كشف أكاديمي سعودي ، عن تسجيل انخفاض في عدد المصابين بمرض «بيتا ثلاسيميا» في محافظة الأحساء، وفي المقابل ظلت معدلات مرض فقر الدم المنجلي «ثابتة إلى حد ما»، على رغم جهود القطاعات والأجهزة في المملكة للحد من انتشار هذين المرضين، عبر التوعية منهما والتقليل من انتشارهما والإصابة بهما.
ودشن محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، أمس «المؤتمر الدولي لأمراض الدم 2019»، الذي نظمته كلية الطب في جامعة الملك فيصل أمس، بالتعاون مع نخبة من أساتذة مركز أمراض الدم والأنيميا المنجلية في جامعة بوسطن الأميركية، بمشاركة «كرسي الشيخ محمد العمران لأمراض الدم الوراثية المستوطنة في الأحساء».
وأوضح عميد كلية الطب في جامعة الملك فيصل الدكتور محمد الفرحان في كلمة ألقاها، أن الجامعة نفذت دراسة بحثية لمدة خمس سنوات تقريباً، كشفت أن معدل الانتشار الإجمالي لمرض فقر الدم المنجلي 49.6 لكل ألف من سكان الأحساء، يشمل ذلك المرضى حاملي سمة المرض والمرضى المصابين، مشيراً إلى أنه لوحظ أن معدلات الانتشار انخفضت بين 2011 و2015 لـ«بيتا ثلاسيميا».
وأشار الفرحان إلى وجود أعلى معدلات المرضين في المناطق الشرقية والجنوبية من المملكة، على رغم اختلاف انتشار اضطرابات الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي وأمراض الثلاسيميا) بين مختلف المناطق، إذ تراوح نسبة انتشار مرض فقر الدم المنجلي بحسب الدراسات المنشورة بين اثنين و27 في المئة في بعض المناطق.
وتطرقً عميد كلية الطب إلى الإحصاءات الصادرة من وزارة الصحة في برنامج الزواج الصحي ضد اضطرابات الدم الوراثية: فقر الدم المنجلي والثلاسيميا من عام 1425هـ حتى نهاية 1430هـ، إذ كان معدل حدوث مرض فقر الدم المنجلي 0.27 في المئة، في حين كان معدل للثلاسيميا 0.05 في المئة.
واعتبر الفرحان معدلات انتشار «بيتا ثلاسيميا» وفقر الدم المنجلي في المملكة ضمن أعلى المعدلات مقارنة في الدول المجاورة في الشرق الأوسط، مبيناً أنه خلال السنوات الأخيرة كان معدل الانتشار الإجمالي لكل ألف من السكان لـ«بيتا ثلاسيميا» هو 13.6 للمرضى المصابين وحاملي سمة المرض بحسب الدراسة العلمية التي أجريت من الفترة من شباط (فبراير) 2011 إلى كانون الأول (ديسمبر) 2015.
وأضاف أنه: «ما تزال صرخات الألم ونداءات الاستغاثة من مصابي أمراض الدم، وذويهم تخترق مسامعنا وقلوبنا نحن الأطباء يومياً في ممارستنا الطبية»، لافتاً إلى أن البعد الاجتماعي والاقتصادي والنفسي لهذه الأمراض «يفوق الوصف والتصور، والمعاناة من هذه الأمراض وتأثيرها على الفرد والمجتمع لا يمكن أن تحصيها الكلمات والأرقام».
وأوضح الفرحان أن اللجنة العلمية لهذا المؤتمر قامت باستعراض ودراسة جميع الأوراق العلمية المقدمة لها، والتي يزيد عددها عن 65 ورقة علمية وبحثية. من المملكة، والولايات المتحدة، وأستراليا، وبريطانيا، وإرلندا، وألمانيا، واليابانن والصين، والهند، ومصر، والسودان، ودول الخليج العربي، وتحكيمها جميعا، وتم قبول 24 ورقة علمية في البرنامج العلمي، و17 ملصقاً بحثياً، فيما تم إقامة أربع ورش عمل على هامش هذا المؤتمر.
بدوره، قال مدير الجامعة الدكتور محمد العوهلي: «إن الجامعة حرصتْ على المساهمةِ الفاعلةِ بإنتاجِ الدراساتِ والأبحاثِ، وتنظيم المؤتمراتِ، وورشِ العمل، والندواتِ العلمية التي تساعدُ في تَدريبِ ونقلِ الخبراتِ، ومواكبةِ التطوراتِ العالميةِ في التشخيصِ والعلاج».
وأضاف: «كان من ثمارِ عنايةِ الجامعةِ في المجالِ الصحي، واستشعار ِدورِها العلمي والاجتماعي والإنساني اهتمامُها الكبير بتتبعِ أبرزِ الأمراضِ المنتشرةِ في محيطِها المجتمعي بالبحثِ والدراسة، وتوظيفِ الإمكاناتِ والخبرات، واستثمارِ الجهودِ العلميةِ في إيجادِ العلاج، والحدِّ من انتشارِ هذه الأمراض، التي كان من أكثرِها انتشارًا أمراضُ الدمِ الوِراثية، ولقد تُرجمَت هذه الجهودُ بإنشاءِ كرسي محمد العمران للأمراض المستوطنةِ في الأحساء».
من جهته، قال عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية الدكتور براين موزيلسكي، في كلمة ألقاها نيابة عن ضيوف المؤتمر: «أمراض الدم، خصوصاً أمراض الدم المنجلية، لها تأثير شديد على السكان في العالم، خصوصاً سكان الأحساء والمناطق المحيطة».
وأشار إلى إقامة مؤتمرات عن أمراض الدم في مناطق مختلفة حول العالم، مؤكداً أهمية إقامة هذا المؤتمر، «لأنه عقد في منطقة استوطن فيها المرض بشكل لا نستطيع التقليل من شأنه».