ذكر العقاد في كتابه "أنا " الذي يعتبره سيرة ذاتية مقولة العالم الإمريكي وندل هولمز : " أن الإنسان ثلاثة أشخاص في صورة واحدة .. الإنسان كما خلقه الله .. و الإنسان كما يراه الناس ... و الإنسان كما يرى هو نفسه ... " و يقول إبن خلدون: " كان المفكرون قديماً يرون أن اكتشاف العقل للحقيقة ليس أمراً غريباً ، إنما الغريب هو عجزه عن اكتشافها". ويقول أيضا: "شعور الانسان بجهله ضرب من ضروب المعرفة ".
في عام 1955 وضع عالما النفس جوزيف لوفت وهارينغتون إنغهام ما أسماه " نافذة جوهارى" وهي تنظير للعلاقة بين الأنسان والآخريين وقد تأثر بالنظرية الفيلسوف «تشارلز هاندي» و أعاد صياغة المسمى إلى "منزل جوهارى ذو الغرف الأربعة" التي تتكون من :
• الغرفة الأولى: ما نعرفه ويعرفه الآخرون عنا.
• الغرفة الثانية: وهي ما يعرفه الاخرون ولا نعرفه عن أنفسنا.
• الغرفة الثالثة: هي ما نعرفه و نخفيه عن الآخرين.
• الغرفة الرابعة: وهي أصعبها وتتطلب البحث الدائم و المراقبة حيث لا يرى هذه القدرات أو السمات المخفية أحد غير معروفة لا لنا ولا لللآخريين وقد تتجلى من خلال موقف قوي فرح أو حزن أو تجرية جديدة في الغالب لا تكون إنتقائية أي مصادفة أو من خلال تحدي يبرز في رحلة الحياة.
وطورت كل من كاثرين كوك بريغز، وابنتها إيزابيل بريغز مايرز نظريات كارل يونغ في كتابه الأنماط النفسية بوضع مؤشر مايرز بريغز للأنماط (Myers-Briggs Types Indicator – MBTI)، هو عبارة عن اختبار لتصنيف الشخصيات البشرية، يعتبر من أكثر الإختبارات دقة وتم نشر أول نسخة منه في سنة 1962م وهوموجود و مجاني على الإنترنت.
ووفقاً للنظرية فإن الشخص يولد ولديه خواص شخصية، قد تتغير أو يكتسب غيرها مع نضوجه. بناءً عليها يكون تعاطيه مع المحيط تكون الفكرة عنه عند الآخرين وهي أربعة أقسام، أو ثمانية أضداد،وهي إما أن يكون:
• انبساطي (Extrovert) طاقته تكون من البيئة الخارجية ( الآخريين والاشياء).
• ذاتي (Introvert) طاقته من الداخل (معتقدات ,أفكارو قيم).
مصادرالمعرفة و التعلم على أن تكون :
• حسي، بإستخدام الحواس الخمس (Sensors)
• حدسي، بإستخدام العقل والتخيل (iNtuitives)
يكون المركز المؤثر في اتخاذ القرارات:
• الفكر (Thinking)
• الشعور(Feeling)
أما نظرة الشخص للحياة وتفاعله معها :
• حكمي (Judging).
• احتمالي (Perceiving).
وقسم ادلر العالم النمساوي في نظريته أنماط الشخصية إلى تفاؤلية ، عدوانية، انطوائية ، ومنبسطة. ثم طورهاعام 1935 بإضافة درجة فاعلية اإنسان و اهتماماته الاجتماعية و ناقش بإسهاب عقدة النقص ووحدة الشخصية و العدوانية و الأحلام.
وهناك العديد من العلوم كعلم النفس و الإجتماع و الإنثروبولوجيا ( علم الإنسان) والنظريات والإختبارات التي تناولت السمات و المظاهر الشخصية وعلاقتها بمحيطها و إهتم بها الكثيرون من العامة و الحكماء و العلماء عبر التاريخ إلى وقتنا الحالي و يكمن ذلك لما لها من تأثير عميق و منعكس على الفرد و المجتمع وبناء الحضارات وعليه يحبذ من فترة إلى أخرى التبحر في هذا الأمر و أخذ الإختبارات و المشورات فيه فمعرفة الإنسان بنفسه و سماته و نظرته الخاصة لها و نظرة الآخرين له من أهم التحديات التي ينبغي التعاطي معها لزيادة الوعي والتي تحدث في أحيان كثيرة نوع من المتعة المعرفية لكونها مفاجأة أو مستغربة .من جانب آخر تسهم هذه المعرفة في تشكيل الصورة و من ثم السيناريو مشمولا ذلك بالخطط و الأهداف ومحددا للوجهة .
للتواصل مع الكاتب
fhshasn@gmail.com
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
راضي الدسم
17/11/2018 في 2:19 م[3] رابط التعليق
النفس عجيبة ، سبحان من خلقها فسواها، دراسات جميلة ابو خالد سبرت أغوار النفس البشرية وحاولت فهم شفرتها وقسمت شخصياتها بمقاييس دقيقة ، والانسان المتفكر والمتبحر في هذا العلم يرى العجب العجاب ، والمخالط للناس يرى الفروق والشخصيات المتعددة كما ذكر العلماء ، وأعجب من ذلك الدراسات والبحوث التي تدرس سلوك الشخصيات وتعمل على علاج مااختل منها وتنجح في تغيير تلك الشخصية غير السوية ، شكرا جزيلاً ابا خالد لتطرقك لهذا الموضوع الرائع
(0)
(0)
ام خالد
21/11/2018 في 3:40 م[3] رابط التعليق
مقال رائع بانتظار جديدك ❤️
(0)
(0)
مروه الشمري
27/11/2018 في 6:57 م[3] رابط التعليق
مقال رائع كالعادع
(0)
(0)
Roza
27/11/2018 في 6:59 م[3] رابط التعليق
موضوع في غايه الجمال*
(0)
(0)
ريناد التركي
27/11/2018 في 7:00 م[3] رابط التعليق
موضوع رائع وطرح جميل
(0)
(0)
Maha
27/11/2018 في 7:01 م[3] رابط التعليق
مبدع دائمًا استاذنا .. من افضل ل افضل
(0)
(0)
ساره الشمري
27/11/2018 في 7:01 م[3] رابط التعليق
طرح جميل
(0)
(0)
Mthayel
27/11/2018 في 7:03 م[3] رابط التعليق
استدلالات رائعه ومقال في غايه الاهميه..
شكرًا لك
(0)
(0)