من منّا لم يُكسر، ويسقط وينهض، ويمر بأضغاث الهزائم!! وناجٍ من هزائم الحياة كمن بُعث للحياة من جديد , برؤية جديدة ومعتقد جديد , ونفس عليلة تستنهض أصوات الطبيعة كوامنها.
أصبح يدرك خفايا الوجود، ويقرأ نبرات الصوت ليعرف ما خلف الصدور، ومعطيات الحروف، وتعابير الوجوه، يرخي أذنه لصوت الطير في السماء، ويستلذ خرير الماء، تداعب روحه أصوات أمواج البحر، ومشهد غروب الشمس، كأنه باحث ينقب عن تصحيح الأخطاء السابقة.
تمج نفسه زيف الأقنعة، وتنفر روحه من خداع البشر ويَشتَمُّ رائحة خبث أخوة يوسف، لا تطيق روحه الأكاذيب المطروحة، ومُصطنع الابتسامة معه كمن يغرس بين اضلعه خنجر مسموم، فكيف له أن يبادله الشعور .... هل رأيتم طفل يُقبِل على خبيث !!
توجع حتى تشربت نفسه الصور والذكريات، بات متفرجاً على ماضي علق بالذاكرة، تستوقفه ( أغنية، ضحكت طفل، دمعة يتيم، صوت اصطكاك السحب في عنان السماء، وقطرات المطر، وبرد الشتاء، تجاعيد المسنين ).
أحاديث مزعجة، تسببت في صداع مزمن وعزلة عن العالم الخارجي، لتُختم بضحكة تستسخف الوقوف عندها، وتنهض لدروب بلا نهاية، قد اعتنقت المغامرة والمجازفة، لا تأبه بالخسائر ، فما قد ذهب لا يعود كما كان، وإن عاد لا يكون بنفس المنزلة، أجاد الهروب وهو بين الجميع .
التعليقات 1
1 pings
فاطمة الجباري
16/06/2019 في 7:10 ص[3] رابط التعليق
قلم مبدع و رسالة هادفة دام نبض قلمك ومداد حبرك المبدع
(0)
(0)