جميع المُحاولات فشلت لإنقاذ إيران من ثورتها، وفشلت أيضًا في حماية المنطقة من إرهابها ومنع توسعها، وكانت النّتيجة كارثيّة على العربِ وخاصَّة السُّوريّ والعراقيّ واليمنيّ واللبنانيّ الّذين أصبحوا تحتَ وصاية الحرس الثّوري الإيرانيّ مباشرة.
42 عامًا والثّورة الخمينية تضربُ وتهدم وتقتل بلا توقف والعرب المفعول بهم، إلى درجة أن الخامنئيّ الصّفوي الإثنا عشريّ يُعين المسيحيّ المارونيّ عون رئيسًا لجمهورية قبائل لبنان، ويختار من يحكم صنعاء، ويسمّي إمام الجامع الأمويّ بدمَشق، ويبني بثروات العراق ميليشيات عراقيّة موالية تقتل العراقيّين أنفسهم.
42 عامًا والدّول الخمس الظّالمة بمجلسِ الأمن لا تكترث بالمذابح في المنطقة العربيّة ولا يحركها جريان
أنهار الدّماء الّتي يرتكبها حرس إيران وميليشياته بحق الشُّعوب العربيّة والكرديّة والإيرانيّة.
هل تبقى أي خيار ممكن لردع طهران وإقناعها بالتّوقف عند هذا الحد من العداء؟! نعم يوجد.. وبما أن ثورة إيران مصمِّمةٌ على تصدير عقيدتها وتوسيع مساحة حدودها وإطاحة قادة الدول العربية والإمعان في قتل المواطن العربي بميليشيات عربيّة ولائيّة عميلة، فالحل الأخير المتبقي أمام العرب هو تخصيصُ ميزانيات كافية لإنشأ وتمويل مجموعات وطنيّة إيرانيّة {حروب عصابات} من كافة الشُّعوب والمعارضات الإيرانية للعمل بداخل إيران دون الإعتراف بذلك كما تفعل إيران وإعطأ هذه المهمة لشركات أمنية قادرة على التّدريب الفعّال وتأسيس شبكات اتّصالات وقيادة وسيطرة وتنفيذ عمليات دفاعيّة مضادّة تستهدف نظام الملاليّ ومراكز الثّقل الاستراتيجيّ ومجاميع الحرس الثَّوريّ.
هذا الخيار وإن كان ثقيل وله تبعات لكن لايبدو أن هناك أيّ حلّ ناجز غيره، ولا شيء غيره سيقنع الملالي بأن لدى من تحاربهم القدرة على معاملتهم بالمثل في العمق، وأن مشروعهم التّوسعي خارج الحدود مرفوض وأن عليهم تحمُّل نتائج سياساتهم.
هذه المهمّة تخطيطاً وتمويلاً خارج وداخل إيران تتحملها مخابرات الدول العربيّة الّتي تحاربها إيران وتعاديها، وعلى هذه الأجهزة تخطيط العمل بدقة وإقناع رأس الهرم بها، فالوضع خطير جدًا ولدى إيران المزيد من الأعمال العدائيّة الأخطر وهي مصممة على الهيمنة بقوة السّلاح وإطاحة حكومات أهم الدول العربية بعد إطاحة الدول الأقل دفاعاً، ولا ننسى أن البيئة الاستراتيجية السياسية والمخابراتية ومراكز الدراسات الدُّولية متماهية مع إرهاب إيران ضد العرب.
إن على أجهزة المخابرات العربيّة المقصُودة بمواجهة ايران التّعاون والتّنسيق فيما بينها. وعليها أن تُشاغل إيران من داخلها وتضرب عصب ثورتها لتُمهد الطّريق أمام السّياسيين للتّفاوض مع الملاليّ نحو السلام وحسن الجوار من موقع القوّة.
وحزب الله الإرهابي ذراع الحرس الثوري الأكبر والأهم لا يجب تركه مرتاحاً من الداخل بل يجب بناء وتسليح مجموعات لُبنانية وطنية مستقلة لتجبره على خروج قواته واسلحته وإعلان إحتلال لبنان مباشرةً وحُكمه بالسلاح والأعلام الصفراء بجانب علم الدولة وليس من خلف الستار، بل بشكل علنيّ لصالح طهران كما هو واقع الحال، وحينها سيصبح الحزب في مواجهة العالم وسنشاهد حقيقة نفاق فرنسا وإسرائيل وغيرهما!.
ليس جديدًا القول إن دول مجلس الأمن الدائمة والإتحاد الأوربي يحترمون الإرهابيين الأقوياء ويستهترون بشركاءهم العرب الذين يحاربون الإرهاب وينزعون ملايين ألألغام التي تزرعها إيران بالدول العربية، حيث يتم تحديدها ونزعها وتدميرها من خلال التعاقد مع شركات دول الفيتو ذاتها بمجلس الأمن وألمانيا، ويتم كذلك التعاقد مع بعض شركات هذه الدول لصناعة أطرف من بُترت أطرافهم!.
هذا المجلس لا يستحي ولا يحترم إنسانيتنا وتضحياتنا لبناء الحياة..
أخيرًا نحن في أصعب مرحلة من حياة الدول العربية، وشعب الُكرد المظلوم ويجب هُنا التخلي عن المثاليات القديمة فالحرب وجودية مع الثورة الخمينية وليست من أجل تحقيق مكاسب أو مصالح..، ودعم الُكرد والعرب على الأقل داخل إيران بالسلاح والمال والمعلومات أصبح ضرورة ضد ثورة الخميني الإرهابية وحينها ستتغير المعادلة ولو بطيئاً.. والتأخير أو الإحجام يصب في مصلحة تنفيذ الملالي لبقية مخططاتهم بسهولة.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.
التعليقات 1
1 pings
محمد الفريدي
20/04/2021 في 2:05 م[3] رابط التعليق
كلام بالصميم ولكن المليشيات العربيه التابعه الى إيران عقائديه قبل أن تكون تبعيه وحكام تلك الدول ضعفاء وبقية الشعب مغلوب على أمره فلماذا لا تدعم حكومات حره نزيهه لعل التغيير يكون أسرع من الداخل أما إيران فتعد لها قوى مضاده من الدول العربيه الكبرى.
(0)
(0)