في سبتمبر سنة 2011 انطلقت في رحلة تقصي اعلامية حول ما يعرف باكاديمية التغيير سيئة الصيت والسمعة والتي ترتبط بالنظام القطري او ما بات يعرف شعبيا بتنظيم الحمدين من خلال التمويل والتخطيط وترتبط فكرا وايدلوجية بالداعية القطري من اصول مصرية يوسف القرضاوي المقرب من نظام الدوحة ، اما اهم ادوات الاكاديمية الناعمة في حروب الافكار واللاعنف الدكتور البريطاني من اصول مصرية هشام مرسي وهو متزوج من ابنة القرضاوي والذي يدير الاكاديمية مع افراد من تنظيم الاخوان الدولي ، القرضاوي كان من الداعمين للفوضى تحت مسمى الربيع العربي وكان يوفر الغطاء الشرعي بفتاويه في كل البلدان التي شملتها الموجة الاولى من الحروب الفكرية ، نعم الموجة الاولى وستتبعها موجات طالما لم تتحق مصالح الدول المُستهدفة للعالم العربي ، الرحلة اسفرت عن انتاج وثائقي (البحث عن المؤامرة) وكان اول وثائقي استقصائي يسبح عكس تيار الربيع العربي ويثبت بالادلة ان الثورات ماهي الا زوابع تم تصنيعها مختبريا واطلاقها بشكل مدمر قبل ان تنضج ليولد من رحمها واقعا مشوها لم يصمد طويلا قبل ان يتلاشى بعد فشله في السيطرة على المجتمع ولعل احوال بلدان الربيع العربي اكبر دليل على ذلك ، اثناء رحلة العمل تعرفت على طريقة عمل اكاديمية التغيير التي تقوم على تعريب قواعد حروب اللاعنف وتسويقها في بلدان الربيع العربي ، التي اعتبرتها الاكاديمية بمثابة المجتمعات المُستهدفه كونها كانت تشهد حراكا جماهيريا اقتصاديا في اغلبه ترافقه رغبة فى التغيير الى واقع افضل ، اما الجهات التي ترعى التغيير فهي مرتبطة بشكل او بأخر بمصالح الدول الداعمة للتغير وليس للشعوب نصيب من تلك المصالح ، وفى وسط حالات الحراك التى تشهدها تلك المجتمعات كانت الاكاديمية وشبيهاتها تنشط لدعم حركات التغيير التى تعمل باستخدام حزمة مدروسة من الاستراتيجيات والتكتيكات والوسائل المختلفة من أجل تحقيق أهدافها بالضغط على السلطة الحاكمة ، وهنا كانت المنظومة الفكرية المقربة من القرضاوي تقدم نصائح ظاهرها علمي وباطنها سياسي ، ولا يخفى عليكم ان الناشط المصري وائل غنيم كان من اصحاب الفكر الداعم والمشجع للتغير بادوات اللاعنف لكنه لم يكمل مشواره بعد ان خرج الشعب المصري بغريزته الوطنية لتصحيح الاوضاع في 30 يونيو 2013 لتصبح الكثير من ادوات التغيير التي ترتبط بشكل او بأخر باجندات خارجية خارج الحسابات السياسية الشعبية في الشارع المصري ، ما يفعله وائل غنيم احد اساليب حروب اللاعنف في التأثير على عواطف الناس للدخول الى عقولهم ، ادعاء الجنون او الاختلال الفكري والنفسي اسلوب قديم استخدمته المخابرات الالمانية والروسية والامريكية في ذروة الحرب الباردة ويهدف الى جذب الانتباه اولا ثم اثارت العواطف ثانيا واجزم ان الرجل ممثل كبير لكنه لا يعاني من اي عارض صحي وان اساليب اللاعنف لم يعد لها نفس التأثير في المجتمعات التي عانت من ويلاتها سابقا ، اخيرا ليس هناك قانون يدين مجنوناً لذا يعمد بعض الأصحاء المدركين لهذه الحقيقة بالتحايل للافلات من العقاب لكنهم يقبعون وراء أسوار السجن في نهاية الأمر ، وهنا اجد من المفيد ان اذكركم بقصة حدثت في مصر ، استدعي الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله العالم الحسن ابن الهيثم إلى مصر، بعد ان تسرب له معلومات عن ادعاء ابن الهيثم استطاعته تنظيم فيضان النيل السنوى ، واعدا اياه بالدعم الكامل ومنصب رسمي فلما لم يستطع فعل ذلك ادعى الجنون حتى توفى الخليفة الفاطمى، فعاد إلى حالته الطبيعة واشتغل بنسخ كتب من سبقوه لذا قد يكون ادعاء الجنون طريقة للهرب من ارهاب تنظيم الحمدين الذين اغدقوا المليارات لخلق الفوضى في مصر واللبيب بالاشارة يفهم …؟