يميل الإنسان للركون والاستكانة و هو ما أطلق عليه مصطلحات عديدة مثل الاستقرار و دوائر الراحة أو القناعة و الكثير من المصطلحات لا حصر لها و هي عادة ثابتة و معروفة في النفس البشرية من حيث صياغة المبررات و الخداع النفسي و الإستمراء و أحيانا التكاسل في أمر أو غرض أو سلوك كان صحيحا أم خاطئا وذاك أمر في أنفسنا حيث نعبر عن رضنا به ومن ثم استساغته و تشريعه و تبريره والدفاع عنه فكثير ما يصور الإنسان لنفسه إحتكار الحقيقة ودليله أنه لم يحدث له أمر سيء خلال عيشه واقتناعه بتلك الأفكار و لكن ذاك لا يكفي بأن تكون صحيحة أو بالأصح مفيدة بل أحيانا قد تكون ضارة و حاجبة للفرص و الأمور السعيدة و الممتعة في رحلة الحياة.
و في أحيان قد تضيع أوقتنا في شرح ما هو مفهوم للبعض ونوهم أنفسنا بأننا أمام أناس لا يعون و يفهمون ما نقول أو ما يقال ولكن نكتشف أنهم على العكس بل يعرفون و لكن لهدف خفي يخوضون معنا ويتظاهرون بالجهل .
النفس البشرية تتحكم فيها كثير من العوامل و تشكل منها منهجية وتنتج سلوك دوافعه في جوانب غير مفهومة للمقابل و المتلقي نتيجة لذلك.
ومن هذه العوامل القيم و التربية و التاريخ الشخصي الخفي و منعطفات الحياة وبعض المواقف الصادمة التي تكون تلك الفسيفساء من الاعتبارات و السلوكيات
و عليه تكون معادلتنا السلوكية هي :
فكرة +قناعات ( تبرير )= سلوك
وعود على بدأ يجب أن ندرك من هذه المعادلة وكما قلنا بغض النظر عن صحة أو خطأ الفكرة فذاك ما يحكم ذاك التصرف والسلوك كمنتج نتحمل جوده وعيوبه في الآخر وعليه لنراجع من فترة إلى أخرى و نشك و نشكك في ما نحمل من أفكار و قناعات توجب و تحكم وتقود سلوكياتنا.
قال تعالى : (فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
fhshasn@gmail.com
@fhs_959