تعد بلدة مَعَقْلا ( الشملول ) مركزا يتبع محافظة قرية العليا المربوطة إدارياً بالمنطقة الشرقية ، وموقعها جنوب الصمان شمال محافظة رماح بمسافة ( ١٠٠ ) كلم تقريباً، وعند وصولنا للبلدة في زيارة خاصة للشيخ ناصر العطني رئيس مركز ( مَعَقْلا) سابقاً وأحد أبرز رجالاتها ليحدثنا عن سيرته ويعطينا نبذة عن بلدة مَعَقْلا وقصرها الحكومي فكان هذا اللقاء السريع معه.
س1/ ضيفنا الكريم يود القارئ أن تحدثه عن سيرتك الشخصية ومشوارك العملي ؟
ج ١ / الاسم : ناصر بن محمد بن عبدالله العطني من قبيلة حرب ، ولدت في بلدة الرس التابعة لمنطقة القصيم ، ولم التحق بدراسة نظامية؛ لكنني استطعت بجهود ذاتية أن أتعلم القراءة والكتابة ، قدمت للشملول وأنا صغير مع والدي و كان يعمل ضمن موظفي أرامكو الذين كانوا ينقبون عن البترول في شمال البلدة واستقريت فيها من ذلك الحين إلى الآن، التحقت بالعمل في إمارتها عام ١٣٩٨هـ موظفا ثم أميرا من عام ١٤١٠هـ حتى تقاعدت عام ١٤٣١هـ.
س٢/ أنت ممن عاصر الشملول في بداية تكونها كبلدة حدثنا عن بداية تأسسها ؟
ج ٢ / بلدة الشملول فيها مركز إمارة حكومي يتبع محافظة قرية العليا المربوطة إدارياً بالمنطقة الشرقية، وموقعها جنوب الصمان شمال محافظة رماح بمسافة ( ١٠٠ ) كلم تقريباً، أما بداياتها فكانت مع تنقيب شركة أرامكو عن البترول في صحراء الشملول ، وعند إنتهاء فترة التنقيب تم نقل معسكر الشركة المسمى ( الكنب ) المكون من خيام إلى الظهران ورأس تنورة وأمر الملك عبد العزيز أن تبقى البئر سبيلاً لسقيا القوافل التي تنقل المواد من الجبيل إلى سدير، والقصيم، والرياض عن طريق الدرب المعروف المسمى ( الكنهري) الذي يمر بالقرب من البلدة، وقد استفاد البدو من هذه البئر في سقيا مواشيهم، كما استفاد منها أصحاب القوافل التجارية ، و قامت الحكومة و عينت فيها منصوباً مقره في خيمة معه ( خويا ) لتنظيم حركة البادية الذين يتوافدون على المورد من جميع القبائل، ثم أمر الملك عبدالعزيز ببناء القصر الحكومي عام ١٣٦٤هـ ليكون مقراً للإمارة ، و اللاسلكي (البرقية) والبريد ، والشرطة فيما بعد.
س ٣ / متى بدأ العمران في البلدة ؟ وما أبرز الدوائر الحكومية فيها ؟
ج٣ / بدأ الاستقرار في البلدة عام ١٣٦٤هـ و كانت المنازل من الزنك، وبيوت الشعر ثم بنيت بعض البيوت من الطين ، وفي بداية الثمانينيات الهجرية بدأ يتوافد عليها بعض أبناء البادية ممن فضل حياة التحضر والاستقرار على حياة التنقل والترحال ، ثم تطورت المباني حتى وصلت لحالتها الراهنة الآن.
أما الدوائر الحكومية فهي : مركز إمارة، ومخفر شرطة ، ومكتب بريد ، ومحطة أرصاد ، ومستوصف أنشأ عام ١٣٨٠هـولايزال ، ومدرسة ابتدائية ومتوسطة للبنين أغلقت هذا العام بسبب قلة أعداد الطلاب ، ومدرسة ابتدائية للبنات ، كما تتمتع البلدة بخدمة الكهرباء منذ عام ١٤٠٣هـ ، وخط أسفلت يصلها بالطريق الرابط بين رماح وقرى الصمان، ويوجد فيها جامعتقام فيه صلاة الجمعة، و بعض الدكاكين البسيطة.
س ٤ / ما هو الدور الذي لعبته بلدة الشملول ( معقلا ) في ذلك الوقت و أكسبها أهمية ميزتها عن القرى التي حولها ؟
ج ٤ / تزامن مع تأسيس القصر إنشاء محطة محروقات من الحجر والطين تسمى ( قاز خانه) ملحق بها خزانات للبترول لتمد السيارات الحكومية القادمة من الرياض و رماح وما حولها بما تحتاجه من البنزين تحت إشراف موظفي المالية لمن يعتمد لهمالصرف بأمر من الملك عبدالعزيز رحمه الله ، كما أن القصر الحكومي الشامخ أكسبها أهمية فكانت السيارات تقف عنده وتحمل الركاب للرياض والكويت بعد أن كانت هذه الديار متاهات لا أنيس فيها ولا جليس، كما ساعدت الدوريات التي تنطلق من بلدة معقلا ( الشملول ) في إرساء دعائم الأمن في ذلك الزمن.
