في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة العربية السعودية، تأسست جمعية “خويد” كأول جمعية أهلية متخصصة في المسرح والفنون الأدائية، تحت إشراف المركز الوطني للقطاع غير الربحي.
انطلقت الجمعية من منطقة جازان، المعروفة بثرائها الثقافي، لتصبح رائدة في دعم المواهب المسرحية وتطوير الفنون الأدائية محليًا، وتمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها على مستوى وطني.
تأسست جمعية “خويد” في جازان استجابة لحاجة ملحة إلى تطوير الفنون المسرحية في المنطقة، وتسعى إلى توفير منصة مهنية تدعم المواهب الصاعدة وتمنحها الفرصة للانخراط في المشهد المسرحي السعودي.
هذه الجمعية تسعى لسد الفجوة في التدريب والتطوير الفني في منطقة جازان، والعمل على تهيئة بيئة تحتضن الفنانين وتوفر لهم الأدوات اللازمة للابتكار والتميز.
من أهم الركائز التي تقوم عليها الجمعية هي الاستدامة، حيث تعمل على تطوير برامج طويلة الأمد لتدريب وتأهيل الكوادر المسرحية في جازان وخارجها.
وتهدف الجمعية إلى إنشاء بيئة تعليمية وفنية مستدامة، تضمن نقل المهارات والمعارف للأجيال القادمة، ما يعزز استمرار الفنون الأدائية في المملكة على المدى الطويل. هذا النهج يضمن تكوين قاعدة قوية من المواهب التي تساهم في استمرارية وتطور المشهد المسرحي.
وتركز جمعية “خويد” بشكل كبير على الابتكار في كافة فعالياتها وبرامجها، ومذلك تعتمد الجمعية على أحدث الأساليب والتقنيات في عروضها المسرحية، وتعمل على استكشاف طرق جديدة لتقديم الفنون الأدائية بشكل متجدد. تجربة الأداء التي أقامتها الجمعية في جازان مؤخرًا هي مثال حي على هذا الابتكار، حيث استقطبت أكثر من 30 مشاركًا ومشاركة من مختلف الأعمار والخلفيات الفنية، مما يعكس تزايد الاهتمام بالمسرح والفنون الأدائية في المنطقة.
ومن المبادئ الأساسية التي تتبناها الجمعية هي التكامل بين الفنون المختلفة. تسعى “خويد” إلى تقديم تجربة مسرحية متكاملة تجمع بين الموسيقى، الرقص، الإضاءة، والفنون البصرية. هذه المقاربة تساعد على تقديم عروض ذات جودة عالية تستقطب الجمهور وتساهم في رفع مستوى التذوق الفني.
كما تعمل الجمعية على تشجيع التعاون بين مختلف الفنانين والفنيين لتقديم أعمال مسرحية تتسم بالتنوع والتكامل، إذ أن التميز هو هدف استراتيجي تسعى جمعية “خويد” لتحقيقه من خلال تقديم فعاليات وبرامج ذات معايير عالية.
وتطمح الجمعية إلى تنظيم مهرجانات مسرحية على مستوى محلي و وطني ، وتعمل حاليًا على تطوير خطط مستقبلية أكاديمية متخصصة في الفنون الأدائية، لتطوير المهارات الفنية للمواهب السعودية، مما يعزز قدرة الجمعية على تحقيق الريادة في المجال المسرحي بالمملكة.
وفي تعليق من رئيس مجلس إدارة جمعية خويد للمسرح والفنون الأدائية، الأستاذ علي بن يحيى الخبراني أوضح أن “الهدف الاستراتيجي والمستقبلي للجمعية هو تأسيس مشروع يهدف إلى تدريب وتأهيل المهتمين بالمسرح والفنون الأدائية من جميع الأعمار ومن الجنسين.” هذا المشروع يعد خطوة طموحة تهدف إلى دعم المواهب المحلية وتعزيز حضور الفنون الأدائية على مستوى وطني.
ختامًا :
تُعد جمعية “خويد” نموذجًا متميزًا في العمل الثقافي والفني، حيث انطلقت من جازان برؤية واضحة لتطوير المسرح والفنون الأدائية في المملكة، بالاعتماد على قيم الاستدامة، الابتكار، التكامل، والتميز، تسير الجمعية بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها، وتسعى لتوسيع نطاق تأثيرها من خلال تقديم عروض فنية مميزة وتطوير برامج تدريبية تضع الأسس لمستقبل مشرق للفنون في المملكة.