نقلا عن صحيفة أثير العمانية أنه أثناء الجلسة المشتركة بين مجلسي العائلة المالكة الكريمة والدفاع أمس الأول السبت، رفع معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني ظرفًا بُني اللون، مُشمّعًا باللون الأحمر، كُتِب على أحد جوانبه “للحفظ في وزارة شؤون مكتب..”، فإلى ماذا يُشير هذا النص؟
ببحث لـ “أثير” وجدنا أن الاسم كاملًا هو “وزارة شؤون مكتب القصر”، وهو أحد المسميات لـ “المكتب السلطاني” بمسمّاه الحالي، حيث تدرج ذلك وفقًا للآتي:
1- 1976م: صدر قرارٌ سلطانيٌ رقم 1/76 بتعيين مدير لـ “مكتب القصر”، اعتبارًا من 1 مارس 1976م.
2- 10 أكتوبر 1989م: صدر مرسوم سلطاني بتعديل اسم “مكتب القصر”، ليصبح “وزارة شؤون مكتب القصر”.
3- 8 أكتوبر 1996م: صدر مرسوم سلطاني بتعديل مسمى “وزارة شؤون مكتب القصر” إلى “وزارة مكتب القصر”.
4- 1 نوفمبر 2000م: صدر مرسوم سلطاني بتعديل مسمى “وزارة مكتب القصر” إلى “المكتب السلطاني”.
وعليه فإن النص الموجود على الظرف يُشير إلى الفترة التي كان فيها مسمّى “وزارة شؤون مكتب القصر” موجودًا، وهي من “10 أكتوبر 1989م إلى 8 أكتوبر 1996م”.
ماذا يحمل الظرف؟
يحمل الظرف خمس رسائل موجهة من السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله-؛ أربعة منها لمجلس العائلة الكريمة عبر مجلس الدفاع، وخامسة لمجلس الدفاع، حسبما أوضحه معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني الذي كان حاضرًا في الجلسة، وقرأ نص الرسالة الأولى، التي قرأها أيضا معالي الفريق أول وزير المكتب السلطاني.
اختيار السلطان الجديد
حسب المقطع المرئي المنشور للجلسة فقد تضمنت الرسالة الأولى الموجهة من السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- إلى مجلس العائلة الكريمة عبر مجلس الدفاع اسم سلطان عمان الجديد. وقد نصت بـ “ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أصحاب السمو أعضاء مجلس العائلة الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقد حملكم النظام الأساسي للدولة أمانة عظيمة، وكلفكم مهمة جسيمة، بإسناده إلى مجلسكم الموقر مسؤولية تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم وذلك خلال الثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، وحيث إن مجلسكم الموقر لم يتفق على اختيار سلطان للبلاد في المدة التي حددها النظام الأساسي للدولة، فإننا بعد التوكل على الله، ورغبةً منا في ضمان استقرار البلاد؛ نُشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق؛ وذلك لما توسمنا فيه من صفاتٍ وقدراتٍ تُؤهله لحمل هذه الأمانة. وإننا إذ نضرعُ إلى الله العلي القدير أن يكون عند حسن الظن الذي دعانا إلى اختياره، والثقة التي دفعتنا إلى تقديمه، فإننا ندعوكم جميعًا إلى مبايعته على الطاعة في العُسر واليُسر، والمنشطِ والمكره، وأن تكونوا له السند المتين، والناصح الأمين، مُعتصمين دائمًا تحت قيادته بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير، متجنبين كل أسباب الشقاق والفرقة، والتنديد والتناحر، عاملين بقوله تعالى “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” صدق الله العظيم. وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قابوس بن سعيد”.
“رسالة” وليست “وصية”
لم ترد كلمة “وصية” في النظام الأساسي للدولة الذي صدر يوم 6 نوفمبر سنة 1996م، وإنما كلمة “رسالة”؛ حيث نصت المادة السادسة منه بـ : يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتـقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطـان للبلاد قام مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي “رسالته” إلى مجلس العائلة.
انتقال سلس
يُذكر أن مجلس الدفاع نجح في ضمان انتقال سلس للحكم عبر أربع خطوات في سبع ساعات فقط من صدور بيان نعي السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله. وقد نشرتها “أثير” في خبر سابق.
تمثلت في:
أولًا: مخاطبة مجلس العائلة واستمرار الانعقاد حيث أصدر في الساعة الرابعة وست وخمسين دقيقة من فجر يوم السبت بيانه الأول.
ثانيًا: الاجتماع وفتح الرسالة، حيث عقد مجلس الدفاع اجتماعًا مع مجلس العائلة المالكة الكريمة لفتح الرسالة.
ثالثًا: تثبيت السلطان الجديد، فبعد فتح الرسالة عقد مجلس الدفاع جلسة مشتركة مع مجلس عمان لتثبيت السلطان الجديد بحضور مجلس العائلة المالكة الكريمة.
رابعًا: البيان الختامي، الذي أصدره مجلس الدفاع في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت أي بعد سبع ساعات تقريبًا من صدور بيان ديوان البلاط السلطاني بنعي السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله-.