س٥ / الشملول و معقلا اسمان يطلقان على البلدة حدثنا عنهما و أيهما المعتمد الآن ؟
ج ٥ / الشملول هو الاسم الأقدم للبلدة والدارج على ألسنة البادية وسميت بذلك لقربها من روضة الشملول الواقعة غرب البلدة ولا يزال هذا الاسم مكتوب في خرائط أرامكو ومعروف عند البادية المحيطين بالبلدة .
أما معقلا فهو اسم لروضة معقلا الواقعة جنوب البلدة، وهو الاسم المعتمد عند الحكومة وفي المخاطبات الرسمية؛ لكن ما يلفت النظر أن بعض من ينطقون هذا الاسم يقولون أم عقلا والصحيح نطقها المتصل هكذا ( مَعَقْلا ) بفتح الميم والعين وسكون القاف.
س ٦ / من هم الأمراء الذين تعاقبوا على إمارة البلدة حتى قدت دفتها إلى أن تقاعدت؟
ج ٦ / البلدة تعتبر تجمع حكومي وليس قبلي ومن يستلم زمام الأمور فيها يسمى (أمير )حتى تغير الاسم فيما بعد إلى مسمى ( رئيس مركز ) وممن تولوا إمارة معقلا محمد بن عبدالله من أهل الخرج ، ثم خلفه ( الهزاني )، ثم علي اليمني من أهل الخرج لمدة ( ١٠ ) سنوات، ثم عبدالله النفيعي من خويا ابن جلوي، ثم خلفه علي بن سيف، ثم أتى بعده ابنه فهد بن علي بن سيف، ثم عينت بعده لمدة (٢١) عاماً حتى تقاعدت عام ١٤٣١هـ.
س ٧ / حدثنا عن جهاز البرقية في القصر ؟
ج ٧ / البرقية أهم جهاز في القصر حيث كانت حلقة الوصل بين الحكومة والمواطنين في حفظ الأمن وتنفيذ أوامر الملك ، وأذكر من موظفي البرقية في قصر معقلا شخص اسمه عامر هاشم من أهل جدة ، ومنصور الصالح من أهل عنيزة ، ثم محمد العطيوي وعبدالعزيز بن عيدان ، و قد توقف عمل البرقية عام ١٤٠٥هـ .
س ٨ / ماهي أبرز المعالم في بلدة معقلا ؟
ج ٨ / لعل قصر الحكومة هو الأهم و قد رممته وزارة التعليم ممثلة في وكالة الآثار عام ١٤٢٦هـ لكنه الآن يشكو من الإهمال وعبث العابثين، وقد ضاعت وثائقه المهمة التي كانت فيه بسبب أعمال الترميم والإهمال.
ومن المعالم محطة المحروقات ( قاز خانه ) التي بنيت في الستينيات الهجرية ولازالت آثارها واضحة للعيان ، و كذا المورد المائي غرب البلدة.
أما المعالم الطبيعية فمن الرياض : روضة الشملول، ومعقلة، ومن الدحول : أبا الجرفان والهشامي وأخرى كثيرة ، ومن أشهر دروب القوافل القديمة درب الكنهري الذي يمر بين بلدتي شوية والعمانية.
س ٩ / دام الحديث قادنا إلى الدحول أريدك أن تحدثنا عن أبرز القصص التي دارت حولها ؟
هنا شاركنا الحديث الأخ فهد بن عبدالله الحراجين الدوسري بقوله :
ج ٩ / خرج رجل اسمه فطيس آل قنيبر من رماح يريد أهله في بلدة الحني في الصلب فلما أهلكه العطش نزل ليستقي من دحل أبو سوادة شرق خريص في طرف الصلب من أعلاه لكنه سقط في الدخل فانكسرت يده وظل فيه أيام دون أن يعلم عنخبره أحد، وعندما طالت غيبته بحثوا عنه جماعته في الدحول التي بين رماح والحني حتى وجدوه في إعياء شديد فنزل أحدهم بحبل ومعه زمالة ليركبه فيها ويغطي نظره خوفاً عليه من العمى بعد ظلمة الدحل، وأنقذوه بعد موت محقق وقد رأيته بعيني وقد انعطبت يده من جراء تلك الحادثة والله المستعان.
س١٠ / يلاحظ الزائر للبلدة قلة أعداد سكانها هل تشكو البلدة من هجرة معاكسة للمدن ؟
ج ١٠ / نعم أغلب سكان البلدة رحلوا منها للمدن مثل رماح والرياض وخلفهم فيها غيرهم غير أن عدد السكان قليل جدابالنسبة لما كانت عليه البلدة في عصرها السابق.
س ١١ / كلمة أخيرة تود أن نختم بها هذا اللقاء ؟
ج ١١ / أتمنى أن يعاد النظر في وضع قصر معقلا وأن تتعهده الجهة المسؤولة بالعناية والاهتمام فهو الآن يشكو الإهمال مع أنه معلم بارز وشاهد حي على بداية تأسيس بلادنا حفظها الله.