علياء الناظري- الأحساء
يشهد معرض “القهوة السعودية”، في بيت البيعة في وسط مدينة الهفوف التاريخي، المقام ضمن فعاليات مهرجان: “واحة الأحساء”، الذي تنظمه هيئة التراث ومحافظة الأحساء، بالتعاون مع أمانة الأحساء، ويستمر حتى الـ 20 من شهر ديسمبر الجاري، تزامنا مع مونديال كأس العالم في قطر 2022م، خلال الفترة المسائية، توافد أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل وخارج الأحساء، ووفود سياحية ومشجعي المونديال، الذي يزورون الأحساء، ويتجولون في مواقع المهرجان، مع ما تشهده الأحساء حالياً من تحسن في أجواء الطقس.
أظهر المعرض، مدى اهتمام المجتمع السعودي بالقهوة والاعتناء بأدق تفاصيلها من تحميصها وإعدادها وحتى تقديمها، أضف إلى رمزيتها إلى الكرم وحسن الضيافة، ويمتازون في طرق إعدادها حسب تفضيلات كل منطقة:
* القهوة في المنطقة الشرقية:
تتميز بتوازن مذاقها ولونها، وتعتمد على درجة متوسطة من تحميص البن، مما يجعلها معتدلة الحموضة، ويميل مذاقها إلى الحلاوة، ومقدار الكافين فيها متوسط، تضاف إليها بعض النكهات كالهيل والزعفران بمقادير معتدلة، وتحضر بغلي الماء مع البن، إلى أن تفور القهوة، ثم تصب في الدلة وتترك دقيقتان.
* القهوة في المنطقة الوسطى:
تعتمد على درجة متوسطة من تحميص البن، مما يجعلها معتدلة الحموضة، ويميل مذاقها إلى الحلاوة ومقدار الكافيين فيها متوسط، وتضاف لها بعض النكهات كالهيل والزعفران، وتتميز بإضافة القرنفل، الذي يضفي عليها لسعة حارة، وتحضر بغلي الماء مع البن، وتطبخ لمدة 17 دقيقة.
* القهوة في المنطقة الغربية:
تعتمد على درجة متوسطة من تحميص البن، مما يجعلها معتدلة الحموضة، ويميل مذاقها إلى الحلاوة، ومقدار الكافيين فيها متوسط، وتضاف لها بعض النكهات كالهيل والزعفران، وتتميز بإضافة المستكة الذي يضفي عليها حلاوة تشبه اللبان، وتطبخ لمدة 15 دقيقة.
* القهوة في المنطقة الشمالية:
تعتمد على درجة عالية من تحميص البن، مما يجعلها تميل للمرارة، ومقدار الكافيين فيها قليل، وتتميز باعتمادها على مذاق القهوة مع الهيل أو دون أي إضافات، وتطبخ لمدة 30 دقيقة.
* القهوة في المنطقة الجنوبية:
تعتمد على درجة خفيفة من تحميص البن، مما يجعلها عالية الحموضة، ومقدار الكافيين فيها عالي، وتضاف لها الهيل والزعفران، وتتميز بإضافة بعض التوابل كالزنجبيل والقرفة والشمرة والقرنفل، وتطبخ لمدة 15 دقيقة.
أدوات صنع القهوة:
يستخدم “المحماس” لحمس القهوة على النار، وله يد خاصة بتحريك وتقليب القهوة، وتصنع من الحديد أو النحاس، بعد حمس البن ينقل إلى “المبرد” وهو وعاء من الخشب أو الخوص، أما “النجر” أو “الهاون” يستعمل لطحن حبوب البن، والمعاميل وهي مجموعة الأواني المستخدمة في صنع القهوة، وعرف بالدلال، ولها عدة أنواع أولها “المطباخة” يتم طبخ القهوة فيها، “المصفاة” وتجمع بقايا القهوة بها، و”المبهارة” في الدلة التي تصب بها القهوة من “المصفاة” وتضاف إليها البهارات، أما “الزل” تقدم فيها القهوة للضيوف لخفتها وسهولة حملها، بالإضافة إلى أن هناك أدوات مساعدة لضيافة القهوة، وهي: “ليف” الدلة لمنع نزول الهيل أثناء صب القهوة، و”بيز” تستعمل لحمل الدلة، كي تقي حاملها من الحرارة.
وقسم أبناء البادية دق “النجر” إلى 3 أنواع، وهي:
* التثليثة: وتعني ثلاث دقات في كل مرة (مرتين ثقيلة في وسط النجر ومرة خفيفة من الطرف).
* التربيعة: وتعني 3 دقات ثقيلة ودقة خفيفة.
* التخميسة: تعني خمس دقات (أربعة ثقيلة وواحدة خفيفة في كل مرة).
البن الخولاني السعودي
من أجود وأغلى أنواع البن في العالم، وأطلق عليه اسم الخولاني، نسبة إلى قبيلة خولان بن عامر، التي اشتهرت بزراعة البن في الجبال، التي تمتد بين السعودية واليمن، بسبب توفر الظروف الجغرافية والمناخية المناسبة لزراعة البن، فهذه الشجرة تحتاج لكميات كبيرة من المياه ولا يمكن زراعتها في المناطق الجافة، وتعتبر رائحة البن الخولاني، والطبقة الزيتية التي تغطيه، هي أهم ما يميزه عن أنواع البن الأخرى، فتضيف له مذاقا طيباً، يصعب تكراره، ويزرع البن الخولاني في جنوب المملكة تحديدا في عسير والباحة، ونجران، ويمتاز بجودة عالية، لأن التربة في نجران خالية من المواد الكيميائية.
وتصنف نبتة البن من النبات الاستوائية الدائمة الخضرة، الذاتية التلقيح، وأوراقها صغيرة ولامعة، ويتراوح أقصى ارتفاع لها من 4 إلى 6 أمتار، وتنمو على ارتفاع يتراوح ما بين 1100 إلى 2400 متر، وتحتاج إلى تربة خصبة وكمية كبيرة من الماء، وعناية لمدة لا تقل عن 6 أعوام ولا تتحاوز 8 أعوام، حتى تثمر ثمارها وتنتج محصولاً كاملاً، وتزرع بذرتها أولاً في المشاتل، ثم تنقل للحقول بعد عام، تبدأ ثمارها خضراء ثم تصفر ثم تحمر عندما تنضج وحين قطافها.