اتفق اثنان من المبدعين العرب أن الإلهام الشعري و السردي يأتي للمبدع في حالات و لحظات مختلفة، حيث يكون للشعر تنوعه و بحره و قافيته فيما تبرز شخصيات السرد أمام الكاتب في أشكال ومواقف تتطلب هيكلة فنية تساعده على الكتابة.
جاء ذلك في أمسية حوارية نظمها نادي الرياض الأدبي بالتعاون مع جائزة الملك فيصل العالمية مساء الخميس بعنوان ” حوار الشعر والسرد”، شارك فيها الروائي الكويتي طالب الرفاعي و الشاعرة السودانية روضة الحاج و أدارها د. معجب العدواني وذلك بمسرح الفعاليات بالنادي.
و بينت الشاعرة روضة الحاج أنه لايوجد إجابة نموذجية لاختيار المبدع مجاله ولايمكن للشاعر أن يحدد إيقاع قصيدته و بحرها و قافيتها قبل أن يكتب مطلعها فتنساب المشاعر، مشيرة أن الإبداع تكون لها بداية بالقصة القصيرة كتجارب قديمة لم تستمر حتى انجذبت للشعر من والدها وهو يؤدي لون ” الدوبيت” الشعبي في السودان ويبرز بكلمات فصيحة و وزن جميل اسهم في كتابتها أولى قصائدها فكانت بوزن و تنظيم عرفته فيما بعد بموسيقى الشعر.
و اعتبرت الحاج أن المسرحيات الشعرية تشكل مصدرا إبداعيا متجددا ولها تجربه قريبة لتحويل رواية (مريود) للراحل الطيب صالح لمسرحية شعرية، ممتدحه تخصيص فرع جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر المسرحي، ثم ألقت عددا من قصائدها .
و بين الروائي طالب الرفاعي أن أي عمل سردي يبدأ بفكرة وهي تلوح كفرصة ثمينة تأتي في وقت واحد ثم تنمو في ذهن الكاتب خلال أسبوع أو شهور وربما سنوات حتى تنضج وتتكامل فتظهر في هيكل مرسوم للعمل الروائي يكشف الملامح الرئيسية للرواية و حينما يكتمل تبدأ الكتابة، مشيراً إلى ان الحب جذبه للرواية والقصة فترة عمله الهندسي للعمل الإبداعي القصصي، موضحا أنه تعلم القصة من عمته الضريرة التي عملته متعة ” الحكي” المكون المهم للعيش والتاريخ وحفظ الموروث ويثبت المشهد الإنساني لدى المتلقي.
وقال الرفاعي ” لا أطيق قراءة رواياتي”، كاشفا أنه يكتب التخيل الذاتي في رواياته وينقل تجاربه في كل نصوصه، مستشهدا بالفصل الثاني من رواية ” رائحة البحر” التي سجل فيها تجربة ولادة المرأة بعد حضوره ولادة بناته الثلاث إضافة لوقوفه على رأس سبع أمهات وهن يلدن ويعانين ألم المخاض ليعيش تفاصيل الحالة ويكتب عملا روائيا أهله للفوز بجائزة الدولة وترجمة الرواية للغات أخرى، معتبراً تحول الروايات لمسلسلات تلفزيونية تجارب لم تنجح .
و تداخل الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيل حول القصة القصيرة والرواية وحقيقة أن القصة القصيرة يكتبها الشباب و الرواية يكتبها أهل التجربة والخبرة .. ثم نقل مداخلته صوب الشاعرة روضة الحاج متسائلا سؤالا عن المحفز الإبداعي للمرأة الشاعرة .
وشارك في المداخلات الدكتورة زكية العتيبي و منصور العمرو و حنان القعود و أروى الحكمي و محمد التيجاني حيث تساءلوا حول العلاقة بين الإبداع و المكان و الحالة الشخصية.
و في ختام الأمسية وجه رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الدكتور صالح المحمود شكره لأمانة جائزة الملك فيصل العالمية ولأمينها الدكتور عبدالعزيز السبيل على الشراكة الفاعلة مع النادي التي أنتجت هذه الأمسية الحوارية مع اسمين بارزين في الحراك الأدبي العربي ، شعره ونثره .
ثم قام د.المحمود بتكريم الروائيطالب الرفاعي والشاعرة روضة الحاج ، كما كرم رئيس النادي الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيل .
04/10/2019 5:42 م
الحب و الأب يجذبان روائي و شاعرة للإبداع في أدبي الرياض
الرأي - الرياض
الرأي - الرياض
لا يوجد وسوم
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6469830.htm