في أي مجتمع من الطبيعي جدًا وجود المشاعر بل هو الأساس الذي تقوم عليه العلاقات ,ومن أجل صحة تلك العلاقة وحتى تبقى مستمرة لأطول وقتًا ممكن يجب أن يلتزم أطراف تلك العلاقة بتحقيق التوازن والعدل والتضحية والوقوف بثبات في وجه تلك العواصف العابرة ...
أن يبقى كلا الطرفين يضيء الجانب المظلم في الأخر , وأن يمده بطاقة العبور كلما تخاذل جسده وتثاقل من مصائب الدنيا ..
أن يزرع في داخله ربيع لانهاية له يصدح في سمائه بلبل بصوت يسرق الروح من بين أنقاضها ,ويبدل صحراء قلبه مروج خضراء وتزهر نفسه بعد شقائها ..
لا أحد يملك ظروف الحياة ولا يستطيع ضبط مُنعطفاتها الجائرة ولا حتى الوقوف أمام نكبتها ,تأتي على الجميع ولا تبقي ولا تذر وستذيق الجميع من نفس الكأس ....
ومما يؤدي للاعتلال وفقدان التوازن هو طغيان أحد الاطراف وجوره على الطرف الأخر ضاربًا بكل الذكريات وكل الأيام البيضاء عرض الحائط ..
والقارئ للواقع اليوم يرى الجميع يستنزف المشاعر بشكل غير مستساغ ولا حتى منطقي وينقسم الناس فيه على شطرين شطر يأخذ ويتباهى وينكر الفضل وشطر يعطي بلا منه ولا أذى ويتعجب ويرسم الأمل بقول :لعل وعسى
الأول : يلحق بنفس الأخر الجرح تلوى الجرح مدعي أن تلك العطايا حقوق يجيب انتزاعها فإن كف عنه العطاء ثار كبركان يأتي على كل شيء والأخرى وقع فريسة سهلة للوفاء وللإحسان والتسويف في الأمل ليتغير الحاصل ...نتيجة طبيعية ومتوقعة للاستنزاف الحاصل وسيل التغيرات في الحقوق.
أقيموا الوزن بينكم بالقسط وعدلوا في أنفسكم ومشاعركم , اعطوا وأصدقوا مع ذواتكم واتركوا عنكم الطمع فيما وراء الأيادي من الأرزاق
واتركوا عنكم زيف العبارات التي أختنق بها المجتمع كاملاً.