الزهراني
10/11/2018 في 11:31 م[3] رابط التعليق
مقاااالتك رائعه اتمنى لك مزيدآ من النجاح والتوفييق
أم سعد
10/11/2018 في 11:37 م[3] رابط التعليق
شكرا لك أختنا حنان على الإدلاء بهذا المقال الرائع الذي حوى معاني جميله لامست مشاعرنا بصدق عباراتها كيف لا والمعلم هو من يمهد طريق العلم الذي نسلكه جميعا لنصل إلى جنة عرضها السموات والأرض. بوركت غاليتي وجزاك الله خيرا ونفع بك الإسلام والمسلمين.
عبدالعزيز الغامدي
11/11/2018 في 12:49 ص[3] رابط التعليق
ماشاءالله تبارك الله تستاهلين التكريم على مثل هذا المقال الاكثر من رائع وعلى مقالاتك السابقه اللي لها اثر بالروح وترتقي بفكر الانسان كلامك نابع عن احساس كبير للمعلمين ونظرة الدونيه لهم من الشخص صغير العقل كفيتي وفيتي يالله عسى والدينك بالجنه وفالك التوفيق والنجاح وبمثلك نعتز ونفخر
ساره الحميدي
11/11/2018 في 7:36 م[3] رابط التعليق
كلام رائع وفِي الصميم استمري دايما بكتاباتك الجميله
ومن علمني حرفاً صرت له محباً ?
للخير نسعى
12/11/2018 في 12:14 ص[3] رابط التعليق
يامال الجنه الله يعزك ويعز شيبانك ??????
Sare ali
12/11/2018 في 12:15 ص[3] رابط التعليق
كفوووووووووو هذولاء الناس الراقيه فكر ومنطق الله يخليك ويسعدك ويفتحها بوجهك
وصايف القحطاني
12/11/2018 في 2:13 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ياليت يوصل الا الكثير من الناس لأن المعلم يفتقد كثير من حقوقه في زمننا هذا..
واصلي والى الامام وكلي فخر انك صديقتي ❤️
أميره
12/11/2018 في 2:29 م[3] رابط التعليق
مبدعه دائما كما عهدناك الى الامام???
أم وسام
12/11/2018 في 9:51 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وجعلك ممن يذود عن عرض مسلم او مسلمة
ابو مبارك
28/11/2018 في 4:46 م[3] رابط التعليق
الله يبارك فيك وفي شايبك ويحرم عن وجهك النار ويجعلك ممن ذب عن عرض اخيه المسلم
عزيزه القحطاني
07/12/2018 في 10:38 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل وغايف في الروووووعه ولاننسى قول الشاعر حين قال
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
Dlo Alqahtani
27/12/2018 في 4:54 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ،تفكير راقي ، أسلوب الطرح مبتكر ??