مشكلة الإسكان ستحل” بهذه العبارة أشار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ـ يحفظه الله ـ في حديثه لقناة العربية قبل عامين في مواجهة واحدة من أصعب المشاكل التي تعانيها الدول وهي مشكلة الإسكان للمواطنين، اليوم وبعد مرور هذا الوقت القصير تحقق الوعد وبشكل سريع إذ تم تقليص عدد المستفيدين على قوائم انتظار الصندوق العقاري مما يقارب نصف مليون إلى 90 ألفًا، وذلك في أقل من عامين من تغير نموذج عمل الصندوق من الإقراض المباشر إلى دعم القروض الممنوحة من البنوك وشركات التمويل.
وتفصيلاً، بالعودة إلى تاريخ الصندوق العقاري فإنه منذ إنشائه وحتى عام 1436هـ ، صرف أكثر من 255 مليار ريال، ولكن بسبب تعثر المستفيدين في سداد المستحقات واجه تحديات كبيرة في تلبية الطلب، وكان أبرزها صعوبة استمرارية الإقراض، حيث كانت التقديرات تشير إلى أن الصندوق سيحتاج إلى ما يزيد على 40 عامًا جديدة لخدمة جميع المستفيدين المسجلين على قوائمه، من دون احتساب المسجلين الجدد.
وفي يونيو 2017م أعلن الصندوق مرحلة التغيير من الإقراض المباشر إلى الإقراض غير المباشر عن طريق الجهات التمويلية وابتكر البرامج والمبادرات التي تتناسب مع مستفيديه، ولم تخلوا هذه المرحلة من الاعتراضات والانتقادات، ولكن بعد عامين من هذه المرحلة اختلفت الأرقام تمامًا، حيث تم تخفيض فترات الانتظار للمستفيدين، بصدور الموافقات الفورية لأكثر من 390 ألف مواطن كانوا على قوائم الانتظار، والمتبقي تقريبًا 90 ألفًا من أصل 480 ألف مواطن إذ تم إقراض ما بين 12 إلى 15 ألف مستفيد شهريًا وسيعلن عن آخر قائمة مطلع العام المقبل 2020م.
وساعد النموذج الجديد لعمل الصندوق في إعادة هيكلة سوق التمويل العقاري من قِبل مؤسسة النقد العربي السعودي كما حقق نتائج منها أن 90 % من عقود التمويل العقاري الجديدة مدعومة من الصندوق العقاري كما سجل ولأول مرة في تاريخ البنوك السعودية نحو 16 ألف عقد تمويل عقاري في شهر واحد وهذا ما حدث في شهر يوليو الماضي.
وسمح النموذج لأكثر من 121 ألف أسرة بتملك السكن خلال أقل من عامين بالحصول على التمويل العقاري المدعوم فورًا دون انتظار، ودعم بنسبة 100 بالمائة للمستفيدين الذين تقل رواتبهم عن 14 ألف ريال، وحتى نهاية شهر أغسطس قدم الصندوق العقاري أكثر من مليار و375 مليون ريال دعم للقروض العقارية بشكل شهري، كما قدم أكثر من خمسة مليارات ريال و560 مليون ريال لدعم مبادرة العسكريين.