على هونك ياحياة لاتفجعينا بهم، تناثرت أوراقنا في كل مكان، انحنت ظهورنا وهي تلملمها، وتعيد ترتيبها، حذاقتنا لم تجدي فلقد نقشناعليها وزخرفناها بحضارات ونقوشٍ رومانية وهندية حتى تبدو كالشهب في عين ناظريها، لكننا بالرغم من كل هذا أفقنا على سراب، هباء منثور، وذاك الضباب ، وذلك الطريق الممتد الشاسع
كيف قطعناه؟
كيف كتبناه؟
كيف لم نستطع أن ننساه؟
على هونك ياحياة … لاتفجعينا بهم ، فلا ناقة لنا فيهم ولاجمل، فقدناهم قبل أن نلقاهم، خسرناهم قبل أن نكسبهم ، بكيناهم قبل أن نضحكهم، ولم يبق لنا فيهم سوى وريقات وحروف مبعثرة ، وحديثٌ ملفوفٌ معجون مختبىء خلف ثقافة الحضارات، والبقاء في المنتصف موتٌ وحياة كسابح في بحر لايجيد العوم، جذبته المياه فوجد نفسه في العميق يحارب لينجو، يرفع رأسه عاليًا نحو السماء، ويجدف بيديه، ويصارع للبقاء بقدميه، ويصرخ حتى يأتيه من ينقذه أو لايأتيه، فهو في انتظار الموت وفي الرجوع لعشق الحياة.
وعلى هونك ياحياة لاتفجعينا ولاتفجعيهم، فالخوف كبلنا وقيدنا وأبكمنا والتفت على أيدينا أساورٌ من حديد، المفتاح معهم لكنهم لايستطيعون أن يقتحموا أسوار المدينة الحديدية ، وحلم القبيلة أن تستعيد الأمجاد الغابرة له تبذر البذور، وتسقيها ومتى تثمرتحتريها!
فياقلب كفاك.. كفاك.. ماتلقى من شوق ولهفة وحنين ونجوى ، فالحياة تفجع من لايفجع!