اليمن موقعه الجغرافي يؤهله للتميز التنموي والإقتصادي، وشعبه نشيط محترم يستطيع التفاعل الإيجابي مع محيطه العربي والإفريقي، لكن حظه العاثر لم يسعفه حتى اللحظة لظروف داخلية متوارثة.
واليمن علاقاته بالمملكة تاريخياً تصب في مصلحته بالمطلق، ومهما حاول أعداء البلدين الدخول لتخريب الساحة اليمنية من باب المساعدة الوهمية لإيذاء المملكة فهم بالنهاية لا يستطيعون توفير معشار ماتوفره الرياض لليمن في عام واحد.
واليمن يبدو أن مستقبل علاقاته بالمملكة أيضاً ستكون لمصلحته بشكل كبير نحو تنمية حقيقية ولكن ربما وفق شروط واضحة تستهدف تحديث وهيكلة المؤسسات السياسية والإدارية والتعليمية وتصحيح مسار القادة وتخليها عن العبث بمؤسسات الدولة والتوقف عن طعن وطنهم وشعبهم وجيرانهم كما فعل الزعيم وأحزابه. “رحمه الله”.
واليمن الحالي حتى قبل أن يزول الإنقلاب الحوثي الإيراني، أمامه فرصة تاريخية للنهوض الشامل إذا توفرت له القيادات النزيهة والمخلصة من “الشباب”، لأن “الشيبان” هناك يهتمون بمصالحهم لا باليمن ويصعب إصلاحهم فيما تبقَّى، وحينها سيتجه اليمن نحو حياة أفضل بنظام المؤسسات الحديثة للمرة الأولى بتاريخه.
واليمن على قياداته الحالية أن تعي أنها الأسوأ عبر التاريخ وأن إصرارهم على هذا النهج المتوارث اللامسؤول بعيداً عن مفهوم إدارة الدولة الحديثة قد يضطر الرياض الى أن تنفض يدها عنهم فجأة كما فعلت مع زعماء الطوائف بلبنان الذين أفْقّدُوا دولتهم كل الإتجاهات الصحيحة بسبب تخلفهم وجشعهم وفسادهم، وهاهم تحت أقدام إيران بلا سيادة ولا احترام دولي والمواطن جائع ومقهور، مع أن لبنان شعبه محترم ذو خبرات وذكاء وشطارة، لكن قياداته الحالية غير محترمة.
واليمن بهذه الوضع السياسي المُخجل قد يكون آخر العلاج معه التَّرك. ومن يضمن أن الرياض لن تدع اليمنيين يجربوا حظوظهم مع آخرين في هذه الدنيا العريضة بمن فيهم إيران وتركيا وذيولهم. صحيح أنهم سيعودون اليها لكن بعد الخراب وحينها لن يعود الدعم الإستثنائي القديم. وفي كل الأحوال وعند أي تغيير في العلاقات لن تتجاهل المملكة المخاطر المحتملة والمؤكدة على أمنها الوطني وعلى أمن حدودها وستقوم بتأمينها بشكل قوي مغاير ومستدام قد يفاجئ الكثير.
ولليمن وغيره، لا شيء بعد اليوم يمكنك الحصول عليه من علاقاتك بالسعودية إذا لم تكن بمستوى الصدق والتعاون والنزاهة والإيمان بمنطق ونظام الدولة وتفعيل مؤسساتها واحترام العلاقات ومصالح الجيران وفق المفاهيم الدولية.. إن كنت على مستوى مصداقية الدولة المحترمة ذات القيادة الوطنية النزيهة الواضحة التي تحترم المواثيق والتعهدات فستجد نفسك شريكاً للمملكة في البناء والتنمية والاستقرار والدعم. هكذا نقرأ.
واليمن يستحق مستقبلاً يليق بإنسانية أطفاله وكرامة نساءه ومستقبل شبابه. فأين المثقفين وقادة الفكر الوطنيين المستقلين القادرين على بناء مشروع دولة خارج هذه التشكيلات الحزبية البائسة والمهترأة. الموضوع القادم ربما حول الجنوب.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.
التعليقات 1
1 pings
SALEH ALBASSAM
23/02/2021 في 2:11 م[3] رابط التعليق
كلام سليم و واقع مأساوي يعيشه اليمنيين بإسباب القيادات العاجزة عن الاهتمام بالدوله و تطويرها للأفضل. همهم الاول ان يبنوا ثرواتهم ع حساب حياة ابناء و شباب اليمن من غير اهتمام بالعواقب. نعم اذا تخلت عنهم السعوديه فلها الحق بعد كل هذه السنوات و المليارات والدماء المختلطه بين الطرفين. لا تغيير في التفكير. تركهم اولى من التمسك بهم.
(0)
(0)