لماذا وجود الأعداء في حياة المرء تعد ضرورة ونعمة تستحق الإمتنان؟ إن وجود الاعداء هو أمرٌ أزليِّ لن يختفي، ولطالما كان موجودًا على مدار التاريخ، فالتفاعلات الاجتماعية تُوَلد حتمًا تصادماً وتنافساً بين الأفراد، وهناك عدة أسباب لذلك أحدها هو الرغبة في التملك والتفوق أو التفرد، وربما يُحبط الإنسان في كثير من الاحيان بسبب كثرة أعداءه ويشعر بأن وجودهم هو فقط مدعاةٌ للقلق واليأس، وأنهم عقبة تعيقه للوصل إلى النجاح والسعادة الأبدية ؛ ولكن هذة رؤية سطحية ضبابية تفتقر للحكمة الإلهية من وجودهم، وسوف أكشف لك في هذا المقال لماذا يجب عليك أن تشكر الله على أعداءك وتكون ممتنناً لهم؟ دعني أُذكرك بأن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان لديه أعداءً كُثر، ولكنه في نهاية المطاف اِنتصر على أعداءه نصراً مؤزرا، قال الله تعالى في سورة الانعام (١١٢) {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} وقال سبحانه في سورة الفرقان {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (31) وكذلك الأنبياء فلو بحثت في تاريخهم لوجدت بأن حياتهم لم تكن سهلة ولم يخلوها وجود العداوات والصراعات والمكائد، ولو تعمقت أكثر لوجدت بأن النتيجة النهائية لتلك الحروب كانت بمثابة إنتصارات لأنبياء الله على الصعيد الشخصي والمادي، يقول الفيلسوف الألماني بلوتارخُس أو كما يُعرف بأسم بلوتارخ Plutarch ( إن الحمقى يفسدون حتى صداقاتهم ، في حين أن الحكماء قادرون على الاستفادة بشكل مناسب حتى من أعدائهم )
فوجودهم في حياتك يجعلك متحفزًا دائمًا لتقديم أفضل مالديك ، فأنت في تطورٍ مستمر لا ينقطع إنهم كالوقود تمامًا يجعلونك تتحرك نحو أهدافك بسرعة أكثر من البقية ويخرجونك من " منطقة الراحة " رغمًا عنك ، فلا مجال للتسويف والتردد ، حينما يكونوا موجودون في حياتك لذلك يجب عليك أن تستفيد منهم وتجعلهم إلهامًا لك لا عقبة.
بقلم✍🏻ذكرى سعد مجول العتيبي