أشاد المتحدثون في ملتقى التكامل المعرفي بدور وزارة التعليم في الإرشاد الطلاب أثناء الجائحة، وأبرزوا جانبا من الجهود التي بذلتها الوزارة، سواء على مستوى الجامعات أو المدارس، في تقديم الدعم النفسي والرعاية والإرشاد للطلبة خلال فترة التباعد الاجتماعي. وجاء ذلك في الفعالية التي انعقدت في 23 نوفمبر، ضمن سلسلة فعاليات الملتقى.
وقد عرضت سعادة الأستاذة هيا النغيمشي، مدير عام الإرشاد الطلابي “بنات”، بعض الجهود التي قدمتها وزارة التعليم من خلال الإدارة العامة للإرشاد الطلابي لمواكبة تحديات الجائحة. مبينة أن إدارة الإرشاد الطلابي تمتلك 172 وحدة خدمات إرشادية، وأكثر من 18 ألف مرشد ومرشدة للطلبة. وتنبثق الرؤية المستقبلية لإدارة الإرشاد الطلابي من الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030، المتمثلة في تعزيز القيم والمهارات، ومنها المهارات الاجتماعية والشخصية والمهنية، مما يسهم في بناء الشخصية المستقبلية للطلبة.
وأضافت النغيمشي أن الوزارة أطلقت عددا من برامج الإرشاد خلال الجائحة، ومنها برنامج الهاتف الاستشاري، بإدارة عدد من المختصين بالجامعات ووزارة الصحة، وبلغ عدد المستفيدين ما يقارب 36 ألف استشارة. ومن مبادرات الوزارة برنامج الإرشاد وقت الأزمات، وقد استفاد منه نحو 92% من الطلبة بنين وبنات. ومن مبادرات الوزارة برنامج المهارات المحولة، وقد بلغ عدد الحالات المستفيدة أثناء الجائحة 2167 حالة.
من جانبها بينت سعادة د. سارة بنت عمر العبدالكريم، عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، أستاذة الطفولة المبكرة بكلية التربية جامعة الملك سعود، أن تطوير المهارات التربوية يأتي انطلاقا من أن رؤية 2030 تقوم على ثلاث ركائز أساسية تؤكد أهمية تطوير المهارات الوالدية بما يكفل دعم المواطن في تحقيق تطلعات الدولة في النهوض بها، هذه الركائز هي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الحيوي.
وأوضحت د سارة أن وثائق حقوق الإنسان تنص على حفظ حقوق الطفل، والمحافظة على احتياجاته. وهذا يقتضي أهمية تقديم خدمة الإرشاد الأسري لمساعدة أفراد الأسرة في معرفة أدوارهم ومسؤولياتهم.
وقد أكدت د سارة أهمية استمرار برامج الإرشاد الأسري، وحاجة المجتمع الماسة إليها، ولا سيما مع آثار الجائحة. وعرضت لتجربة برنامج “استشارة مع سارة”، الذي يهدف إلى تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ ليواكب البرنامج التوجهات الإعلامية الحديثة في فتح الحوارات البناءة لإكساب واكتساب وتطوير المهارات الوالدية والتربوية.
وفي ورقتها عن تبدل الأدوار الاجتماعية خلال الجائحة، حذرت سعادة د. نور المديهش – استشارية الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك سعود – من الهزيمة النفسية جراء الخوف من آثار كورونا، وما يترتب عليه ذلك من أمراض نفسية وقلق، وأكدت على أهمية معالجة ما يترتب على تلك الآثار. وأوضحت أن الجوائح تمتد آثارها إلى رؤية الأفراد والمؤسسات للمسؤوليات، والأدوار الاجتماعية.
وأضافت د المديهش أن الأزمات تؤدي إلى تبدل الأدوار النفسية لمواكبة تغيرات الجائحة، حيث تتبدل كثير من العادات والاهتمامات والمسؤوليات خلال الجائحة، على مستوى الأفراد والمؤسسات، ومن تلك الأدوار التي تظهر في الأزمات: إسناد اللوم على الآخرين (بتحميلهم تبعة ما حدث)، وإسناد المسؤولية (بتحميلهم معالجة الحدث)، ودور الضحية؛ فيستسلم للوباء دون بذل أي جهود للوقاية. ومن ثم يتأكد دور الإرشاد النفسي في هذه الجائحة، وذلكبالعمل على تخفيف الآثار النفسية.
وخلصت الجلسة التي أدارها سعادة أ. د. عبد الله بن أحمد الزهراني، أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة أم القرى إلى ضرورة تفعيل عملية التوجيه والإرشاد عن بعد في ظل التباعد الاجتماعي؛ لتمكين الطالب من القيام بدوره في التوعية الأسرية والمجتمعية في ظل الأزمات، والدعوة إلى إنشاء وحدات خدمات إرشادية افتراضية، يشارك في تفعيلها ذوو الاختصاص من وزارة التعليم وجهات أخرى، وأهمية موائمة برامج وخدمات الإرشاد الطلابي الحالية بما يتوافق مع مستجدات المرحلة ومتطلباتها. كما أكدوا على أهمية تغيير ثقافة المجتمع وتعزيز ثقته بالتعليم الالكتروني، وعدم إغفال أهمية الجانب النفسي والمعنوي جنباً الى جنب مع الجانب الأكاديمي.