خلق الله سبحانه وتعالى الكون ومن ثم البشر وكان أول البشر وأباً للبشرية هو أدم عليه السلام وأما أم البشرية فكانت حواء عليها السلام خلقهما الله سبحانه ليكمل كل واحدٍ منهم الآخر بالمساندة والتعاون والحب والألفة والاحترام والتواضع ودرء المفاسد عن بعض.
فرأيت من والدتي ( فطيّم عبدالرزاق الجرباء) خيرة النساء في زماننا هذا فهي امتداد لجدتي ( غالية) لأن فطيم أخذت من والدتها حب العائلة والدفاع عن منزلها بكل ما تملك تتعب عقلها بالتفكير كي لا تظلم أحداً، وتمد يدها للمحتاج لتساعده دون أن تحرجه، تحافظ على بيتها من الغرباء والطامعين بحكم اغتراب والدي كثيرا.
منذ صغري وأنا أراها المرأة والرجل بالوقت ذاته، من خلال تصرفها السريع لفك عقد المشاكل وبعض الأمور حتى الكبير والصغير يلتجئ إليها لطلب مشورتها وطلب مساعدتها بحل مشاكلهم، فكانت تلبي رغباتهم وتذهب معهم حين يحتاج منها الأمر الخروج وأنا أقول حين يحتاج الأمر الخروج؛ هو لأنها لم تكن تخرج من البيت قط إلا للضرورة حينما يسافر والدي.
زوجة وأم وحكيمة والملاك الرحيم الذي ينشر الطمأنينة في البيت وخارجه حيث عندما كنت أخرج تبقى معي على اتصال حتى أعود وكذلك تفعل مع إخوتي وأخواتي.
أمي الكريمة والعزيزة ( فطيّم) كم أغبط نفسي لكونك أماً لي بارك الله لكِ بكل مساعيك نحو الخير فأنا أراكِ بكل الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن كرامة المرأة العفيفة والرزينة وصاحبة الصبر الجميل لو يعلم العالم ما تحمله من هموم الجبال التي على كتفك لكانوا احتفلوا بكِ دون نساء العالمين فأجدكِ فيها وكأنها تتحدث عن فطيم بنت غالية.
وأخيراً أقول، كل واحد منا ينظر إلى أمه كأعظم مخلوق وألطف من وجد على الأرض وأنا هذه أمي فهي كالزهرة داخل البيت عبيرها لا ينفد وعندما يتغلغل عبيرها داخل النفس تسودها الطمأنينة.