وتمضي الأيام في عَجَل.. لا تتوانى؛ لأنها بتدبير من الله - عز وجل .. لا تتوقف العقارب ولا تَشْهَق اللحظات إلا بموعد مُحدَّد من عند الله وحده..
وهكذا نسير نحو الأمام ليس عكس عقارب الساعة.. بل عكس ما تتمناه الأنفس وترنو إليه؛ لأننا لا نستطيع أن نُلبي احتياجاتها بالغلبة والقوة وإحداث الفوضى والتصدع في أرضية الواقع بالرغبة العارمة بإحداث تشققات وانكسارات للرغبة في شد الانتباه ولفت نظر من حولنا لنقول لهم: نحتاج منكم فقط (إحساس)؛ لأننا بداخلنا (لهفة شعور)..
ليس هذا مُتطلباتي ولا حاجتي.. أنا بحاجة لله وحده.. ثم فقط ذاتي لأستند عليها.. لتحويل المصاعب إلى سلاسة العيش.. لتحويل المستحيلات إلى مُنجزات.. لتفتيت صرامة الخوف ومحق شوائبه.. وغربلة كل المسميات المتأرجحة في فضاء التهشم والضياع ومنع الزُّجاج من التكسر والتهشم.. والمحافظة على القلوب من الخدوش ونزف الخُذلان..
نعم.. سنصل قريبًا ونُحقق كل ما لم نستطع تحقيقه بالأمس.. بالماضي.. بما مضى.. وبكينا فيه من تعب وإعياء من صدمات العُمر.. سنبذل المستحيل للرُّقي بتلك الأروح المبتلة بنهر صامت بين أروقة التحدي الذي يحتاج فقط لوضع بصمات الأنامل لدفع القطرات لتسقط وتُنعش ما ذبل من وريقات النفس المنكسرة.. لطالما حاولنا عصر تلك الروح لتعيش للكل.. لتنهمر بقوة رُغم الألم.. لتُنعش الأراضي الصامتة رُغم الجفاف.. لتُحيط الجميع بغيمات الرجاء.. ولن نستطيع أن نكون كما نحن بمقدرتنا العيش باحتضان أنفسنا دون ضرر.. وفي كل الحالات لن نستطيع أن نُعتصر بلحظة.. ونبقى بعدها نعض أصابع الندم على حياة الكفاف والبحث عن قطرات تُبلل العروق الناشفة من تلك الشهقات التي جلجلت حنايا الذات وصعقت نتوءات الأدمغة وعاثت ببواطن العمق والخلايا المخبَّأة بين القلب الرقيق جدًّا والعقل الصارم نحو جلد الذات والعقاب المرِّ..
مضى الوقت ونبقى الآن في لحظة صمت.. نُراقب ما حدث في زنزانة الصبر من زوبعة وبين ردهات التخفي من إظهار ما كان مُستترًا في زمن إخفاء الحقائق وطمطمة الفجوات المغْبَرة في دروب العُمر.. لن تكون جلاد نفسك.. ولا المعاقِب لها لتحظى بلقب (القوة).. كُن لنفسك عونًا وحارسًا وحمام سلام وحوائط أمان.. لا تنتزع من جوقة حلقك (عظمة) التحدث والغناء لتُصاب بعدها بالخرس.. ولا تكسر ضلع صدرك من أجل انبعاث ضوء أمل احتضن تلك الأضلع وعليك حمايتها من الحوادث وعواقب الأمور.. لن يستند نبض قلبك إلا عليها.. وحين كسر ضلعك ستصبح نبضات أملك كسيحة نادمة في أرض فسيحة لا تستطيع مزاولة الركض والتحدي.. ستهرول.. نعم.. لكن عند الركض بقوة ستسقط نتيجة تعب وضعف!!
هل هذا ما نُريده لأنفسنا؟!
لا وأَلْفُ لا..
الله خلقنا للحياة والعمل..
لن نفقد هيكلة القوة ولا معيار التحدي ولا نقاط التميز؛ لأننا نحتاج لدعم أو دفعة للوصول إلى القمة.. هذه هي القمم بداخلك..
صهوة نفس..
زنبقة نبض..
دوزنة نظام..
ترتيب فكر..
انبهار شعور..
دهشة تحدٍّ..
نُقطة وصول..
لتصاعد هرمي..
وتحديق عين..
لذروة وقت..
بعدها سنحقق هيبة الحضور ونرفع للجميع راية التحدي ونحن على القمم بكامل مهارات النجاح ولملمة الذات واحتضان الأضلع وانهمار الروح بدون تصدعات.. خيبات.. صدمات.. أحزان.. مخاوف.. وألم على وسائد الحُلم.
حلمي الآن تحقَّق ببرعم أخضر ندي.. وياسمينة مُزهرة مع بياض الورق والودق الذي يُرسل الآن رذاذ انتعاش وغيمات انتشاء يُحلق حولها حمام السلام في دُنيا البشر.
اللوحة / للفنان التشكيلي الأستاذ (فهد الربيق)