أعلن مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة عن بدء مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي مؤخرا بإجراء أرصاد فلكية لقياس تغير لمعان الكويكبات والنجوم المتغيرة فيما يعرف علميا بالقياسات الضوئية (Photometry) والتي يمكن من خلالها رسم المنحنى الضوئي (Light Curve) لهذه الأجرام، ويمكن الاستفادة من هذه الأرصاد لمعرفة العديد من خصائص الكويكبات والنجوم.
وقد لاقى المركز اهتماما من قبل بعض المراصد العالمية للقيام ببعض الأرصاد المشتركة، وذلك لوقوع مرصد الختم الفلكي في منطقة لا يتواجد فيها الكثير من المراصد الواقعة على نفس خط طوله. وكان منها مرصد جنيف في سويسرا، الذي طلب من المركز المشاركة بإجراء القياسات الضوئية للكويكب (1987 WP) بالاشتراك مع مرصد فلكي في تشيلي، وفعلا قام المركز برصد الكويكب خلال الفترة من 20 فبراير إلى 01 مارس، وتم من خلال التعاون المشترك رسم المنحنى الضوئي للكويكب.
هذا وقد كان من أوائل الأجرام التي رصدت ورسم المنحنى الضوئي لها هو الكويكب (Kalliope 22)، والذي يبين منحناه الضوئي أنه يدور حول نفسه مرة واحدة كل 4.15 ساعة، ويبين المنحنى وجود قمتين وقاعين خلال هذا الفترة، وهو ما يتوافق مع ما يسمى “بشكل البطاطس” للكويكبات الصغيرة التي يؤدي شكلها غير المنتظم ودورانها حول نفسها لتغير اللمعان بهذا الشكل. وتم رصد الكويكب خلال الفترة من 06 إلى 10 يناير.
وبعد ذلك قام المركز برصد النجم المتغير (RR GEM) من مجموعة التوأمين، وهو نجم متغير من طائفة النجوم المتغيرة (RR Lyrae)، وهي نجوم تصدر نبضات دورية تؤدي إلى تغير حجمها ودرجة حرارتها ولمعانها بشكل دوري. ويبين المنحني الضوئي للنجم أن مدة التغير تبلغ 9.5 ساعة، بحيث يتغير لمعان النجم من القدر 10.62 إلى القدر 11.99، ورصد النجم خلال الفترة من 12 إلى 24 يناير.
وبعد ذلك قام المركز برصد نجمين متغيرين من نوع الثنائيات الكسوفية، وهي تتكون من نجمين يدوران حول بعضهما البعض، ويؤدي هذه الدوران لاختلاف اللمعان الذي نراه من الأرض تبعا لموقع النجمين بالنسبة لنا. وتبرز أهمية هذا الرصد لوجود اختلاف في المراجع العلمية حول مدة التغير وهي ذاتها مدة دوران النجمين حول مركز الكتلة. وكان النجم الأول هو AG LMi من مجموعة الأسد الأصغر، وبعد الرصد لمدة 16 ليلة خلال الفترة من 31 يناير إلى 08 مارس، تبين من خلال المنحنى الضوئي أن الفترة الصحيحة للتغير هي 32.6 ساعة، وكان تغير اللمعان من القدر 10.5 إلى القدر 11.2. وكان النجم الثاني هو DL CMi من مجموعة الكلب الأصغر، وبعد الرصد لمدة 18 ليلة خلال الفترة من 26 يناير إلى 22 مارس، تبين من خلال المنحنى الضوئي أن الفترة الصحيحة للتغير هي 4 أيام، وكان تغير اللمعان من القدر 12.8 إلى القدر 13.4.
وحرصا من المركز على القيام بأرصاد فلكية يمكن استخدامها من قبل الباحثين للوصول إلى نتائج علمية، فقد انضم المركز للجمعية الأمريكية لراصدي النجوم المتغيرة (AAVSO) وهي من أبرز الهيئات المرجعية بهذا المجال، وأطلقت الجمعية مؤخرا نداء للراصدين للمشاركة برصد أحد النجوم المتغيرة التي يقوم تلسكوب هابل الفضائي برصدها خلال شهر مارس الحالي، وتكمن أهمية هذه الأرصاد الأرضية بتشكيل مرجعية للأرصاد الفضائية التي يجريها تلسكوب هابل بالأطوال الموجية فوق البنفسجية. وقد رصد المركز النجم (TW Hya) من مجموعة الحواء، وهو متغير من طائفة (T Tauri) وهي نجوم دوارة متغيرة، ينشأ اختلاف لمعانها لوجود بقع نجمية على النجم تكون أخفت أو ألمع من باقي سطحه تبعا لنوعه الفرعي. وأرسل المركز نتائجه للجمعية، ويمكن الاطلاع عليها وعلى باقي أرصاد المشاركين على موقع الجمعية الأمريكية على شبكة الإنترنت.
وإضافة إلى هذا التعاون العالمي، فهناك تعاون محلي مع المرصد الفلكي لأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة، وهو من المراصد الفلكية المرموقة في المنطقة، بحيث جرى التعاون لرصد مشترك لإحدى النجوم المتغيرة المذكورة سابقا، ويشرف على المرصد نخبة من الفلكيين المتخصصين ومنهم الأستاذ الدكتور مشهور الوردات والراصد الفلكي محمد طلافحة.
.