أكد ملتقى الممارسات الوقفية2024م، الذي نظَّمته غرفة الشرقية الأحد 24 نوفمبر 2024م، تحت رعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأميـر «سعود بن نايف بن عبد العزيز»، أمير المنطقة الشرقية، الرئيس الفخري للجنة الأوقاف بغرفة الشرقية، وبشراكة استراتيجية مع الهيئة العامة للأوقاف، على أهمية الميثاق العائلي ودوره في نجاح الوقف العائلي، وأوصت خلاله للجنة العلمية للملتقى بإنشاء مركز متخصص للأوقاف العائلية، لتقديم الدعم الاستشاري والإداري، مع تسريع الإجراءات والخدمات المرتبطة بها، وكذلك بأهمية تطبيق إعفاءات ضريبية وزكوية ورسوم متنوعة للأوقاف العائلية تشجع على تأسيسها واستدامتها، وطالبت بضرورة إيجاد حوافز حكومية وجوائز تشجيعية لتعزيز انتشار الأوقاف العائلية وتحفيز الابتكار في إدارتها، كما أوصت اللجنة بتعزيز الحوكمة والشفافية والعناية بتأهيل وتدريب أعضاء مجالس النظارة الحاليين والمستقبليين لضمان تطبيق أفضل ممارسات الحوكمة، مع إلزام مجالس النظارة بإصدار تقارير دورية تعكس أداء الوقف ومستوى الشفافية.
وأوصت كذلك اللجنة بأهمية إيجاد إطار قانوني داعم وواضح، من خلال إصدار تشريعات منظمة تدعم تأسيس وإدارة الأوقاف العائلية، مع توفير الحماية القانونية لاستدامتها، وتشجيع الاستثمار في المبادرات المبتكرة، وحث الأوقاف العائلية نحو استثمارات مبتكرة تساهم في تحقيق أهداف تنموية ومجتمعية، فضلاً عن تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية، وتقديم تسهيلات لتمكين الأوقاف العائلية من العمل المشترك مع المؤسسات الحكومية لتنفيذ مبادرات واسعة النطاق تخدم المجتمع بشكل مستدام.
وقد تم خلال الملتقى الإعلان عن العديد من المبادرات الوقفية، كمبادرة وقف (الريع) الذي تقوم فكرته على وقف نسبة واضحة من أرباح الشركة بنموذج مرن ومحكوم مع تجنب ارتباطه بأعمال الشركة، مبادرة إنشاء أول شركة تسويق وإدارة أوقاف العالم لخدمة الأوقاف داخل وخارج المملكة، والتي تم إطلاقها بالتعاون مع هيئة الأوقاف، ومبادرة وقف الأوقاف الصغيرة أو ما يطلق عليه (مايكرو وقف)، والتي تشجع ذوي الدخل الصغير والمتوسط لإنشاء محافظهم الوقفية، وكذلك مبادرة الدليل الإرشادي لمأسسة الأوقاف وضبط العلاقات بينها وبين الكيانات الأخرى، وهي مبادرة من مجلس المؤسسات الأهلية، وأخيرًا مبادرة جمعية الشركات العائلية (ثراء) وهي أول جمعية أهلية في المملكة متخصصة في مجال دعم الأسر التجارية.
وكان الملتقى، قد شهد عقد نحو (6) جلسات تضمنت عرض نحو (18) ورقة عمل، قدَّمها مجموعة من المتخصصين وأصحاب التجارب الوقفية، وتناولت العديد من الجوانب ذات العلاقة بمفهوم الأوقاف العائلية وحوكمتها، والأدوار التي تقوم بها الجهات المشرفة على الأوقاف لأجل نجاحها واستدامتها وتعظيم دورها ومستقبلها في المشهد الاقتصادي الوطني، وأيضًا الممكنات لاستدامة الأوقاف العائلية، والأثر العائد بإقامة الأوقاف العائلية على الشركات العائلية، وصاحب الملتقى معرضًا لعديد من الجهات الوقفية قدموا خلاله منتجاتهم وتجاربهم الوقفية، وسط حضور العديد من المسؤولين الحكوميين ورجال وسيدات الأعمال وأصحاب الخبرات من المتخصصين والمهتمين في مجال الأوقاف.
وقد استهدف الملتقى تسليط الضوء على الآليات الدافعة إلى تنمية واستثمار الأوقاف العائلية، وأهمية الميثاق العائلي ودوره في نجاح الوقف العائلي، وتسليط الضوء على أحدث الإجراءات النظامية في تأسيس الأوقاف وعلاقة الشركات العائلية بالأوقاف، وتشجيع القطاع الوقفي على الإبداع وطرح أفضل الممارسات في موضوعات ذات الشأن للارتقاء بالقطاع الوقفي، والتعريف بالأوقاف العائلية والحث على إنشائها من خلال ذكر ممكنات نجاحها واستدامتها، والإشارة إلى أبرز الأوقاف العائلية الناجحة محليًا وعالميًا.