أنت مؤثر وتمتلك القدرة على التأثير إذا استطعت أن تنقل شخصا من حال إلى حال آخر، ومن واقع يعيشه إلى واقع مختلف ومُغاير لما كان عليه، فتصنع منه شخصا كان سلبيا إلى شخص إيجابي .
التأثير هو قدرتك على أن تصنع من موقع قاحل و مجدب إلى بيئة ناطقة بالحب والجمال، التأثير هو استطاعتك أن تغير مجتمعا يعجّ بالخزعبلات، أو الأمراض الفكرية الانحرافية وتحيله إلى مجتمع سوي ومتقدم..
التأثير نوعان إما تأثير إيجابي، مُنتج وفاعل، ينقل المتأثر من حالة السوء إلى حالة الحُسن، أو تأثير سلبي قد يكون مباشرا أو غير مباشر فيسقط المتأثر في براثن التيه والضياع!
أجمل ما يكون التأثير أن تمتلكه شخصية متمكنة، لبقة، متعلمة تحظى بالقبول فتحدث التغيير الإيجابي المنشود وتترك خلفها أثرا حسنا يبهر به الآخرين فيميلون له ويتبعونه.
وأسوأ ما في التأثير حينما يقتحم محيطك مؤثر سلبي وأحمق حين يظن نفسه افضل الجميع فيستهدف أحد أفراد أسرتك بالتوجيه واستعراض قدراته في النصح وليته يكتفي بنصح نفسه وتقويمها ، أو كأن يرفض أحدهم أفكار والديه ويقبلها من خارج محيط عائلته باعتقاد منه أن الزمن قد تخطى فكر والديه وما علم أن والديه مخزون للخبرة والحب له ، أيضا حال التأثير والوصاية نلحظها جلية فيما تقدمه وسائل الإعلام والتواصل حين تتبنى بعض الأفكار التي قد تتعارض مع مجتمعك أو قيمك أو مبادئك، وتقدمها في قوالب تشويقية يغلب عليها التلميع وتستهدف أفراد أسرتك و مجتمعك المحافظ..
مدعي التأثير كثُر ويظنون أنهم مؤثرين في الآخرين بما يسقطونه عليهم من نصائح وتوجيهات مبنية على تجاربهم الشخصية متغافلين أن ما يناسبهم قد لا يناسب غيرهم!
التأثير هبة من الله أولا ثم إنه فنٌ لا يجيده الجميع فليس كلّ من ألقى نصيحة كان مؤثرا..
ولا يأتِ التأثير فقط بالمظهر الخارجي للشخص، أو طريقة كلامه، بل بهذا كله ومعه قدرته على التواصل بالنظر، وتعابير الوجه، وحركة الجسد، والثقافة، و الثقة والابتسامة، والذكاء، وأيضا لا نغفل عن ضرورة امتلاك القدرة على صنع أشياء مشتركة بين المؤثر والمتأثر ليجعل منها مدخلا للتأثير عليه..
وهنا لابد من همسة لكل من لايملك التأثير إن كنت لا تمتلكه فلا تقبل إلا أحسنه واصنع لك شخصية مستقلة متبوعة لا تابعة..