اتفق مجموعة من الخبراء والاقتصاديين على أن القفزات الكبيرة التي حققتها المملكة في جميع القطاعات، تزيد فخر وعزة المواطن السعودي خلال احتفالية يوم التأسيس الثالثة “يوم بدينا” التي تواكب يوم 22 فبراير من كل عام، وأكدوا أن غرس روح الانتماء في قلوب أبناء الوطن، سيساهم في زيادة الإنتاج وتحسين جودة الحياة، والدفع بقوة نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأشاروا أن احتفال العام الجاري يأتي بالتواكب مع إنجازات عملاقة، وتطور اقتصادي لا مثيل له، مع الانتهاء من مشاريع كبرى، والوصول إلى مؤشرات عالمية غير مسبوقة في مجال التنافسية ومؤشرات سوق العمل، وتحول المملكة إلى منصة عالمية لإطلاق الفرص الاستثمارية الواعدة، ونقطة جذب دولية في السياحة والرياضة والترفيه والأنشطة غير النفطية.
دهشة العالم
في البداية يقول المستشار الدكتور يحي حمزة الوزنه أن ما يزيد من قيمة احتفال هذا العام بذكرى التأسيس، هو الشعور المتنامي لدى أبناء الوطن بأن رحلة البناء التي بدأت قبل ثلاثة قرون، وصلت لمرحلة من التوهج والازدهار بهمة الأحفاد، ونجحت في تحقيق انطلاقة قوية منذ تدشين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان “رؤية السعودية 2030” في عام 2016 الذي يعد أكبر مشروع تنموي في تاريخ الوطن، ومن حينها واستطاعت المملكة أن تحجز لها مكانا بين الاقتصادات الكبرى الصاعدة، حسب إحصائيات المؤسسات الدولية، وترتيب السعودية بين الدول في الكثير من المؤشرات، والذي أثار دهشة المراقبين والخبراء الدوليين، بعدما صارت المملكة نقطة مضيئة للاقتصاد العالمي واقتصاد المنطقة، وهو ما حدث بالفعل واستشعر به العالم في أوقات عصيبة للاقتصاد العالمي.
ولفت إلى السعودية حصلت على المركز الأول في أكثر الدول تقدما في التنافسية الرقمية بين دول مجموعة العشرين، وزادت معدل المشاركة الاقتصادية للإناث إلى 35.6%، وتم إصدار 1278 رخصة أجنبية في مؤشر على الانفتاح الاقتصادي، واعترفت المؤسسات الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي بالتطور المذهل للمملكة على جميع المستويات، وظهر ذلك بشكل لافت في مؤتمر “دافوس” الدولي، حيث كان هناك اجماع على التطور الذي احدثته القيادة الشابة في جميع أوجه الحياة، خصوصاً في الاقتصاد غير النفطي الذي شهد تطوراً كبيراً خلال سنوات قليلة.
اقتصاد مذهل
ويرى المهندس محمد عادل عقيل رجل الأعمال والاقتصادي أن التحام الشعب والقيادة والوحدة الوطنية كانت السمة الرئيسية في تطور الدولة السعودية وتعزيز اقتصادها بشكل مذهل، منذ تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ / 1727م، والانطلاق من عاصمتها الدرعية في رحلة بناء لدولة عظيمة، وصفت حينها بواحدة من أهم المشاريع الوحدوية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون عدة.
