نلتزم بيوتنا نحن العرب كجزء من هذا العالم الكبير ونعيش لحظات المتابعة لكل شيء يقال عبر الفضاء، ونراقب ما يفعله وباء “كورونا” بالدنيا.
ويطل علينا وعلى مدار اليوم خبراء الفضائيات ونشطاء شبكات التواصل الإلكتروني وهم يمطرونا مشكورين بوابل من النبوءات والتنجيم وهناك غيرهم مشعوذين لم يفوّتوا الفرصة السانحة.
بعضهم بشرنا بأن كل ما على سطح الأرض وما في باطنها سيتغير وللأبد بعد “كورونا”، وحتى الماء والهواء سيكون مختلف .. والبعض بشرنا بحرب مؤكدة ستقوم قريباً جداً بين أمريكا والصين .. وهناك من أكد أن النظام الصحي والإداري بالولايات المتحدة وأوروبا أنهارت جميعها بالكلية وفشلت ولن تقوم لها قائمة .. وقال بعضهم أن الرأسمالية بأكملها تتهاوى الآن والصين الشيوعية المترسملة ستملأ الفراغ فوراً .. وبعض المشعوذين ذكروا أن ثورة الخميني ستنقذ العالم من جميع الأوبئة ولكن في الوقت المناسب .. وإعلام تنظيم قطر وحسن نصر الله والحوثي وحشود إيران المستعربة تنقل صمود ثورة إيران في وجه الاستكبار العالمي وتبرز نجاحاتها النووية والطبية والوقائية لحماية شعبها من “كورونا” وأنها ستشمل برعايتها الصحية المستضعفين في العالم حتى في النرويج والسويد! ولم تنسى تلك الأبواق الإشارة الى إنهيار النظام الصحي السعودي في مواجهة هذا الوباء!! بعكس الحقيقة وما يقوله العالم وشر البلية ما يضحك.
كل ماسبق هو قليل من كثير يقوله عبر الشاشات يومياً المنجمون والمتكهنون والمجتهدون لمرحلة مابعد “كورونا” أو “كوفيد19″، ولهم الشكر مرة أخرى، عدا المشعوذين مخالب إيران وأبواقها فهم لا يستحقون.
أما التاريخ وأحداثه ودروسه المستخلصة فتقول أن مرحلة مابعد “كورونا” ستعود لها الحياة كما كانت .. ستعمل المصانع من جديد وأكثر مما كانت .. وستحوم الطائرات في سماء العالم وعلى متنها ملايين البشر المسافرين .. وسيكون هناك دول فقيرة هي أصلاً كذلك وستغرق في المزيد وتحتاج للمساعدة .. وهناك أغنياء سيخسرون الكثير جداً لكنهم سينهضون ويعوضون الخسائر ويعيدون عجلة الاقتصاد من جديد .. ستفتح المقاهي أبوابها .. وستُقدم المطاعم للناس أسوأ الأكل وأخطره كالعادة وستقدمه شهياً كما كانت تفعل .. وحتى شرق آسيا سيأكلون الخفافيش والحشرات والثعابين مجددا .. لا شيء جوهري سيتغير في حياتنا عدا أن بعض الحكومات ستعيد تخطيط استراتيجياتها الصحية والغذائية والأمنية والمعلوماتية بشكل حديث .. وهناك دول لن تفعل أي شيء بحسب مواردها وتأثرها وتأثيرها .. وستصبح الصين غداة كورونا في مواجهة مشاكل الحزب الحاكم، وموضوع تايوان وهونغ كونغ.
وستأتي الطيبة فدريكا موجريني من الإتحاد الأوربي لتذرف دمعتين في كلٍ من روما ومدريد وستعتذر لهما بإسم الإتحاد على خذلانهما .. وسيتضح أكثر أن العالم ليس أحادي القطبية كما يقال بل هو متعدد الأقطاب، لكن القطب الأول والأقوى هي أمريكا.
التعليقات 2
2 pings
سبتان
09/04/2020 في 11:51 م[3] رابط التعليق
لا فض فوك
تحياتي لك ابا منصور 🌹
(0)
(1)
محمد الجـــــــابري
14/04/2020 في 1:42 ص[3] رابط التعليق
اشملت وخصصت وابرزت ما سيحصل بعد كورانا بعيدا عن خزعبلات العرب والاعاجم، الا ان الاقطاب مهما برزت لن تصل التفوق على الاقتصاد الامريكي المتين ,لكن مايهمنا كسعوديين شيء اخر وهو التخطيط للاكتفاء الذاتي معيشيا وصناعيا وهذا من صميم رؤية سمو ولي العهد2030 باذن الله ..تحياااتي ابا منصور
(0)
(0)