- إبراهيم القصادي - جازان
تعد ظاهرة الكتابة على جدران المنازل أو المرافق الحكومية من العادات السيئة التي يقوم بها بعض الشباب، وتحتاج إلى التحليل ودراسة البيئة الجغرافية والبيئة الاجتماعية والنفسية.
بعض المختصين تحدثوا عن هذه الظاهرة وأكدوا مخالفتها للشرع وللذوق العام وأوضحوا بعض الأسباب والدوافع التي تجعل الشباب يقومون بمثل ذلك العبث في الممتلكات دون مبالاة.
تقول بدرية بن عيسى شاجري مديرة مدرسة إن سلوك الإنسان يصنف على أنه نابع من نفس الإنسان فإما سلوك غرضي هادف وإما سلوك منتزع ليس للإنسان دور فيه.
وأوضحت أن غالبية سلوك الأفراد سلوك هادف. وهذه الظاهرة تحتاج إلى التحليل ودراسة البيئة الجغرافية والبيئة الاجتماعية والنفسية، لأن السلوك أحيانًا يكون سلوكًا عدائيًا ضد الآخرين وأحيانًا يكون وسيلة للتعبير عن إحباطات يعيشها ذلك الشاب الذي قام بالكتابة على الجدران سواء كانت كتاباته مقبولة أو مرفوضة، وفي بعض الأحيان تكون هذه الكتابة عبارة عن عادة نشأت معه منذ الصغر، ولم توجه توجيهًا سليمًا فأصبحت مكونًا من مكونات شخصيته، مشيرة إلى أنه ليس هناك اهتمام بالتوجيه من قبل مؤسسات التربية.
أحمد بن حسن قصادي كاتب الضبط في محكمة صبيا قال: “إن ظاهرة الكتابة على الجدران من الظواهر السيئة والتي أصبحت أمرًا عاديًا غير مستنكر، لذا بات من المهم البحث في هذه الأسباب ودراستها وإيجاد الحلول التربوية والنفسية لها عن طريق التعاون بين المنزل والمدرسة حتى يتمكنوا معرفة الأسباب المؤدية لها، والتي ربما اختلفت من شاب لآخر وعلى ضوء معرفة تلك الأسباب يمكن معالجة هذه المشكلة التي باتت تؤرق أصحاب المنازل، بل أصبحت تثير اشمئزاز حتى المارين في الطريق بسبب تشويهها للمنازل الجميلة التي ربما أنفق أصحابها في بنائها وطلائها آلاف الريالات”.
وقالت الإعلامية عائشة مشهور: “ليعلم كل شاب قام بالكتابة أنه لا يجوز شرعًا الاعتداء على أملاك الغير، سواء بالكتابة أو التخريب لأن أموال المسلمين محفوظة بحفظ الشرع لها، وقد ثبت الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا” وهذا يدل عل أموال المسلم سواء أكانت نقودًا أو مبانٍ يحرم الاعتداء عليها أو أخذها أو إفسادها وإلحاق الضرر بها. كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من أذية المسلمين فقال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” ولا شك أن الكتابة هي إساءة لصاحب المبنى وهي داخلة في هذا الحديث إذ لا يليق بمسلم يدعو إلى احترام أموال الناس وممتلكاتهم أن يقوم هو بإفسادها خلال ما يكتبه على تلك الجدران”.
وذكر المشرف التربوي بمكتب تعليم بيش قاسم حامضي أن من طرق علاج هذه الظاهرة إتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وفق الضوابط الشرعية، وإشاعة ثقافة الحوار بين الشباب في المدارس والنوادي الرياضية والتوجيه والتوعية المباشرة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة لمنع الكتابات العشوائية التي تشوه الجدران ومعاقبة فاعليها.