( اللي انكسر يتصلح )
كذبة لا تصدقها !
( اللي انكسر ما يتصلح )!
حتى لو جاء لإصلاحه أكبر المهندسين ..
وأحضروا له أبرع المصنعين ..
مهما حاولوا أعادته كما كان ..
هذا في الجمادات كالتحف والأواني إلخ..
فما بالك بكسور الإنسان ؟
هذا المخلوق الضعيف الذي خلق من لحم ودم..
قلبه الضعيف لن يتحمل الكسور مهما حاول المقاومة..
ندوبه الصغيرة تتسع حتى تصبح جروحًا غائرة..
سبحان من جعل هذه القلوب مخفية لايراها أحدٌ غيره ..
ولايعلم بعدد كسورها إلا هو..سبحانه وتعالى!
"إياك وكسر الخواطر فإنها ليست عظاماً تجبر بل أرواحًا تقهر"..
إياكم والتذاكي بحجة الاستهزاء والسخرية بمكر ودهاء ..
كم من كلمة خرجت كرصاصة طائشة أصابت في مقتل أوجعت وظلمت وشتت
وهدمت وزلزلت كل أركان السلام داخلنا..
(اللي انكسر يتصلح) !!
يتحدثون بهذه اللغة وبهذه البساطة وكأن هذا الإنسان جسد بلا روح وقلب بلا
أحساس..
ماذا سيصلح ؟
ومن أين سيبدأ الإصلاح ؟
من المواقف أو الخيبات أو الكلمات أو الأسلوب ؛ أم الأهمال أم الجفاء !!
من أين نبدأ؟ من اللحظات الأشد قسوة والأكثر انكسارًا..
رأينا وجوهًا ارتدت قناع الكذب والنفاق وقد فضحتها نظراتها..
صوت الضحك يتعالى وكأن الجميع مدعوون إلى مناسبة سمر ووناسة..
من أين سنبدأ الإصلاح ؟
من قلوب مليئة بالحقد مغلفة بالحسد لم تنسَ حتى في أشد ظروف الحياة كبرها
وغطرستها.. ولم تتنبه إلى ضعفها وقلة حيلتها..
(اللي انكسر يتصلح)!
عبارة يسوقها بائعو الوهم.. وتناسوا أنهم يتعاملون مع قلوب ومشاعر وأحاسيس
لايتعاملون مع حجر أصم ..
(اللي انكسر يتصلح )
نعم ، في العفو عند المقدرة والصفح والتسامح إذا كنت تستطيع ذلك ولديك قدرة على تجاوز ألمك .. وخذلان القريب والبعيد..
(اللي ينكسر يتصلح)!
حين تلمز الآخرين بكلمات كلها سخرية وانتقاص واستهزاء وشتم وأذى وتضحك
بوجه بارد ودم أبرد.. أترى هل (اللي ينكسر يتصلح)؟
حين تحدث الكبير والصغير بحكايات نسجها عقلك وصدقها ضميرك وتسعى
لتشويه سمعتي وهدر كرامتي ..
ثم تقول:(اللي انكسر يتصلح)!
حين تتعدى على حقوقي وخصوصياتي وتشاركني تفاصيل حياتي من الصباح إلى
المساء تجسساً وأذى.. تصنتًا وفضولًا..
لا أعتقد أن (اللي انكسر يتصلح )!
كلمة سهلة نطقاً صعبة واقعاً..
(اللي انكسر يتصلح)!
في الظلم و خراب البيوت و إهدار الكرامة و تشويه السمعة وكذلك في الكذب
والنفاق و التسلط والأذى ..
(اللي انكسر يتصلح) .. في بعض الحالات التي للحقيقة فيها وجهٌ واحد لايحتمل التأويل ولا التفسير ولا التغيير..
(اللي انكسر يتصلح) ..
على قدر الضرر يقع الحكم فهناك ضرر متعدٍّ لايمكن تجاوزه؛ يوقعك في أزمات ومشاكل لاحصر لها..
وهناك ضرر غير متعمد وقع بالخطأ وصاحبه مستعد لإصلاحه مهما كلفه ذلك
الأمر..
(اللي انكسر يتصلح) ..
للأرواح الراقية التي تناقش بأدب وتعاتب بحب وتغضب باعتدال ..
