بعض المواقف تلجمنا فتُعطل لغة الكلام لدينا إما دهشة أو ذهول أو تعجب او صدمة أو فرح وقد يكون حزن أو ألم، هنا يحل الصمت الرهيب الذي يقتطع من وقتك برهة فتصمت رغم عنك وتقف عاجزا عن ردة الفعل حتى تسوعب الموقف وتعود لتعبر عنه بما يناسبه.
دقائق الصمت أحيانًا لا تأتي بغتة بل هناك مواقف تفرض علينا الصمت إما تأملا أواحتراما أو شغفا أو إعجابا وليس تعجبا.
دقيقة وقد تكون دقائق صمت تأملا في قدرة الرحمن على الخلق والإبداع والتصوير وتدبير مافي السماوات وما على الأرض، دقائق صمت ذهولا من هذا الإنسان الماثل أمامك كيف يفكر ويتحدث ويتنفس ويتحرك، ودقائق صمت ذهولا أيضا إثر فقدان قريب عزيز، دقيقة صمت في حضور الجمال في انبلاج النور بعد حلكة الظلام، دقيقة صمت وأذنك تطرب لحفيف أوراق الشجر وخرير الماء وتغريد الطير، دقيقة صمت شغفا بعذب اللتغ في لسان طفل يتعلم نطق الحرف فتكون الراء لام والشين سين، دقيقة صمت إعجابا بذرية يتسابقون في أيهم أكثر برا بوالديهم وقرب لهم ورفقا بهم، دقيقة صمت صدمة وانت ترا من كنت تظنه القدوة قد تخلى عن مبادئه وأتى بما كان ينكره على غيره.
دقائق الصمت قد تطول حين يكون الموقف استثنائيا أو مؤثرا بل موغلا في التأثير تكتفي حينه مع الصمت إما أن تفغر فاهك تعجبا أو بإيماءة أسف او تنهيدة حزن، دقائق الصمت تُحترم أياً كان سببها اذ تُعد تعبيرا مسالما وأنيقا يعتنقه أكثر الناس لطفا إذ قد يأتي كرسالة رفض لتصرف همجي أو بذاءة في اللسان يترفع الشخص السويّ عن مجاراتها فتحضر دقائق الصمت كالشراع الأبيض يتلقف السوء ويحيله إلى حسن وجمال.