افتتح ميناء جازان في عام 1976م خلال عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، ليكون أحد أعمدة النقل البحري والتجارة في المملكة. منذ إنشائه، مر الميناء بثلاث مراحل تطويرية رئيسية، شملت إنشاء الأرصفة، وحاجزَيْ أمواج لحماية السفن، بالإضافة إلى برج مراقبة وعدد من المرافق الخدمية.
خلفية تاريخية
افتتاح الميناء جاء في مرحلة حساسة، إذ كانت المملكة تواجه أزمة اختناق الموانئ، وهو ما دفع إلى تأسيس المؤسسة العامة للموانئ (المعروفة حاليًا بـ “الهيئة العامة للموانئ”)، كخطوة تنظيمية تهدف إلى تحسين إدارة وتشغيل الموانئ. وتميزت المؤسسة بارتباطها المباشر برئيس مجلس الوزراء، مما أتاح لها دورًا فاعلًا ومباشرًا في دعم المشاريع التنموية للمملكة وتعزيز اقتصادها.
الموقع الاستراتيجي
يقع ميناء جازان على ساحل البحر الأحمر جنوبًا، على بعد 266 ميلًا بحريًّا شمال مضيق باب المندب. يتميز بموقعه القريب من خطوط التجارة البحرية الدولية شرقًا وغربًا، ما يجعله نقطة عبور استراتيجية للتجارة العالمية. إضافة إلى ذلك، يُعد الميناء من أكبر الموانئ السعودية التي تستقبل المواشي من دول القرن الأفريقي، مما يعزز مكانته في سلسلة الإمداد الغذائي.
تطورات الميناء في عهد الملك سلمان ورؤية 2030
شهد ميناء جازان تطورًا ملحوظًا خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. تهدف الرؤية إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، مما انعكس على تحسين البنية التحتية للميناء وتطوير مرافقه لتلبية متطلبات النقل البحري الحديث.
من بين أبرز التطورات:
1. التحول الرقمي: تعزيز الأنظمة الرقمية بالميناء لتسهيل عمليات الشحن والتفريغ، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
2. زيادة الطاقة الاستيعابية: توسيع الأرصفة وتعزيز قدراتها لاستقبال سفن أكبر وأحجام شحنات أكبر، مما يزيد من مرونة الميناء في خدمة الأسواق المحلية والدولية.
3. تطوير منطقة جازان الاقتصادية: ارتباط الميناء بالمدينة الاقتصادية بجازان عزز من دوره في دعم المشاريع الصناعية والزراعية، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
دور الميناء في تحقيق أهداف رؤية 2030
تعمل الهيئة العامة للموانئ على تعزيز دور ميناء جازان كركيزة استراتيجية في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث تسعى المملكة إلى رفع إسهام قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الناتج المحلي الإجمالي. يُعد ميناء جازان من أبرز المرافق التي تدعم التكامل بين الاقتصاد الوطني والاقتصاد العالمي، بفضل موقعه وخدماته المتطورة.
مستقبل ميناء جازان
مع استمرار المشاريع التطويرية ودعم القيادة الرشيدة، يتوقع أن يواصل ميناء جازان أداء دوره كمحور حيوي في دعم الاقتصاد السعودي وتسهيل حركة التجارة الدولية، ليصبح أحد الموانئ الرائدة في المنطقة والعالم.