(اللي انكسر يتصلح) ..
للعشرة الطيبة والرفقة الصالحة للأحباب والأصحاب والأصدقاء الذين وأن حدثت بينهم مواقف وخصومات ومنازعات ، يبقى الود والاحترام..
مثلهم كمثل "سحابة صيف مرت وانتهت"
قبل الوداع:
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فَرُجُوعِهَا بَعْدَ التَنَافُرِ يَصْعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذَا تَنَافَرَ ودُّهَا
شِبْهُ الزُجَاجَةِ كَسْرُهَا لا يُشْعَبُ
— علي بن ابي طالب
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابتهاج جمال
23/08/2022 في 4:10 ص[3] رابط التعليق
CD C Cاحسنت الطرح جميل جدا جدا وملامس للواقع المؤلم
(0)
(0)
البتول المغربي
23/08/2022 في 5:26 ص[3] رابط التعليق
اللي انكسر لا يصلح مهما فعلوا لكن ممكن بناء شيء جديد مع أناس مختلفين.
لذلك الكلمات مهما تسبب نجاح حلم أو هدم حلم بكامله.
مقال يأتي على الجرح . سلمت أناملك الجميلة .
(0)
(0)
عمشاء السهلي
23/08/2022 في 9:44 ص[3] رابط التعليق
اللي انكسر مايتصلح صدق كلام في صمم 🌹
(0)
(0)
سامية المطيري
24/08/2022 في 12:38 ص[3] رابط التعليق
دائما مبدعة استاذتي فكلمات المدح وكلمات الذوق وكلمات الوفاء لاتوفيك حقك
(0)
(0)
أمل الحامد
03/09/2022 في 12:35 م[3] رابط التعليق
أحسنت
(0)
(0)
البليبل الذروي
06/09/2022 في 5:17 م[3] رابط التعليق
بدايةً؛ شكرًا لسمو الفكر وثبات القلم . ثم
📍يتعرضُ الإنسان لظلمٍ كثير، فهذا يأكل حقه، وهذا يشتمه، وهذا يغتابه، وهذا يفتري عليه، وهذا يبهته، وهذا يطعن في نيته… أصناف من الظلم!
📍لكن ذلك كله لا يضرّه إنْ اتقى اللهَ وصبر.
(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
📍إنما أعظم ظلمٍ هو أن يظلم الإنسانُ نفسَه، بأنْ يضعها غير موضعها الذي خُلقتْ له.
📍الإنسان جسد وروح ونفس! ولطالما تعرض للكسور بسبب التهاون مع نفسه!
وكلُّ الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمُعتقها أو مُوبقُها…
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)
📍أقول : إصلاح ما تم كسره محكوم بالرغبة الصادقة في الإصلاح والمهارة في إصلاحه !!
📍من واقع الكسور المريرة ..
حين يرتكب الطبيب خطأً فادحًا، قدره الله من قبل وقوعه،
وكان سببًا في موت إنسان، فالاعتراف بالخطأ الطبي رغبة صادقة في الإصلاح، ولكن!
📍حينما يستخف الكادر الطبي بالحادثة وبالعقول وبجرح القلوب وكسر كل ما يحرك كيان المكسور ، بإخفاء جريمة زميلهم تحت شعار (القسم) وشرف المهنة، حينها .. لا يمكن إصلاح المكسور ؟
فقد تضاعفت أعداد الشظايا المتناثرة بدءًا بقتل إنسان، يليها فساد أخلاق، ثم تلويث مهنة إنسانية، وووو…..، مالا يحمد عقباه، من تراكمات الغرور لعدم الرغبة الصادقة في إصلاح المكسور !!
📍ما زال إصلاح المكسور ممكنًا بشرط الرغبة الصادقة في إصلاحه، ومن احتسب الأجر في كسوره، فلا ينشغل بذكرها وألمها عن عظيم ما ينتظره من أجر.
فأحقُ ما يُرجا منه الخيرُ ربُّ العالمين فلا تعول على اسبابك مهما بلغتْ، وقد سلمت كسورك لمن يجبرها فطب نفسًا، اللهم طريقًا غير ذي عوج إليك.
عبدالرحمن
(0)
(2)