وأضاف: تعكس مرحلة التأسيس شخصية الإمام محمد بن سعود المحورية في تاريخنا السعودي، حيث مهدت لدولة ممتدة منذ قيامها قبل أكثر من ثلاثة قرون، وهو ما استلهمته القيادات الرشيدة للوطن من الأجداد والأحفاد، حيث تحلوا جميعا برؤية ثاقبة كانت لها دور كبير فيما وصل له الاقتصاد السعودي في السنوات الماضية، وبالتحديد مع تدشين رؤية المملكة 2030، ونحمد الله أننا نرى الانجاز تلو الآخر مع احتفالنا بيوم التأسيس، فمنذ بداية العام الجاري، حققت المملكة مكتسبات اقتصادية مهمة ونجحت في استضافة عدد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي نتج منها بناء تحالفات وتكتلات اقتصادية مع كبرى البلدان حول العالم. وأطلق ولي العهد “حفظه الله” مشروعات عملاقة تساهم في دعم سياسة التنوع الاقتصادي وتتوافق مع أهداف رؤية البلاد في المرحلة المقبلة.
مكاسب تاريخية
ويؤكد المستشار القانوني والاقتصادي السيد هاني محمد الجفري أن يوم التأسيس يأتي خلال عام 2024 مع مكاسب تاريخية كبيرة حققها الوطن في جميع المجالات، أهمها الفوز باستضافة معرض «إكسبو 2030» أكبر المعارض الدولية، بعد أن تنافست مع كوريا الجنوبية وإيطاليا، ليحصد ملف المملكة 119 صوتاً من الدول الأعضاء، وبالتالي يختار العالم الرياض مقراً لانعقاد المعرض الدولي في عام 2030، وكذلك استضافة عدداً من المؤتمرات والمنتديات والفعاليات الاقتصادية الدولية، أبرزها: الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، والمؤتمر الاقتصادي السعودي – العربي – الأفريقي، وأعمال منتدى الاستثمار السعودي – التركي، ومنتدى الاستثمار السعودي – الكوري، واستضافت منتدى الاستثمار السعودي – الأوروبي، وأسبوع المناخ، وفعاليات يوم السياحة العالمي، والنسخة السابعة من أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي شهد حضوراً كبيراً من القيادات والمسؤولين والرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات حول العالم.
وشدد على أن السعودية واصلت مكاسبها التاريخية من خلال التقدم في مؤشرات التنافسية المرتبطة بالسوق المالية، محققة المركز الثالث بين الدول الأكثر تنافسية على مستوى دول العشرين؛ وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن مركز التنافسية التابع لمعهد التنمية الإدارية لعام 2023، حيث قفزت 7 مراتب عن مركزها السابق، وسجّلت المملكة قفزة ملموسة في منظومة النقل والخدمات اللوجيستية العالمية بعد أن صعدت 17 مرتبة في المؤشر اللوجيستي الصادر عن البنك الدولي.
نظرة ايجابية
ويشير رجل الأعمال سليمان عطالله البلوي أن قصة أمجاد الدولة السعودية عبر 3 قرون، تعد أكبر حافز للإنجازات التي يحققها أبناء الوطن في الوقت الحالي من خلال العزيمة والإرادة القوية للقيادة الرشيدة، لافتاً إلى أن من أبرز الانجازات الاقتصادية التي شهدتها الفترة الماضية جذب أكثر من 180 من المقار الإقليمية للشركات العالمية لتتجاوز الحكومة مستهدفاتها المحددة عند 160 مقراً إقليمياً للشركات العالمية بحلول نهاية العام، حيث دشّنت شركة «لوسيد» لصناعة السيارات الكهربائية مصنعها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمحافظة رابغ، وستشرع في إنتاج نحو 5 آلاف مركبة لتصل تدريجياً إلى 150 ألفاً.
وأوضح أن مما يدعو للفخر في يوم التأسيس ما تحقق للصندوق السيادي السعودي من تحركات واسعة عبر الاستثمار في المشروعات الخارجية وإنشاء عدد من الشركات الوطنية للاستثمار في قطاعات واعدة تحقق مستهدفات «الاستثمارات العامة» الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل للمملكة، حيث قامت «موديز» للتصنيف الائتماني بتغيير نظرتها المستقبلية لـ«السيادي» من «مستقرة» إلى «إيجابية»، معلنةً بذلك تصنيف أحد أكبر الصناديق العالمية الائتماني عند الفئة «A1».