كثيراً ما نسمع في الآونة الأخيرة بتنوع أساليب الاحتيال التي تستهدف خداع البشر وبوجود العديد من الضحايا الذين وقعوا فريسة "للهندسة الاجتماعية"
يذكر الفيلسوف الروماني (لوكيوس) أن الانسان مطبوع على الشر ، لذا رسم أفلاطون مدينته الفاضلة بأن لا وجود للشر فيها
تبدأ صناعة الانسان بصناعة أفكاره وأخلاقه ومبادئه وقيمه والتي تصنع سلوكاته لاحقاً وفق مباديء الفلسفة الأخلاقية لمجتمعه.
نؤمن أن لكل إنسان شخصيته وطبيعته التي نشأ عليها ، فالدين الإسلامي دين الأخلاق الحسنة ، إلا أن النزعة الفردية وبعض الأنماط الفكرية والسلوكية قد تؤثر على الفرد، وبالتالي تنحرف أخلاقه، ويتخلى عن قيمه ، ويرتدي عباءة المحتال المخادع.
تشير الهندسة الاجتماعية إلى القدرة على اختراق العقل البشري، والتأثير على الضحية بعد أن يكون الجاني قد كسب ثقة المجني عليه ، وبالتالي يتجاوب ويتفاعل باتخاذ إجراءات غير آمنة كإفشاءه للمعلومات الشخصية، أو مشاركته للمعلومات الخاصة والسرية.
وكون أن الأشخاص من ذوي الإعاقة شريحة واسعة في هذا المجتمع قد يتعرضون أكثر من غيرهم للعديد من أساليب الاحتيال نظراً لحاجتهم إلى مساعدة الآخرين لهم ومساندتهم حسب الحاسة المفقودة لديهم ، ناهيك عن ذوي الاعاقات الفكرية وغيرها.
إن توعية الأشخاص ذوي الاعاقة بأساليب وطرق الاحتيال بات مسؤولية كبيرة تقع على المختصين وأسرهم ، للتصدي لمثل هذه الانحرافات السلوكية والأخلاقية ، كما أن حمايتهم منها تُعد من الأولويات الوطنية.
إن من أسهل طرق الاحتيال هو الذي يعتمد على طرح التساؤلات وجمع المعلومات والتي يصعب التفريق بينها وبين الأسئلة غير الضارة ولصعوبة التمييز بينهما، فذوي الإعاقة سيكونون هنا أكثر عرضة للوقوع من غيرهم كضحايا فيها.
إن رؤية هؤلاء الأشخاص المخادعين (غير المرئين) وفهمهم يُعد أمر في بالغ الصعوبة لدى بعض فئات الاعاقات كون أنهم ملتزمين بالبراءة والصدق وقد يتوقعون أن الجاني المحتال شخص يرغب في مساعدتهم حقاً.
إن الوقاية من الوقوع ضحية للهندسة الاجتماعية يتطلب بناء مفهوم التخوف أو (عدم الثقة) من بعض الغرباء وأخذ الحيطة والحذر ما أمكن ذلك، والتوعية المكثفة حيال عدم إفشاء الرقم السري مع الأشخاص الآخرين.
د.أروى علي أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية
أكاديمية متخصصة في التربية الخاصة