جيلنا كان آخر من عايش وعاش حياة الناس الطبيعية التقليدية بطريب. سابقاً لو سألت رجلاً من أي قرية بطريب عمّن هي زوجة فلان في عموم الوادي لأعطاك إسمها وعائلتها وبعض مواصفاتها الجيدة وقد يتحدث عن قصة زواج أبيها بأمها وظروف ولادتها ثم زواجها بزوجها الحالي بعد مماطلة عائلتها عشر سنوات لأن الناس كانت تعلم بحبه لها وهي كذلك بقصد الزواج وفي النهاية وافقوا واصبح زوجها أحب أنسابهم إليهم. هكذا كانت بعض جوانب الحياة.. وحتى لا ينجلط من هذا الكلام بعض عطران الشوارب الذين ولدوا وخدمات البامبرز بالكراتين تستقبلهم، اقول لهم ترى المرأة ليست كما تراها أنت وكما يتبادر لذهنك عندما يأتي ذكرها أو التحدث اليها أو قيامها بدورها كإنسان وكشريك لصناعة الحياة.
ماعلينا والبساط طريبي.. هل نتذكر موضة أو هبة زواج الكثير من الأجنبيات في العقود الأخيرة وكان أغلبها فاشل أو أنتهى بمأساة؟، طبعاً سبب تلك الزيجات معروف وهو البحث عن الجودة، وتفسير الجودة متنوع وكل بحسب رأيه. طلاب مدارس الإبتدائي كانوا يفهمون في القرى مالا يجب فهمه بسبب حكايات الكبار بلا حواجز وبالأصح بلا أدب يراعي الدين والعرف والتربية وهذه سلبية عانيناها وعديناها وليست مهمة اليوم. وعلى ضفاف الوادي منذ القدم وحتى الغد أستطيع الجزم بأن الطريبية من أفضل النساء وأكرمهن وأجملهن بكل شيء ومن يظفر بالطريبية يعيش حياة سعيدةً ويحظى بعناية الأنثى والتربية الصالحة لأبناءة، وهي لاتحتاج لمن يشهرها بل لمن يضع ثقته بها ويمنحها كامل الفرصة بضوابط الدين وعرف الطيبين وليس المتزمتين أصحاب السلوك التي يسقطونها على غيرهم. هل الجمال مهم؟، ربما عند الكثير ، وفي صغرنا مع رفاق الدراسة الإبتدائية كنا نرى أغلب الأمهات والجدات وبعضهن تجاوزت السبعين وفيها كل جمال أوروبا وروسيا والأرجنتين -إي والله-.
يا رفاق أيها الآباء والأمهات، الكثير من شباب اليوم سطحيين وأقل وعياً من البنات!، وإذا لم تقتربوا وتتقاربوا من الناس على مستوى العوائل وتعيدون للحياة وهجها الطبيعي بأدب ووقار فلن يتعرف أحد على الألوف من البنات الذهب، بل قد تذهب المحترمة للأهبل والعكس صحيح والنتيجة إنفصال مبكر أو بعد طفلين ضحيتين. وطالما خبصناها وتحاكينا عن المستورات كما يقول البعض بالشمال الغربي، فيفترض عدم السماح للفتيات قبل الخطوبة والزواج بالدجل والتزييف بديكورات ليست حقيقية، هذا غش وخداع نتيجته نفور. وبلاش أسماء جديدة تبدأ بـ خزْ ، شرّ ، واللي أسمها "إقبال" مثلاً تقدر تغيره إذا رغبت وهي جالسة بالبيت. أخيراً يكفيها فخراً وشهرةً بنت طريب التي تتزوج خارجه أنها تعرف هناك بالطريبية. ورحم الله عمتي. الجمال يا سادة أو يا رفاق من "الرفاقة"، أو الرفقان أو يا وجيه العواني، يكمن في قوة شخصية المرأة وتربيتها وسمعة عائلتها بدليل أن الكثير من الجميلات شكلاً حظهن مقرود مع ألأسف حتى لو كانت ذربه وسنعه ونشميه وتدعس العقرب بكعبها وتطبخ خروفين كل أسبوع. التزمُّت والإنغلاق يعطلان الزواج الطبيعي في وقته. وإلى لقاء مبني للمجهول.
عبدالله غانم القحطاني
«حديث السَّحَر» .. المرأة الطريبية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6624479.htm