تعددت اتجاهات الإشراف التربوي الحديث وأشكاله في عهد شهد الكثير من التطورات على الصعيد التربوي، ويأتي هذا التعدد من أجل تلبية متطلبات العهد الجديد الذي رافقه الكثير من التحدمما زاد من مهام المشرف التربوي ومسؤولياته، فمن الأنواع الحديثة للإشراف التربوي ما يلي:
1-الإشراف التصحيحي:
يعد الإشراف التصحيحي من الأنواع التي تنظر إلى المشرف التربوي كميسر ووسيط إشرافي وقائد ينير السبل ويصحح المسار بعيدا عن إلحاق الأذى النفسي بأي فرد في العملية التعلمية وبما يكفل تحقيق الأهداف المنشودة في أجواء من الثقة والاحترام المتبادل قائمة على الحجة التربوية المقنعة فيتم تشخيص الخطأ وتصويبه والخروج بمعادلة يكون ناتجها إيجابيا لجميع الأطراف. وفي الإشراف التصحيحي، يلاحظ المشرف التربوي لدى زياراته الميدانية للمعلمين في مدارسهم بعض الأخطاء في إعداد الخطط اليومية أو الفصلية، أو بعض العيوب في الطرق التي ينتهجها بعض المعلمين، أو ضعف في إدارة الصف، أو في أي جانب له علاقة بالعملية التعليمية التعلمية داخل الصف أو خارجه، ثم يقوم بالتحاور مع المعلم، وبناء الخطط الإجرائية التشاركية، واعتماد التوثيق والمتابعة المستمرة للمعلمين كإجراء هام، والتعاون مع إدارات المدارس في تنفيذ البرامج التصحيحية، وتعريف المعلم بالبدائل التي يمكن أن تكون أكثر مناسبة للمادة الدراسية أو للمرحلة التعليمية، في ظل أجواء تسودها الثقة والاحترام المتبادل على تصحيح المسار.
2-الإشراف الوقائي:
المشرف التربوي وفقا لهذا النوع يملك من السمات القيادية ما يجعله أهلا لتبصر الظاهرة التربوية، واكتشاف جوانب الخلل قبل استفحاله، فخبرة المشرف تمكنه من أن يصبح قادرا على التنبؤ بصعوبات العمل ويراعي عند إعداد الخطط الإشرافية حاجات المعلمين بدقة وشمولية ويدوّر من حوله في البيئة المدرسية. فتُضعِف الخطط الوقائية احتمالات الوقوع في الأخطاء، وبالتالي يقوم بتشخيص الظاهرة تشخيصا دقيقا، وإعداد الخطط العلاجية المناسبة، لتوثيق العمل الإشرافي الميداني، ثم توظيف التغذية الراجعة التطويرية في تقديم الخدمات الإشرافية، والاطلاع على الوقائع حيث تحدث.
3-الإشراف البنائي:
البناء يقوم على الأسس المتينة التي تكفل الصمود التربوي أمام العولمة والتوسع في المعلومات وتشعب المسؤوليات وتعددها، وهو لا يقوم على التصيد للعثور على الأخطاء، وينتقل الإشراف التربوي هنا من مرحلة التصحيح إلى مرحلة البناء، وهو وسيلة تمكن المعلم من تطوير نفسه والارتقاء بأدائه نحو الأفضل بعيدا عن الخوف من إرهاب المشرف، لذا ينبغي أن تنصب أنظار المشرف والمعلم على المستقبل، حيث لا تقتصر أهمية الإشراف على تحديد الأخطاء والتنبه بها بل يتم الانتقال الى البدائل الإيجابية التي تخدم العملية الاشرافية، ويجب على المشرف التربوي أن يكون متبصراً لما يدور من حوله، والعمل على تكوين معلومات تراكمية عن أداء المعلم، وتحديد حاجاته الإدارية والفنية تمهيدا لتلبيتها وفق أولويات يضعها بالتعاون مع مدير المدرسة.
ومما يسهل نجاح الاشراف البنائي العمل على استحداث سجلات متابعة فردية للفئات المستهدفة من المعلمين، واستخدام أفضل الإمكانات المدرسية والبيئية في خدمة التدريس، وتشجيع النشاطات الإيجابية وتطوير الممارسات السائدة عند المعلمين الخبراء، وإشراك جميع المعلمين في رؤية ما يجب أن يكون عليه التدريس الجيد، وكذلك تشجيع النمو المهني للمعلمين وإثارة روح المنافسة الشريفة بينهم.
4-الإشراف الإبداعي:
الإبداع من متطلبات العصر الحديث والإشراف التربوي أحوج ما يكون للإبداع، فالإشراف الإبداعي يعمل على تحرير الفكر والإرادة وإطلاق الطاقة عند المعلمين لاستثمار قدراتهم ومواهبهم إلى أقصى حد لتحقيق الأهداف التربوية، ويكون المشرف نظمي يعمل بتعاون مع الآخرين، وتشاركي المبدأ يستثمر طاقات الجماعة لتحقيق الإبداع معتمدا على النشاط الجمعي والعلاقات الإنسانية الإيجابية، وعلى الإيمان بإمكانات المعلمين والثقة بقدراتهم على تطوير وقيادة أنفسهم، كما يغذى نشاطهم الإبداعي ، كتجريب طرائق جديدة واشتقاق وتوظيف وسائل تعليمية مميزة، أو استحداث أساليب إبداعية لإدارة الصف، وتنظيم مواقف التعلم أو إجراء الاختبارات وتصحيحها وتحليلها وتشخيص جوانب الضعف بطريقة إبداعية.
ندى طلال جستنية
مشرفة تربوية في رياض الأطفال
مكتب تعليم الروابي بالرياض
التعليقات 1
1 pings
Taleen
29/12/2019 في 1:32 م[3] رابط التعليق
الموضوع جميل جداََ
(0)
(0)