“يسرني أن أقدم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم للغد، بحيث تعبّر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلدنا”. بهذه العبارة سطَّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المبادئ الأساسية لرؤية 2030. هذه الوثيقة التي تضع تصوراً واضحاً ورؤية طموحة وتعد الخطوة الأولى في التوجه الجديد نحو بناء مستقبل أفضل.
إن رؤية 2030 بوابة الغد للسعوديين, وعليها يضعون آمالهم ويعقدون أحلامهم, لا شك أن الرؤية تسير بنحو ثابت وبانسيابية رائعة في بدايتها, منذ إعلان انطلاقتها برعاية الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وهنالك ثقة شعبية تجاه هذا الرجل ولمشروعه ومشروع السعوديين كافة ألا وهو “الرؤية”. إن الاستثمار المالي لا يتم إلا بصرامة إدارية واضحة وحازمة وعلى هذا تعتمد الرؤية فيه لتحقيق أهدافها ونجاحها. إن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية هو المبتكر والمحرّك لهذه الرؤية, وكون الأمير “محمد بن سلمان بن عبدالعزيز” من يتولى رئاسة هذا المجلس, فإن الأنظار نحوهما لتفسير مشروع الرؤية والحديث عنها, وتحت هذا المجلس أذرع كثيرة تعمل من أجل إنجاح هذه الرؤية, وهذا العمل التشاركي يكشف عن أهمية التخطيط الإداري. على مستوى التخطيط الإداري وتطوير الاستراتيجيات, هنالك لجان ومكاتب عديدة منوط عليها مهام كثيرة على سبيل المثال لا الحصر, اللجنة الاستراتيجية بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية, تتولى هذه اللجنة الاستراتيجية في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مسؤولية عرض وتقديم الدعم في الشؤون الاستراتيجية للمجلس، علاوة أن من صلاحياتها صياغة الاستراتيجيات المحققة لـ الرؤية، وترجمتها إلى برامج تنفيذية، ومتابعة تنفيذها، وذلك من خلال إشرافها على مكتب الإدارة الاستراتيجية.
إضافة إلى مكتب الإدارة الاستراتيجية في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية, ويعتبر هذا المكتب أحد أهم الأذرع التنفيذية للرؤية, وعلى المكتب مهام عديدة أهمها الإشراف والمتابعة المستمرة على الخطط والبرامج التنفيذية.
كما أن هنالك لجان ومكاتب عديدة يتقاسمون المهام الإدارية مثل:- مكتب إدارة المشروعات في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية, وزارة الاقتصاد والتخطيط, ومركز الإنجاز والتدخل السريع . كل هذه المجالس والمكاتب تمنحنا تصوراً واضحاً على أن هنالك خلية نحل تعمل بجهد لا كلل يشوبه ولا ملل يرتكون عليه, فالعمل الإداري يعتمد على التنظيم العالٍ, وهذه التقسيمات الواضحة في مشروع الرؤية مصدر طمأنينة للمواطن على حال هذا المشروع الضخم.
ولتحقيق “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” ورؤية منظومة العمل علينا بتخطيط وتطوير نظام حوكمة متكامل لضمان مأسسة العمل ورفع كفاءته ولتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة؛ وتنسيق مهام الاعضاء بما يمكّن إدارة العمل من المتابعة الفاعلة. إن التخطيط الإداري مصدر حماية, ويوضّح منذ البداية العواقب التي محتمل أن تواجه أي عمل من الأعمال, فلا يمكن أن يسير العمل بشكل ناجح دون تخطيط إداري قويم, ورؤية استراتيجية واضحة تستشرف المستقبل بحكمة وبصيرة.
تتولد الطموحات في مستقبل مشرق للبلاد يعود علينا بالتقدم والازدهار وكل هذه الأحلام التي نعيش فيها وجدانياً ستحقق بإذن الله, وهذه المكاشفة تعزز في نفوسنا مدى ثقة العاملين على الرؤية بمشروعهم, فكل الطموحات بعون الله أن تتحقق النجاحات المتوالية وتكون التحديات الصعبة محفّزاً للتقدم والنجاح. لا توجد إدارة ناجحة بدون تخطيط إداري ناجح فالتخطيط الإداري هو مرحلة التفكير التي تسبق خطوات التنفيذ بل وهي التي تحدد كيفية وموعد التنفيذ وتتنبأ بنتائج التنفيذ كذلك ويعطي البعض للتخطيط الإداري القيمة الأولى من بين كل عناصر العمل الإداري وتتنوع التعريفات التي تتناول مفهوم التخطيط الإداري من حيث كونه تحديد للأهداف إلى كونه رسم الخطط إلى غيرها من التعريفات التي تتناول أجزاء من عملة التخطيط الإداري نفسها والتي تعتبر تحديد للأهداف وتحديد للبدائل المتاحة ورسم لخطط التنفيذ واتباع الأساليب المناسبة وصولاً لتحقيق النتائج على أن يتم ذلك كله وفق إمكانات المؤسسة ومواردها المالية والبشرية وفق الظروف المحيطة ببيئة العمل وظروف السوق وغيرها من العوامل والتحديات المؤثرة على بيئة الأعمال, وللتخطيط الإداري أهمية كبيرة حيث يساهم في توضيح أهداف المؤسسة المرجو تحقيقها ويوضح كذلك الطريقة المتبعة لتحقيق تلك الأهداف والتوقيت اللازم لتنفيذ كل مرحلة من مراحل العمل وبالتالي يساهم التعامل مع المشكلات حال ظهورها أو تجنبها من الأساس ويهتم التخطيط الإداري كذلك بتحديد الإمكانيات المادية والبشرية واللازمة لتحقيق الأهداف بل وحتى تحديد واختيار الكوادر الإدارية التي سوف تعمل على تنفيذ خطوات العمل وفق مرحله التي تم التخطيط لها مسبقاً ويسهم التخطيط الإداري الناجح كذلك في تحديد أسلوب الرقابة اللازم للتحقق من مراحل التنفيذ وسلامة التنفيذ كما يعمل التخطيط الإداري على تحقيق الارتباط المنطقي بين قرارات الهيكل الإداري للمؤسسة نتيجة لوضح الأهداف وهو ما منع تضارب القرارات والآراء بين القائمين على تنفيذ خطة العمل.
بقلم: م/أ سهير فايح ناصر العطاوي.