الأزمات تخلق المواقف الجيدة والسيئة وتبين كفاءة الأشخاص وتكشف ضعفهم، لكن هذا لا ينطبق باي حال على العمل المخابراتي الذي يفترض أنه لا يخضع للتخمين ولا لإجراء التجارب بوقت الشدائد، بل يبنى على أُسس علمية وتدريب نوعي ومعايير دقيقة، ومراقبة وتقييم داخلي لا يتوقفان -هكذا يفترض-.
موظف المخابرات بشكل عام إذا لم يكن متسلحاً بالمعرفة الشاملة خلال مراحل التعليم العام والعالي، ولا يمتلك الإرادة القوية لمواجهة التحديات، وإذا لم يكن لديه إيمان مطلق بقيادته وبعدالة قضايا بلاده، فهو هنا لن يكون ضابط مخابرات محترف ولن يحقق النجاح المهني، وبالتالي فهو يعتبر موظفاً عادياً ضمن موظفي البطالة المُقَنّعة لكنه بالضرورة ليس ضابط مخابرات وقد يصبح نقطة ضعف إذا أقترب من دوائر العمل المهمة والسريات.
والذكاء صفة، لكنه هنا إسم معتمد لضابط المخابرات intelligence officer فإذا لم يكن كذلك فلا يمكن التعويل عليه حتى وإن أصبح مسؤولاً كبيراً بجهازه الأمني.
كل ما سبق صفات شخصية أساسية، فطرية ومكتسبة يجب توفرها بعنصر المخابرات قبل الالتحاق بالعمل، لكن القوة الحقيقية لهذا العنصر لن تكون فعالة إلاّ بعد فهمه العميق والدقيق لسياسات بلاده وعلاقاتها الدولية ومعرفة توجهات حكومته واهدافها السياسية، وسياساتها الدفاعية والأمنية، ومكامن قوتها ونقاط ضعفها، مع الإلمام الشديد بالتاريخ، ومعرفة تفاصيل قدرات الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء، وصولاً للمقدرة على إعداد الخطط وإصدار الإنذارات، وبعد ذلك يتوفر لديه الشجاعة الفردية والاستعداد الذهني والنفسي لمواجهة صُناع القرارات وصولاً لإقناع المسؤول الأول متخذ القرار.
أما إذا كان المسؤول نفسه على اقتناع بعدم كفاءة مخابراته فلن يأخذ برأي قادتها ولن يعطيها الثقة وهنا تكمن الخطورة التي قد تلحق بالأمن الوطني.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
18/03/2020 في 1:23 م[3] رابط التعليق
بحكم كونك قائد عسكري سابق يوحي انك تعلم مابين السطور اكثر من القر
ان التجهيل الذي تعرض له الشعب اليمني وتسلط امراء الحروب ومشائخ المال
خاصة بالشمال كانا العكازتين اللذين يتعكز عليهما قادة الخوان المفلسين للاسف.
ثم ان حريم السلطان واموالهم له تاثير فعلي مع مايطمح له العصمليون قد يؤخر
ويؤجل نهاية الحوثي وانكفائهم ..وفي نهاية المطاف سينفصل الجنوب لكن
ربما بالكونفدرالية بموافقة دول التحالف العربي …تحياااتي
(0)
(0)